الشيخ قاسم: من هزم "إسرائيل" مرة لا بدَّ أن يهزمها مرات ومرات
قال نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، "نحن اليوم في لبنان نتصرف مع الأبواق الأخرى بأخلاقنا، لو أردنا أن نرد عليهم شتائمهم واتهاماتهم الكاذبة، وتلفيقاتهم المتكررة في الأسلوب نفسه الذي يتصرفون به لكنا مثلهم، ولكننا نريد أن نكون جماعة مؤمنة تخشى الله تعالى، وتعمل لرضوانه، لذلك نحن ملتزمون بالضوابط الأخلاقية والشرعية، لا نشتم كما يشتمون، ولا نكذب كما يكذبون، ولا ندَّعي غير الحقيقة، ولا يكلفنا هذا الأمر إلاَّ قليلاً ولكن بعد ذلك الناس تعرف وتفهم".
وخلال احياء الليلة التاسعة من عاشوراء في منطقة البسطة التحتا، أضاف سماحته "رأينا كيف أن المجاهدين في غزة واجهوا ببسالة رائعة كل هذه القوة الإسرائيلية"، ولفت إلى أن غزة لم تكن أمام حرب مع "إسرائيل" إنما كانت أمام حرب مع العالم، لأن من يدعم "إسرائيل" هو أمريكا وأوروبا ومجلس الأمن ودول كبرى.
واستغرب الشيخ قاسم تحميل الفلسطينيين وزر المعركة في حين أنهم يستشهدون في كل يوم من الاعتداء الإسرائيلي، ولفت إلى أن المجتمع الدولي يحمي "إسرائيل" ويدافع عنها في قتل الشعب الفلسطيني فيما هي التي تعتدي وتدمر، وأكد أن المجاهدين الفلسطينيين في غزة ربحوا وربح المشروع المقاوم جولة فيما خسرت إسرائيل جولة.
ورأى ان العدو يعيش في حال ارباك وتخبط نتيجة تمكن المقاومة الفلسطينية من ضرب القدس وتل أبيب بصليات من الصواريخ، ونجاحها في تعريض الوضع الداخلي الإسرائيلي كله للخطر، واضاف "هذا أمر كبير وله ارتداداته والحمد لله على هذه النتائج".
داخلياً، قال الشيخ قاسم "أما الجماعة هنا في لبنان فالمشكلة أنهم يعتقدون بمقاطعتهم للمجلس النيابي والحكومة يستطيعون تحقيق أهدافهم، هذه المقاطعة تؤثر في تعطيل مصالح الناس، وتؤثر في تعطيل الاستحقاقات القادمة ومنها الاستحقاق الانتخابي، من يريد انتخابات في لبنان عليه أن يهيئ الفرصة ليجتمع المجلس النيابي ويناقش قانون انتخابات جديد، فالكل يلعن قانون الانتخابات المعمول به وهو قانون الستين".
وتابع بالقول "هؤلاء لا يريدون إجراء انتخابات نيابية في موعدها، وإذا أرادوا إجراء انتخابات نيابية في موعدها فليتفضلوا إلى المجلس النيابي ليناقشوا قانون الانتخابات، ربما يكون البعض منهم يضيِّع الوقت حتى نكون أمام قانون الستين، وهذه الطريقة من أجل الوصول إلى القانون الذي يريدونه، لكن هم عندما يقومون بحالة المقاطعة فسيكون البلد مشلولاً، وعندما يكون البلد مشلولاً لا يمكن أن تحصل فيه انتخابات نيابية".
ودعا للعودة للحوار والتفاهم ووضع خطوات عملية من أجل أن يكون البت بالشكل المناسب، وأضاف "هم يتهموننا اتهامات كبيرة، وأنا أسألهمهل بإمكانكم تغطية من تعامل مع إسرائيل خلال الفترات السابقة وهاجم لبنان وشكل خطراً عليه، وطوَّل مدى الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وكان في مقدمة الاجتياح سنة 82، أن يلغي هذه الصورة من أذهان اللبنانيين ويصبح شريفاً اليوم فقط لأنه في موقع سياسي جديد ومن أجل أن يستثمر وجوده، أو لأنه غيَّر في الاتجاه الذي كان موجوداً فيه سابقاً والذي أدَّى إلى اغتيالات وأعمال شنيعة ترتبت على الواقع اللبناني؟"
الشيخ قاسم سأل هل يريدوننا أن نقبل بحكومة كانت غير دستورية عطَّلت البلد لمدة سنة ونصف ولم تراعِ التشكيل القائم بين الطوائف المختلفة في هذا البلد؟ هل يريدوننا أن نربط لبنان بالأزمة السورية كما فعلوا، وسببوا المشاكل الكبرى بسبب دخول لبنان في الأزمة السورية المفتوحة إلى أجلٍ غير مسمى؟هل إذا أطلقوا سهامهم على المقاومة يحققون إنجازات داخلية؟
وأضاف سماحته "لا والله، إطلاق السهام على المقاومة لإضعافها خدمة مجانية كاملة للمشروع الإسرائيلي، لا تستطيع معه إسرائيل أن توفيهم حقوقهم من الشكر ليل نهار على هذه المواقف التي تحاول أن تجعل المقاومة ضعيفة، ولكن لن تكون المقاومة ضعيفة إن شاء الله تعالى، سنتجهز أكثر فأكثر، وسنتسلح أكثر فأكثر، وستبقى المقاومة في الميدان تتحدى وتتصدى لتقول: بأن من حرر أولاً لا يمكن أن يتراجع بعد ذلك، ومن هزم إسرائيل مرة لا بدَّ أن يهزمها مرات ومرات، ومن ذاق طعم الاستقلال والعزة لا يمكن أن يقبل الذلة ولا الاستسلام ولو رضيَ البعض، ونحن نريد لبنان السيد الحر المستقل، ولا نرضى أبداً أن نكون عبيداً لأحد ولا أن نكون تحت وصاية أحد".