عقد لقاء بين قيادتي حزب الله -المنطقة الأولى في الجنوب- وحركة أمل –إقليم جبل عامل- في مكتب حزب الله في مدينة صور، جرى خلاله التداول في مختلف التطورات التي تمر بها المنطقة وما تشهده من أزمات خطيرة لها انعكاسات مباشرة على لبنان الذي يعيش مرحلة حساسة ودقيقة، تضاف إلى سلسلة الملفات الداخلية الشائكة التي يعاني منها اللبنانيون، فضلا عن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، والانتهاكات المستمرة لسمائه وأرضه وبحره.
وقال المجتمعون، في بيان، "يطل علينا عيد الأضحى المبارك بما يشكله من مناسبة يجتمع فيها ملايين المسلمين عند أعتاب بيت الله الحرام في مشهد من الوحدة والتلاحم امتثالا للتعاليم السماوية التي جاء بها النبي محمد (ص). تطل هذه المناسبة في ظل استمرار أميركا والغرب بمحاولاتهم للإساءة للمقدسات الإسلامية وآخرها عبر الفيلم المسيء للنبي (ص) في أميركا، والرسوم المسيئة في فرنسا".
وأضاف البيان "يأتي ذلك فيما الأمة العربية تعيش واقعاً مريراً في أجواء من التفرقة والشرذمة والاختلاف، حيث لا تتوقف الأيادي الأميركية عن بث الفتنة وزرع الأحقاد بين المسلمين لحرفهم عن التمسك بقضاياهم الأساسية، وحقهم في المقاومة، وثنيهم عن المطالبة بتحرير مقدساتهم، في إطار المشروع الأميركي لحماية الكيان الصهيوني، ومحاولة القضاء على ما تبقى من مقومات القوة لدى حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وبعض الدول الداعمة لها".
وفيما هنأت قيادتا حزب الله وحركة امل في الجنوب المسلمين خاصة واللبنانيين عامة بأسمى آيات التهنئة والتبريك لحلول هذا العيد المبارك، وتمنتا أن يمن هذا العيد على الأمتين العربية والإسلامية بمزيد من الوعي في مواجهة ما يعصف بالمنطقة من مخاطر محدقة. توقفت القيادتان عند اقتراب شهر محرم الحرام ويوم عاشوراء، وجددت دعوة الجماهير الحسينية لأن تكون هذه المناسبة فرصة لمزيد من التلاقي والوحدة التزاما بالقيم السامية التي خطها الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه بدمائهم من أجل الكرامة والعزة الإنسانية، ورفضا للظلم والذلة، ودفاعاً عن دين جده رسول الله (ص)، كما جددت التمسك بنهج المقاومة ضد العدو الصهيوني كخيار وحيد إلى جانب الجيش والشعب لتحرير أرضنا والدفاع عن سيادتنا.
من جهة ثانية، بارك المجتمعون "للبنانيين الإنجاز الجديد المتمثل بطائرة "أيوب" التي اخترقت فيها المقاومة عمق أجواء العدو الصهيوني، لتسجل إنتصارا آخر على كل إجراءاته ومناوراته وتحولاته وتصيبه في كبريائه"، مستغربين أصوات النحيب التي تتصاعد من بعض الأفرقاء في لبنان للتشويش على هذا الإنجاز خدمة لأسيادهم، متجاهلين عشرات الخروقات الإسرائيلية اليومية للسيادة في لبنان براً وبحراً وجواً.
معيشياً، طالب المجتمعون "الحكومة بالمسارعة لمعالجة القضايا المطلبية والمعيشية للمواطنين بما يخفف عن كاهلهم الكثير من الأعباء، سيّما ونحن على بداية العام الدراسي وعلى أعتاب الشتاء، آملين التوصل إلى التفاهم على قانون للإنتخاب يكون أكثر تمثيلاً وعدالةً ويؤسس لحياة سياسية ترتقي بلبنان وشعبه وتحمي منجزاته.
وعلى الصعيد السوري، أكد الطرفان أن الحوار السياسي هو السبيل الوحيد للحل في سوريا، وأن معالجة الأزمة تقع بالدرجة الأولى على السوريين أنفسهم، وعلى المبادرات الجدية الساعية إلى حل سياسي، لقطع الطريق على العابثين بأمن سوريا ومواطنيها، ورفضا سياسة الضغوط التي تعتمدها الدول الغربية على الحكومات الداعمة لحركات المقاومة في المنطقة سيما في سوريا وإيران بغية إخضاعها وفرض شروطها على هذه الدول، وشددا على أن هذه السياسات لن تثني إيران ولا سوريا عن الاستمرار في نهجهما الداعم لمقاومة الاحتلال الصهيوني، هذا النهج الذي أثبت ويثبت أن النصر سيكون حليفه دائماً إن شاء الله.