المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

فنيش: استراتيجيتنا الدفاعية تتمثل بالوضع القائم بين الشعب والجيش والمقاومة

قال وزير التنمية الادارية محمد فنيش "إننا ندخل الى طاولة الحوار مسلّحين بمنطقنا القوي، فلا يعوزنا الدليل أو الحجة أو الخشية من التحاور مع الآخرين من منطلق حرصنا على السلم الأهلي في وطننا، وقطع الطريق على المتربصين شراً به، والذين يريدون دفعه بالإكراه للإنزلاق نحو مهاو الفتن، تارةً في الشمال وتارةً اخرى باستعادة الفتنة بين المخيمات والجيش، وتارةً بالتصويب على دور الجيش الوطني".

وفي كلمة له خلال احتفل تكريمي أقامته مؤسسة الجرحى لمناسبة ولادة أبي الفضل العباس (ص) ويوم جريح المقاومة في صور ، شدد فنيش على "أننا إذا جمعنا كل هذه المواقف من استهداف للمقاومة إلى التشكيك بدور الجيش إلى إشعال الفتن، يتبين لنا مدى خطورة السماح للبعض بالإستمرار في إشعال الحرائق، ولذلك علينا أن نواجه هذا الأسلوب باعتماد أسلوب الحوار"، وأضاف "الحريصون على مصلحة الوطن والسلم الأهلي والمدركون لهذه المخاطر، عليهم ان يفكروا في خطابهم السياسي، ويعيدوا النظر في الوسائل التي تستخدم في إطار التنافس السياسي، إذ أنه لم يعد جائزاً ان يسعّر البعض العصبيات الطائفية للنيل من جهة سياسية ما ، بل عليه أن يعرف ان هذا الاسلوب بات خطراً على أمن الوطن واستقراره".

وأمل فنيش أن "يعي الجميع اننا لسنا بوارد البحث عن مشكلة يسمونها مشكلة سلاح، مؤكداً أننا وكما قلنا سابقا، نقول اليوم وفي المستقبل أننا حاضرون للبحث في كيفية حماية هذا الوطن، وأن اي كلام خارج هذا العنوان هو خروج عن الموضوع ومحاولة إفشال لطاولة الحوار، فالمقاومة وسلاحها ليسا هما المشكلة بل هما النتاج الطبيعي لحركة شعب اراد ان يسترد حقوقه ودولته وسيادته وارضه، في حين أن اسرائيل هي المشكلة بالإحتلال وتهديده لبلدنا وحقنا في الإستفادة من ثرواتنا الطبيعية".

وذكّر فنيش بأن "أول من تحدث عن الاستراتيجية الدفاعية في اول جلسة على طاولة الحوار هو سماحة الامين العام لحزب الله السيد نصر الله إلا أن البعض لا يريد أن يفهم ويواجه بالمنطق القويم، معتبراً أن استراتيجيتنا واضحة وليست نابعة من تنظير هنا او هناك، أو اسقاط لمدرسة او فكر سياسي بل هي تبلورت من خلال خوضنا للصراع مع العدو الاسرائيلي طيلة اكثر من خمسين عاماً من المعاناة والإذلال والتهجير وتدمير القرى وارتكاب المجازر وعشرات أو مئات الآلاف من الضحايا والجرحى"، وتابع "كل ذلك بفعل اعتداءات "اسرائيل"، في حين لم تفلح اي وسيلة من الوسائل في ردع العدوان واعادة حقوقنا، واشعار إنسان هذا الوطن بالأمن والأمان".


