لفت نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، إلى وجود حملة منظمة ضد الإسلام المحمدي الأصيل، ومن نماذجه حزب الله في لبنان، وهذه الحملة يقودونها ضد المشروع الذي يحمله هذا الحزب، وليس ضد الأفراد والأشخاص، فهناك حملة على المشروع الوطني للمقاومة، امتداداتها إقليمية ودولية، ومحرك الحملة الأساس "إسرائيل".
وخلال رعايته حفل تخريج الطلاب الناجحين في الشهادة المتوسطة في مدارس المصطفى (ص)، قال الشيخ قاسم أن "إسرائيل" هي التي تتصل بالدول الأوروبية من أجل أن تُوضع المقاومة على لائحة الإرهاب، "إسرائيل" هي التي تحرض أمريكا لتساعدها ولتمدها بالسلاح من أجل أن تواجه المقاومين، "إسرائيل" هي التي ترسل جواسيسها إلى بلدان عربية مختلفة من أجل أن تُحدث الفتن وتحرك المشاكل لتواجه المقاومين في كل مكان، إسرائيل هي التي ترفع شعارات بأنها تريد أن تبقى قوية ويجب إسقاط كل القوى التي تواجهها".
وسأل "ما معنى أن تخوض حملة ضد المقاومة التي تواجه إسرائيل؟ ما معنى أن تخوض حملة ضد الجماعة التي حررت الأرض وتريد أن تحرر الباقي من الأرض؟ ما معنى أن تكون ضد جماعة تريد الاستقلال وأن تواجهها لأنك لا تقبل بمشروعها واتجاهاتها؟ هذا أمر خطير، وهذا أمر يدين كل أولئك الذين يقفون ضد المقاومة ويواجهونها.
وتابع سماحته "لو كانت المقاومة فكرة من الأفكار لقلنا أنهم غير مقتنعين بهذه الفكرة، ولكن المقاومة حررت وهم لا يريدون ذلك، والمقاومة رفعت رؤوسنا وهم يريدون خفض رؤوسهم، والمقاومة أرعبت إسرائيل وهم يريدون إراحة إسرائيل، والمقاومة طردت أمريكا وهم يريدون إحضارها في كل محافلنا وواقعنا،ألا تخجلون من أنفسكم أيها المعادون للمقاومة والمؤيدون لقوة إسرائيل بإضعاف المقاومة؟".
ورأى الشيخ قاسم أنه "لو كانت الشعارات السياسية التي يطرحونها شعارات منطقية مقبولة عبارة عن خلاف بين وجهتي نظر لقلنا أن هذا الأمر مقبول ومعقول، لكن بين احتلال وتحرير، وبين مقاومة وإسرائيل، بين عز واستسلام، هذا أمرٌ يشكل فضيحة لأولئك الذين يقفون في المقلب الآخر، ليست هناك دعوة في لبنان لسحب سلاح حزب الله"، وأضاف "لو كان حزب الله يلتزم بالخط السياسي الآخر الذي هو مع أمريكا وإسرائيل، لأبقوا معه السلاح وزادوه سلاحاً إذا كان هذا السلاح يُستخدم لتركيز كيان إسرائيل في المنطقة، فالمشكلة بالمشروع وليس بتلك الأدوات التي يستخدمها المجاهدون".
وتوقف سماحته عند الحملة الممنهجة التي يتعرض لها حزب الله في لبنان، فقال "هذه الحملة هي ضوضاء، كلما ارتفعت الأصوات أكثر فأكثر فهذا يعني أننا أنجح فأنجح، وكلما شتمونا زيادة وابتعدوا عن أي دليل وعن أي منطق يعني أن أدلة راسخة وقوية"، وأكد أن حزب "المستقبل" في لبنان فقد استقلاله الذاتي بتنفيذه أجندة المشروع الاستكباري ضد لبنان والمنطقة، ولاحظ أن "مفردات خطابات قياداته هي مفردات المشروع الاستكباري، ونتيجة تعليمات أجنبية، ومشابهة للخطاب المعادي للبنان واستقلاله، وأسلوبها استفزازي بغية دفعنا إلى المهاترات، ولكننا لن ننجر".
وختم الشيخ قاسم "أقول لهم مجدداً يدنا ستبقى ممدودة للتعاون على الصعيد الوطني، وننصحهم بالعمل لمصلحة لبنان، فإذا كانت رهاناتهم مستمرة على تطورات سوريا فيبدو أن الرهان سيبقى في الجارور لفترة طويلة من الزمن، ثم بعد ذلك سيخسرون الرهان".