رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أنه "لو أنفق خلال العامين الأخيرين لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ما ينفق على الأسلحة التي تتقاتل بها المجموعات المسلحة في سوريا لكنا قد حررنا معظم فلسطين"، مؤكداً "أننا سنبقى متمسكين بالمقاومة وسلاحها مهما كانت الحملات والنعوت والألقاب والإتهامات، وأننا لن نتراجع عن السير في خط مقاومة العدو الاسرائيلي الذي لا تنتهي عدوانيته عند الحدود اللبنانية".
وفي كلمة له خلال مهرجان أقامته "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في مخيم برج الشمالي لمناسبة الذكرى السنوية لرحيل مؤسسها جورج حبش ورفيق دربه أبو ماهر اليماني، والذكرى السنوية الحادية عشر لاعتقال أمينها العام أحمد سعدات، وتضامناً مع المناضل جورج عبدالله، لفت الموسوي إلى أنه "كان من الممكن أن نكون في الأيام الأخيرة أمام كارثة لا تصاب بها مدينة لبنانية فحسب، بل لبنان بأسره"، معرباً عن "تقديره واحترامه للرجل العظيم والكبير دولة الرئيس عمر كرامي الذي أثبت مرة أخرى أنه رجل بحجم الوطن"، ومعتبراً أن "الروحية التي قابل بها الاعتداء على ابنه يجب ان تكون مدرسة نموذجية في السياسة اللبنانية، وأننا كنا نتمنى لو أن خصومنا السياسيين يتحلون ببعض هذه الفضائل"، متسائلاً "لو أن الأمر كان معكوساً ما الذي كان سيحصل في لبنان الآن؟".
ودعا النائب الموسوي القوى السياسية جميعاً الى "التمثل بالمدرسة الاخلاقية ذاتها التي عبر عنها الرئيس عمر كرامي بسلوكه الراقي، وإلى العودة الى طاولة الحوار وتنظيم الخلاف في ما بيننا على قاعدة الحوار حول المختلف عليه وإلى توسيع نقاط الاتفاق فإذا كنا قد نجحنا في اطلاق حوار حول قانون الانتخاب فذلك يعني أن بوسعنا أيضاً أن نتحاور حول قضايا الاختلاف الأخرى ونتفق على المزيد من النقاط التي يمكن أن نتوصل اليها.
في سياق آخر، أكد النائب الموسوي أن "أمامنا فرصة في الانتخابات النيابية المقبلة لوضع ركائز للدخول الى مرحلة من الاستقرار والتوافق والتعاون اذا أحسنّا اختيار قانونٍ انتخابيٍ جديد"، مشيراً إلى "أننا أعلنا عن تأييدنا لمشروع الحكومة القائم على النسبية، وأنه بعكس ما يقول الكثير من خصومنا فان الأكثرية هي التي تلغي التعددية وتمارس اجتياحاً عددياً للمكوّنات المتنوعة التي يتألف منها المجتمع السياسي اللبناني، في حين أن النسبية هي وصفة دولية معروفة للمجتمعات التعددية".
ولفت النائب الموسوي إلى "أننا وفي حين نتمسك بمشروع القانون الذي قدمته الحكومة فإننا أبدينا ولا زلنا نبدي الرغبة والاستعداد من أجل التوصل إلى قانون انتخابي يمكن التوافق عليه بين الأطراف المختلفة"، مشيراً إلى أن "الاتفاق يلزمه شقين الأول وهو تقني يمكن أن يقوم به المختصون والثاني وهو وجود إرادة سياسية لدى الفرقاء بفصل أزمة لبنان عن أزمات المنطقة ولا سيما الازمة في سوريا"، معتبراً أنه "إذا لم تتوفر هذه الإرادة فإننا نرى أن ثمة جهداً كبيراً يجب أن يبذل من أجل تكوين هذه الارادة التي هي حاسمة في تقرير مصير قانون الانتخاب وبالتالي اجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة دستورياً".
وأكد الموسوي أننا سنبقى متمسكين بالمقاومة وسلاحها مهما كانت الحملات والنعوت والألقاب والإتهامات، وأننا لن نتراجع عن السير في خط مقاومة العدو الاسرائيلي الذي لا تنتهي عدوانيته عند الحدود اللبنانية أكانت في البر أو البحر أو الجو، لافتاً إلى أننا ولأجل هذا اجتمعنا منذ قيام هذا الكيان على هدف واحد وهو مقاومته ونستمر بها حتى يزول من الوجود لأنه إذا استمر على قيد الحياة فإنه سيحكم علينا جميعاً بالتفكك والتقاتل ونهاية كياناتنا الجغرافية السياسية.
