وطنية - 7/11/2007
استقبل آية الله السيد محمد حسين فضل الله، ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي، على رأس وفد من الحركة، حيث جرى عرض مفصل للوضع الفلسطيني في الداخل وفي مخيمات لبنان في أعقاب التطورات الأخيرة في فلسطين ولبنان.
وتركز البحث حول ما حدث من إشكالات واشتباكات في غزة بين حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حيث أبدى السيد فضل الله امتعاضا حيالها، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس سلبا ليس على الحركتين فحسب، بل على المشهد الإسلامي العام، كونهما تمثلان امتدادا جهاديا وسياسيا وثقافيا في الساحة الإسلامية، كما ينعكس سلبا على القضية الفلسطينية برمتها والتي تحتاج إلى جهود وحدوية مضنية لا إلى مزيد من الاختلاف الذي يحاصرها في أشد المراحل صعوبة وتعقيدا".
وشدد على "أن من الضروري أن يستمر الشعب الفلسطيني في اندفاعه لاحتضان قضيته، وأن تبقى ثقته كبيرة بفصائل الانتفاضة والمقاومة، وخصوصا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لأن السعي الأميركي والإسرائيلي وحتى بعض المساعي الدولية والعربية تنصب على نزع ثقة الشعب الفلسطيني بمقاوميه تمهيدا لانتزاع الثقة بإمكانية استعادة حقوقه المشروعة وأراضيه المغتصبة".
وأكد "أن الوضع الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية يقتضي أن يكون الإعداد الثقافي والسياسي والجهادي داخل فصائل الانتفاضة على أعلى المستويات، وخصوصا في ظل الحركة الأميركية التي عملت لتقويض كل مساعي الحوار الفلسطيني الداخلي لتبقي على الاهتزاز الداخلي الذي يعطي الحرية أكثر لإسرائيل لكي تستمر في حربها التجويعية والتدميرية وفي القتل اليومي الذي يستهدف الفلسطينيين لإتعابهم وإرباك حركتهم التحريرية والسياسية".
من جهته، أكد أبو عماد الرفاعي، بعد اللقاء ب"أن المشاكل التي حصلت بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس انتهت إلى غير رجعة، شاكرا للسيد فضل الله مساعيه وعاطفته تجاه القضية الفلسطينية وتوحيد صفوف المجاهدين".
وأشار إلى أن البحث مع سماحته تناول الوضع الفلسطيني في لبنان، وأكد الرفاعي بأنه طمأن سماحته إلى "عدم وجود مشاكل بين المخيمات الفلسطينية وجوارها، سواء في الضاحية أو بيروت أو الجنوب، مؤكدا بأن الفلسطينيين يقفون إلى جانب المقاومة في مواجهتها لإسرائيل وليسوا طرفا في المشاكل اللبنانية الداخلية".
وفد حماس
ثم استقبل آية الله فضل الله وفد حركة حماس برئاسة ممثلها في لبنان، أسامة حمدان، يرافقه مسؤول العلاقات السياسية في الحركة، علي بركة، وتركز البحث على الوضعين اللبناني والفلسطيني. وأوضح سماحته "أن أي ضعف يعتري القضية الفلسطينية من الداخل ينعكس سلبا على سائر القضايا الإسلامية والعربية، مشيرا إلى أن المسألة تتصل بالموقف الشرعي الذي يؤكد على حرمة التقاتل والتنازع بين الفلسطينيين، وخصوصا الإسلاميين منهم".
وشدد على ضرورة فتح قنوات الحوار بين "حماس" و"الجهاد" من جهة، وحركة "فتح" من جهة ثانية، "حتى مع علمنا بأن ثمة قرارا أميركيا قد صدر وعلى أعلى المستويات لمنع أي حوار من هذا النوع بالنظر إلى تأثيراته المرتقبة على مؤتمر أنابوليس".
بعد اللقاء أكد حمدان بأنه نقل إلى السيد فضل الله تحيات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، شاكرا لسماحته اهتماماته الكبيرة بما يجري داخل الساحة الفلسطينية ومساعيه الحميدة لتقريب وجهات النظر وتعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية.
وأشار حمدان إلى "أن البحث تطرق لوضع الفلسطينيين في لبنان والتأخير الحاصل في إعادة إعمار مخيم نهر البارد، بما يمهد لعودة أهله إليه"، وقال:" لقد لمسنا من سماحته استعدادا لبذل جهود خاصة في إطار عودة أهلنا إلى بيوتهم وحث المعنيين على الإسراع بذلك". وأكد أنه جرى التداول في آفاق المرحلة المقبلة وما تخطط له الإدارة الأميركية من خلال مؤتمر أنبوليس من سعي للتطبيع مع العدو والتخطيط لشن حرب قد تستهدف إيران أو سوريا ولبنان.