الموسوي: واهم من يراهن على تطور إقليمي أو متغير دولي... والقوى التي تقاتل في سوريا لن تتمكن من اسقاطها
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن التوصل إلى وفاقٍ لبنانيٍ يجب أن يبدأ من الاتفاق على قانونٍ جديدٍ للإنتخابات، يكفل الوحدة الوطنية ويضمن التمثيل الصحيح والعادل، بحيث يشكل المجلس النيابي معبراً الى دولةٍ جديدةٍ قويةٍ وعادلةٍ وقادرةٍ بالفعل على تحمل مسؤولية مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان، واستعادة ما تبقّى محتلاً من أراضيه.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة دير انطار الجنوبية، أشار الموسوي إلى أن الحقائق اللبنانية على مدى التاريخ تقول بأن للصيغة اللبنانية قواعد ذاتية لا يمكن للتطورات الإقليمية أن تغيّرها، وهي صيغة تعددية قائمة على الشراكة والتوازن، وأن من يريد أن يراهن على تطورٍ إقليميٍ أو متغيرٍ دوليٍ ليعدل فيها هو واهمٌ.
وأكد أنه وإن حصل اجتياحٌ اسرائيليٌ أو ما يتمناه البعض في سوريا، فإنه سيجد نفسه أمام الصخرة الصلبة التي هي توازنات الصيغة اللبنانية، والتي نشكل أساسها الراسخ الذي لا يمكن تجاوزه، لافتاً إلى أن شعارنا ومنذ انطلاقتنا كان أننا نعمل من أجل بقاء لبنان، وطناً لجميع أبناءه وبلداً محررة أراضيه كلها ووطناً سيداً حراً مستقلاً لا يخضع لإرادة هذا السفير أو ذاك، وأن هذه الشعارات هي برنامجٌ سياسيٌ لازلنا نلتزمه، ولا يمكن أن يحول بيننا وبين تنفيذه تآمرٌ أو فتنٌ أو رهاناتٌ خائبة.
ودعا الموسوي الذين يراهنون على الخارج للتخلي عن رهاناتهم، معتبراً أن ذلك لن يحصل وإن حصل فلن يتمكنوا من توظيفه لصالحهم، متسائلاً هل ثمّة فرصة لأن ندعو الجميع للعودة إلى الحوار، وألا يجب أن نتحاور حول كيفية استعادة أراضينا المحتلة، وألا يستوجب ما يجري في المنطقة حواراً حول كيفية حماية لبنان من تداعيات التطورات، والقرار الأمريكي القاضي بإطلاق الفتنة المذهبية في المنطقة، والذي تتواطأ مع تنفيذه أنظمةٌ عربية؟ وألا يستحق لبنان حواراً من أجل بقاءه وحمايته؟.
وشدد الموسوي على أن الخط الأزرق لا يشكل بأي حالٍ من الأحوال خطاً للحدود اللبنانية بل هو خطّ تقني للإنسحاب الإسرائيلي، وبالتالي فإن وجوده لا يعني أن لبنان قد تنازل عن حقة في إستعادة أراضيه المحتلة، متسائلاً كيف لنا ان نثق بكم ونسلّمكم راية الدفاع عن لبنان وانتم مستعدون سلفاً للتفريط بأراضيه ومستخفون بالسعي الى استعادتها، وكيف نثق بدولة اخطأت في عام 2007 أثناء الحكومة المبتورة والغير شرعية أو دستورية، فسهّلت العدوان الاسرائيلي على المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان مما جعل جزءً منها تحت الاحتلال ومزاعم سيادته.
ولفت إلى أننا نتحاور على هذه النقاط من على المنبر لأن البعض في لبنان لا يريد طاولة للحوار لنجلس عليها، مشدداً على أن أي بلدٍ تعدّدي يجب أن يكون محكوماً بالحوار، وأن الأوضاع التي تنشأ فيه تنشأ وفق تفاهماتٍ وتسوياتٍ بعد حوارٍ قد يطول أو يقصر، مضيفا إن "اتخاذ موقف رفض الحوار يعني أن الذهنية الإستبداية الأحادية لا زالت مصرّة على التحكم بلبنان منفردةً، وأن هذه الذهنية قد رأيناها من عام 2005 الى عام 2008 وقد استيقظت اليوم من جديد لأنها تظن أن تطورات الأوضاع في سوريا ستمضي في الوجهة التي تخدم أحاديتها الإستبدادية داخلياً وارتهانها السياسي للخارج".
وفي الختام، رأى الموسوي أن الوضع في سوريا لا يمكن ان ينتهي الا بوضع استنزافي مستمر حتى الوصول الى تسوية دولية هناك، أو بانتصار الدولة على خصومها، وأن من راهن بأن النظام السوري آيل للسقوط ثم بنى تصوره السياسي على هذا الأساس فعليه أن يعيد النظر بذلك، معتبراً أن الوضع الاستنزافي في سوريا قد يطول كما في العراق، وأن القوى التي تقاتل فيها اليوم _ وأعني القوى الخارجية قبل الداخلية_ لن تتمكن من اسقاط الدولة المركزية وان ادخلت البلاد في آتون من الفتنة وبحر من الدماء.