ولفت فنيش إلى أنه "فقط عندما تبلور مشروع المقاومة بمختلف مراحله ومسيرته وحققنا الانتصارات على العدو واستردينا الارض، بتنا نعيش بحال من الأمن والأمان والطمأنينة، وأنه لو كان لبنان يعيش اليوم بحالة ما قبل المقاومة وحصلت حادثة في اي بلد عربي لاشتعل وطننا، إلا أنه ها هو يعيش بحال من الاستقرار بغض النظر عن بعض التفاصيل، وكل ذلك يعود سببه لوجود مقاومة تمنع العدو الاسرائيلي من الاصطياد في الماء العكر، واستغلال الاحداث ليكون وطننا ساحة لتصفية حسابات او لإشعال حريق لتمرير مشروع ما في المنطقة، وهو لم يعد ساحة مفتوحة لتجارب امريكا واسرائيل".

فنيش أكد أن "استراتيجيتنا الدفاعية تتمثل بالوضع القائم بين الشعب والجيش والمقاومة، وأنه اذا أراد أحد أن يضع الدولة في مقابل المقاومة فإن ذلك لا يتوافق حتى مع علم السياسة، فالوطن يتكون من عناصر الشعب والأرض والمؤسسات، وأننا إذا تحدثنا عن الأرض فالمقاومة هي التي حررتها، واذا تحدثنا عن الشعب فالمقاومة هي التي اعادت لهذا الشعب الإعتبار، واذا تحدثنا عن المؤسسات فالمقاومة هي التي اعادت للدولة حضورها على ارضها، وبالتالي فإن أي محاولة لوضع مشروع الدولة بوجه مشروع المقاومة تعتبر تآمراً على مشروع الدولة وتهديد له كما هو تآمر على المقاومة، ونحن كلبنانيين كما نتباهى بأن صيغتنا السياسية فريدة في العالم وكما ابدعنا بها، فإن علينا أن نتباهى بأننا قادرون على الإبداع بنظامنا الدفاعي المتمثل بواقعنا وخصوصيتنا وتركيبة شعبنا".

كما شدّد على "أننا نبحث عن كيفية الدفاع عن هذا الوطن وصون الانجازات وتوفير كل شروط المناعة لتعطيل اطماع اسرائيل وإفشال مخططاتها، مشيراً إلى أننا اجرينا احصاء عما ارتكبته اسرائيل من جرائم في بلدنا وتسببت به منذ نشأتها، يتبين لكل عاقل وبشكل واضح ان المقاومة اكثر من ضرورة وحاجة لهذا الوطن"، وقال "عندما نتحدث عن دوره هذه المقاومة فإننا لا نتحدث عن حسابات سياسية من اجل موقع هنا او حصة هناك، بل عن مشروع حضاري قدم بالتجربة والتضحيات اثباتاً بيّناً وواضحاً لا يخفى على ذي بصر او بصيرة، اما اذا كانت الحسابات الضيقة والحسابات التي لا ترى إلا من خلال مصالح بعض الاشخاص او الفئات او من خلال الارتهان الى حسابات خارجية فهذا امر آخر".

وتطرق فنيش إلى الملف السوري، فأكد أن "موقفنا كان ولا يزال الدعوة الى حوار لإصلاح شؤون اي بلد لحفظه من شرور المتربصين من الدول المستكبرة الخارجية، التي تسعى إلى سيطرة الكيان الصهيوني ومصلحته ومصلحتها"، ورأى أنه "لو كان الهدف هو اصلاح الاوضاع في سوريا، فإن ذلك لا يتطلب اغراقها بهذه الفتنة الدموية، وأنه لو كان الهدف هو اصلاح النظام السياسي فيها وتحقيق بعض المطالب، لما كنا سنشهد هذا الحشد من الدول الغربية وعلى رأسهم اميركا و"اسرائيل"، يحرضون على استخدام السلاح وبث الفتنة، وعلى هذا الاعلام الذي تناسى قضايانا الاساسية"، معتبراً أن "الهدف من كل ذلك هو إشغالنا بصراعات جانبية وبافتعال عداوات لتعطيل اتجاهنا ومسارنا وبوصلتنا عن مواجهة العدو الاسرائيلي".
25-حزيران-2012
استبيان