لم يكن صباح أمس عادياً بالنسبة لكيان العدو الصهيوني، فصواريخ المقاومة الفلسطينية في غزّة هزت مضاجع المستوطين، وشكّلت حالة ذعر وقلق في صفوفهم، باعتراف إذاعة جيش العدو أن" صاروخين سقطا صباحاً على مصنعين في منطقة "سديروت" والنقب الغربي المحتلتين وتسببا بأضراراً جسيمة، فضلاً عن إصابة أحد المستوطنين بجراح طفيفة.
وفي هذا السياق، قالت الإذاعة إن "صاروخاً سقط في تمام التاسعة صباحاً على مصنع في مستوطنة "أشدوت" وأصاب مبنى إصابة مباشرة فيما سقط صاروخٌ آخر بعد 15 دقيقة وأصاب مصنعاً أخراً ما أدى إلى إحداث أضرار جسيمة.وقد نقلت إذاعة الاحتلال عن مصادر عسكرية داخل جيش العدو قولها إن"الصاروخين أنهيا صيفاً هادئاً، منوهة الى أن أحد المصنعين أصيب قبل شهرين إصابة مباشرة"، وأوضحت ان"ما يثير قلق مؤسسات العدو الأمنية هو دقة التصويب في عملية إطلاق الصاروخين"، معربةً عن اعتقادها أن"المقاومة الفلسطينية تقوم بتجريب بعض الصواريخ الجديدة ذات الدقة العالية".
وعلى ضوء هذه الأحداث والتطورات، هدّد رئيس "المعارضة" في الكيان الغاصب ووزير الحرب الأسبق شاؤول موفاز، بالانتقام من قادة المقاومة الفلسطينية إذا تكرر سقوط صواريخ من غزّة على إحدى المستوطنات"، قائلاً :"المقاومة الفلسطينية تختبرنا".
وقد جاءت تصريحات موفاز خلال جولة تفقدية قام بها لمستشفى "بزلاي" في عسقلان المحتلّة، وقال في سياق تهديده المقاومة "من هنا أوجّه رسالة لقادة المقاومة الفلسطينية: دماؤكم في رؤوسكم "ستصفى" إذا سقطت شعرة من شعر أبنائنا. السنة الدراسية ستفتحوواجبنا أن نكفل لأبناء الجنوب الأمن المطلوب"، وذلك في محاولة منه للتقليل من ذعر المستوطنين وغضبهم جراء سقوط الصواريخ المتكرر.
بدوره، هدّد ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال "تال روسو" برد "قوي" على إطلاق دفعات جديدة من الصواريخ باتجاه المستوطنات والأهداف الصهيونية المحاذية لقطاع غزة، محملاً في الوقت نفسه حركة "حماس" المسؤولية عن ذلك باعتبارها المسيطرة على القطاع.
في المقابل، دعا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري إلى إيجاد حراك عربي وإسلامي واسع لتعزيز صمود المقدسيين وسكان الضفة الغربية؛ في مواجهة الحرب الصهيونية الشرسة التي يتعرضون لها.
وأضاف إن" الاستيطان ومصادرة أراضي الفلسطينيين يعد خطراً حقيقياً على مدينة القدس المحتلة بهدف تهويدها وأسرلتها وعزلها"، مشيراً إلى المشاريع الاستيطانية الجديدة، ومصادقة سلطات الاحتلال على إقامة 68 وحدة سكنية في مستوطنة جبل أبو غنيم، مشدداً على أن "مصادرة الأراضي والاستيلاء على منازل المواطنين، وتوسيع البؤر الاستيطانية يهدف للسيطرة الكاملة على الضفة والقدس المحتلتين".
وفي خبر يظهر الرعب داخل الكيان الصهيوني من تعاظم قوى المقاومة، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، أن "كبير الحاخامات في الكيان الغاصب "عوفديا يوسف"، دعا خلال درسه الديني الأسبوعي مساء السبت الماضي المستوطنين الصهاينة إلى الصلاة والابتهال إلى الله خلال فترة "الأعياد اليهودية"، ليدمر إيران والمقاومة في لبنان - حزب الله ويبيدهما كلياً".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحاخام يوسف، قال فى درسه الأسبوعي، إنه "على المؤمنين اليهود عندما يتناولون مأكولات العيد التي ترمز إلى الابتهالات والطلبات من الله، فيجب تركيز الدعوات إلى طلب إبادة إيران والأعداء الذين يهددون "اسرائيل" بعبارات " فليمحهم الرّب ويمتهم"، على حد تعبيره.
من جهة ثانية، أقرّ الكنيست الصهيوني تعديلاً على ما يسمى "قانون الأضرار المدنية" مسؤولية الدولة بتاريخ 23/07/2012 ، والذي يكرّس حرمان الضحايا والشهداء الفلسطينيين من تقديم دعاوى جنائية ضد جيش العدو جرّاء الأضرار التي تلحق بهم بسبب عمليات "الغصب" في الأرض الفلسطينية المحتلة".
وكان كيان العدو قد أجرى تعديلات عدة على هذا القانون في تموز عام 2005 بطريقة تستثني الفلسطينيين في الأرض المحتلة، من حقهم في السعي للحصول على تعويضات، حتى في الحالات التي تكون فيها الأضرار التي لحقت بهم ناجمة عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ووقعت خارج نطاق مفهوم "العمليات الحربية"، فإن التعديل الجديد يستثني مسؤولية العدو المدنية عن الأضرار.
ويعتبر هذا التعديل الجديد محاولة جديدة لخلق واقع يكرّس استثناء كيان العدو من أي مسؤولية جنائية أو مدنية تنجم عن إلحاق الأذى في أرواح الفلسطينيين أو ممتلكاتهم نتيجةً للعمليات الحربية التي تقوم بها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة،ويكرس واقع الحصانة والإفلات من العقاب، ما يشجع قوات الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين من سكان الأرض الفلسطينية المحتلة دون قلق أو خوف من المحاسبة.