كما توجه النائب الموسوي بالتحية لشهداء الشعب الفلسطيني وقادته، معرباً عن فرحته وهو ينظر في عيون الشعب الفلسطيني ليرى تصميماً على مواصلة المقاومة من أجل تحرير كل فلسطين بجميع ترابها ومقدساتها بدلاً من التعب والإستسلام، مشيراً إلى أننا اعتدنا على اعتبار الغرب وعلى رأسه الادارة الامريكية وحلفائها أن كل سلاح يشهر في المنطقة لمقاومة "اسرائيل" سلاح ارهابي، في حين أن الأسلحة الأخرى التي تتقاتل بها المجموعات على اختلافها لا تعد فقط سلاحاً في محل تقدير فقط، بل ويُنفق عليها مئات الملايين من الدولارات.
في هذا الإطار، أضاف الموسوي إن "الشعب الفلسطيني قال كلمته بأنه يريد أن تتحد الفصائل جميعاً في خط المقاومة، ونحن إلى جانب هذا الشعب في سعيه لتكريس الوحدة الوطنية على أساس مقاومة العدو الصهيوني بكل أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة لأن تجربتنا علّمتنا أن هذا العدو لا يمكن أن ينزاح عن أي قطعة أرضٍ يحتلّها الا من خلال المقاومة المسلحة، وأننا لا نستطيع أن نستعيد حقاً الا اذا اعتمدنا على مقاومتنا، والعدو يحتل الآن أكثر من 800 كلم مربع من منطقتنا الإقتصادية الخالصة".
وقال الموسوي "نحن نَعِد، كما وعد سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله بأننا سنستعيد هذه المنطقة حتى آخر كأس ماء منها مع ما تحويه من ثروات طبيعية من الغاز والنفط"، مشيراً إلى عقلية التراجع والإنهزام التي سمحت للعدو أن يسيطر على جزء من هذه المنطقة في حين أن عقلية والمواجهة والتمسك بالمقاومة وسلاحها هو الذي يؤدي الى استعادة الحقوق.
وتوجه النائب الموسوي في ختام كلمته إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، داعياً "اياهم الى أن لا يصدقوا ما يقال لهم من أن إسرائيل الآن هي في ذروة قوتها، لأنها وباعتراف استراتيجيين اسرائيليين تعيش في أضعف أحوالها وقد أظهرت تجربتنا عام 2006 وتجربة الشعب الفلسطيني عام 2008 وبالأمس في الـ 2012 أن هذا الكيان الذي أريد له أن يكون ملاذاً آمنا وقلعةً حصينة للشتات اليهودي لم يعد آمنا على الاطلاق في أي زاوية من زواياه، وأنه عرضة في اي مواجهة عسكرية لانهمار الصواريخ عليه في كل شبر من فلسطين التي يغتصبها ويحتلها".
وتوجه النائب الموسوي إلى الجيل الجديد من الفلسطينيين بالدعوة لأن يثقوا بأن "هذا الكيان لن يبقى على قيد الوجود وأن يتمسكوا بهذا المفتاح الذي ورثوه من آبائهم والأجداد لأننا عائدون وسنفتح به أبواب بيوتنا المحتلة والمقفلة"، مؤكداً "أننا على ثقة بوعد الله بأننا عائدون الى فلسطين كلها والى القدس، وأننا سنصلي في المسجد الأقصى وسنقرع جرس كنيسة القيامة معاُ"، داعياً إلى "تنحية كل ملفات الخلاف جانباً والعمل معاً لأن النصر لم يعد بعيداً، فإن كانت غزّة بجغرافيتها وقدراتها قد هزّت الكيان فكيف بالمقاومة في لبنان مع ما تمتلكه من إمكانات تسليحية وتدريبية؟".
بدوره، حيا النائب خريس "الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، متحدثاً عن المزايا النضالية لأصحاب المناسبة، ومستغرباً "الخطاب السياسي الرسمي العربي الذي يفتقد لمصطلح "العدو" حين يتحدث عن اسرائيل"، مؤكدا "وقوف الشعب اللبناني وقواه المقاومة، إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الاعتداءات الصهيونية"، ومعتبراً "ان الشعب الفلسطيني يخوض اليوم معركة الأحرار والشرفاء في الأمة".