اتهم عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوّاف الموسوي الإدارة الأميركيّة بـ"تعطيل مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية المقدّمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، موضحا في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، أنّ "العرض الإيراني الذي قُدّم إلى لبنان بالنسبة إلى إنشاء مولّدات لإنتاج الكهرباء بما يؤمّن حاجة لبنان 24/24 ساعة لمدّة سنة، أو بالنسبة إلى إرسال بواخر للتغذية بصورة عاجلة، قد تمّ ركنه جانباً أو حتى غضّ النظر عنه بسبب الفيتو الأميركي الذي يهدّد لبنان بعقوبات اقتصادية في حال وجد طريقه إلى التنفيذ".
وتوجّه إلى الإدارة الأميركية بالسؤال: "لماذا لم تُقدّموا البديل أنتم أو عبر حلفائكم؟"، مضيفاً: "من لا يعجبه العرض الإيراني ليتفضَّلْ ويُعطِنا البديل عنه".
وقال الموسوي "إنّنا نعلم أنّ الفريق الآخر، ومن ورائه أميركا، لديه مشكلة مع السلاح، لكن في الكهرباء أيضا؟، لذلك، وبسبب سوء سلوك الإدارة الأميركية الاستعمارية اليوم، أصبح جميع اللبنانيين محرومين من نعمة الحصول على مساعدة من جانب صديق للبنان هو الجمهورية الاسلامية الإيرانية".
ورأى الموسوي أنّ "هناك من يريد أن تكون أزمة الكهرباء في لبنان ثورة دواليب ثانية لإسقاط الحكومة الحالية على غرار الثورة الأولى التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر كرامي، حيث وصل يومها الاقتصاد اللبناني إلى مستوى منحدر والدولار وصل بدوره إلى 3000 ليرة. وعلى ما يبدو هناك من يحاول استخدام هذه الأزمة، فضلاً عن التسبّب بها، لتكرار تلك التجربة".
وجزم بأنّ "هذه المحاولة مترافقة مع سعي أطراف خارجية وداخلية إلى إسقاط الحكومة، وفي هذا الإطار يجب أن لا تُعين الحكومة على نفسها، بمعنى أنّنا فهمنا أنّ هناك مَن يتربّص بها لكن لا يجوز أن تتصرّف بطريقة تمكّن خصومها من النيل منها، وبالتالي لا بدّ أن تتحمّل الحكومة مسؤولياتها بصورة عاجلة في ما يتعلّق بإيجاد حلّ سريع أو حلّ دائم".
وذكّر بأنّ "الحكومة والمجلس النيابي توافقا على مشروع 2.1 مليار دولار للنهوض بقطاع الكهرباء، والحكومة اتّخذت قراراً باستجلاب بواخر لمواجهة الزيادة على الطلب في فصل الصيف، فأين أصبحت البواخر؟ من هنا، فإنّ المسؤولية تقع على عاتق الحكومة مجتمعة، لا سيما رئيسها وليس على وزير دون آخر مع الأخذ في الاعتبار سياسة تدمير قطاع الكهرباء التي انتهجتها الحكومات السابقة بهدف خصخصته"، معتبراً أنّ "هناك حكومات تعمّدت، وعلى مدى ما لا يقلّ عن 15 عاماّ وبشكل منهجي، ترك قطاع الكهرباء بلا استثمار لكي يتداعى فتخرج الصرخة من أجل خصخصته".
وأضاف: "أما بالنسبة إلى ما يحكى عن قروض عربية، فأنا لم اسمع شيئاً في هذا المجال، ونحن منفتحون على أن يأتي التمويل عن طريق القروض، ولكن هل هناك فعلاً قروض ميسّرة كما يُحكى؟ لأنّ النقاشات داخل الحكومة أظهرت ضرورة العمل على خطّين، السعي إلى استدراج قروض ميسّرة أو اتّخاذ سلف خزينة إذا لم تأتِ في أوانها، وفي مطلق الأحوال لا يجوز تحميل الناس عبء الكهرباء"، معتبراً أنّ "الوصول إلى هذا الحدّ من المشاكل لم يكن نتيجة سياسة الحكومة الحالية، بل نحن نجني تراكم سياسات سابقة، وأنا لا أتحدّث من أجل رفع المسؤولية عنّا، بل من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح".
وقال: "إنّ الكلام عن تعمُّدنا في التقصير في ملفّ الكهرباء لنرسو على العرض الإيراني هو الخبث بعينه، لأنّ لا ربح من العرض الإيراني، وما قدّمه الإيرانيون لم تقدّمه أيّ جهة أخرى"، مجدّداً اتّهام أميركا بالحؤول دون تحقيق هذا الأمر، "علماً أنّ لبنان هو الجهة المستفيدة، لأنّ القيمة المطروحة لا تُذكر. والأمر الأهم أن يتمتّع اللبنانيون بالقدرة على رفض الفيتو الأميركي، وعندها ستنتهي أزمة الكهرباء".
وذكّر الموسوي بأنّ "إيران قامت بتعبيد مئات الكيلومترات في لبنان على شكل هبات وليس قروضاً، وعندما يأخذ لبنان قراره في هذا الموضوع، دعوا الأمر لنا لجهة اعتبار كل التقديمات هبة، أيّ مجّاناً"، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّه "إذا أراد الإيراني أن يقدّم هذه الهبة إلى لبنان، فإنّ الأميركي سيهدّد بدءاً من يوم غد مصرف لبنان بإجراءات عقابيّة، وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تعطّل النهوض بقطاع الكهرباء من خلال المساعدة الإيرانية".
وحول الإغلاق المتكرّر لطريق المطار، سأل الموسوي: "هل وحدها طريق المطار تُغلق؟ أليست طريق الجنوب حيويّة أيضاً؟ ألا تغلق الطرقات في الشمال والبقاع وغيرها من المناطق؟"، مؤكّدا أنّه "على الرغم من ذلك، فإنّنا لا نقبل بإقفال أيّ طريق في لبنان، وجهودنا نحن وحركة "أمل" والدولة تصبّ في سبيل منع إقفال الطرقات وهي ستثمر قريباً".
أما بالنسبة إلى ما يتعرّض إليه الجيش اللبناني، فرأى الموسوي أنّ "الفريق الآخر هو الذي يضرب هيبة الجيش اللبناني ويمنعه من ضبط الأمن، من خلال شنّ حملة منهجية مركّزة لضرب هيبة الجيش إذا صار هناك تطاولا عليه في بعض المناطق"، سائلاً: "ألم نسمع بعض نواب تيار "المستقبل" يدعون إلى إعدام ضباط وجنود في الجيش؟ وبالتالي، فإنّ حال التسيّب، يُسهم فيها بصورة أساسية الفريق الذي عمل عن عمد لضرب هيبة الجيش وشلّه".
كما اعتبر أن "فريق 14 آذار يُمعن في ضرب هيبة الدولة لمجرّد خروجه من السلطة".
وشدّد الموسوي على أهمية أن يتحلّى مَن يجلس إلى طاولة الحوار "بالمسؤولية الوطنية لحماية لبنان بدلاً من سياسة نحر الدولة فقط من أجل العودة إلى السلطة"، واصفاً مبدأ الفريق الآخر بالآتي: "إذا لم أكُن في السلطة، فيجب العمل على ضرب الدولة وإنهاكها".