وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة عيتا الشعب الجنوبية، أشار فياض إلى أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال لمسلم أو غير مسلم من أصحاب الشهامة والكرامة والاخلاق بأن يرضى بما انطوى عليه هذا الفيلم من مشاهد فاضحة، وبما أعقبه من إصرار مجلة فرنسية على نشر رسوم مسيئة للرسول(ص) وما أعلنته مجلة ألمانية من أنها سنتشر مثيلاً له"، محملاً "الغرب بشكل عام والولايات المتحدة الامريكية بصورة خاصة مسؤولية هذه الحملة التحريضية"، وأكد "أننا نريد أن نميّز في المشكلة التي هي ليست بين المسيحية والاسلام بل بيننا وبين الإدارات والأنظمة والسياسات واللوبيّات الإعلامية والسياسية المعنية مباشرة بهذا الموضوع، والمؤسسات الإعلامية والثقافية والفكرية التي توغل في سياسات التحريض والاستفزاز".
وأضاف فياض "لأننا نؤمن بأنه لا تزر وازرة وزر اخرى فإننا نقول أنه لا يجوز التعرض لأية مؤسسة لا علاقة لأصحابها بهذا الموضوع او تحمل امتيازات وتراخيص ذات منشأ غربي، وأن هؤلاء لا علاقة لهم بهذه المشكلة التي تتحمل مسؤوليتها هذه الأنظمة التي تتعاطى بتهاون وتغطية وتبرير غير مقنع"، مشدداً على أن "هذه الأنظمة لا تقنعنا تحت عنوان أن هناك حرية رأي في الغرب لأن هذه الحرية تتحول إلى غطاء للتعدي على حرمة الأديان ورموزها، في الوقت الذي تتعاطى فيه بحساسيات شديدة على المستويات القانونية والتشريعية مع قضايا سياسية وثقافية لها مصلحة فيها".
واذ قال فياض إن "الغرب يحارب بتهمة اللاسامية أي كاتب أو إعلامي أو مفكر أو سياسي يناقش بطريقة علمية عدد الأشخاص الذين تعرضوا لمحرقة الهولوكوست التي قامت بها النازية تجاه اليهود بحسب التاريخ الغربي"، تسائل عن "سبب التشدد في هذه القضية وعدم مراعاة قيمة حق التعبير المقدسة لدى الغرب في حين أن مسألة قيمية دينية واخلاقية تطال مشاعر واحاسيس وقيم وشعائر وقدسية الدين الإسلامي الذي يؤمن به أكثر من الف واربعمئة مليون انسان في العالم، يجري التعاطي فيها بتآمر وتمويه تحت عنوان حرية الرأي".
وأكد فياض على أن "المجتمعات الغربية وأناسها ومثقفيها وجمعياتها يتحملون مسؤولية خاصة في وضع حد لهذه الأفعال المشينة والممارسات -التي تأخذها إلى علاقة معقدة ومتوترة مع مجتمعاتنا وتدفع باتجاه المزيد من التصعيد- وإيقافها طالما أن أنظمتهم أنظمة ديمقراطية ومنتخبة ومن المفترض أن تحتكم لإرادة الرأي العام"،لافتا الى أن "كل رهان على أن هذه المسألة ستموت مع الوقت إنما هو رهان في غير محله لأن العالم الإسلامي والأمة العربية الإسلامية بقواها الحية مصرة على متابعة هذا الموضوع حتى نهايته لوضع حد لسياسات التمادي والتجرؤ على معتقداتنا وعلى رسولنا الأكرم نبي الرحمة محمد (ص)".