تبلغت مراجع وقيادات لبنانية ودولية، سياسية وعسكرية وأمنية معلومات حول ما يجري خلف الحدود الجنوبية من استعدادات عسكرية صهيونية أعقبت مناورة «تشابك الأذرع» في الجليل الأعلى في شمال. وترافق انتهاء المناورة «رسميا»، مع تكثيف طائرات التجسس الصهيونية تحليقها فوق مناطق الجنوب وصولاً إلى بيروت وخاصة ضاحيتها الجنوبية «وعلى علو منخفض هو الأول من نوعه منذ انتهاء عدوان تموز عام 2006».

وأفاد شهود عيان في منطقة جنوب الليطاني أن هدير محركات الطائرات الصهيونية كان يسمع، أمس، للمرة الأولى كما أمكن رؤية الطائرات بالعين المجردة.

وقال شهود عيان لصحيفة السفير في القطاع الغربي أنهم رصدوا في الساعات الـ72 الأخيرة حركة ما غير اعتيادية من جانب عناصر حزب الله ، هي الأولى من نوعها منذ انتهاء حرب تموز ، ولوحظ أن هذه الحركة تأتي في اطار الاستعداد لعمل ما غير واضح المعالم، في أعقاب المناورات الاسرائيلية وبعض الخروقات التي تسجل للمرة الأولى.

واستدعى هذا الواقع، اتصالات شاركت فيها قيادة «اليونيفيل» التي كانت تضع نصب عينيها الواقع السياسي المأزوم في الداخل اللبناني، فإذ بها تجد نفسها واقعة بين مطرقة الداخل المأزوم والسندان الحدودي المتوتر، وهو الأمر الذي استدعى بقاء قائد «اليونيفيل» كلاوديو غراتسيانو أكثر من 48 ساعة في بيروت وهو يجري اتصالات مع كل القيادات السياسية والعسكرية، وهو أبلغ أحد المراجع بشكل واضح أنه اذا استمر الوضع على ما هو عليه حالياً، «عليكم أن لا تتفاجأوا اذا وجدتم كل الأوروبيين ينسحبون من «اليونيفيل» خلال أقل من أربعة أشهر».

ومن المقرر أن يشهد اللقاء العسكري اللبناني الدولي الصهيوني الدوري في الناقورة خلال الأسبوع الحالي، جردة من الجانب اللبناني للخروقات الصهيونية المتمادية جنوباً.

وفي هذا السياق، نبّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى التحركات الصهيونية خلف الحدود الجنوبية خلال الايام القليلة الماضية، وقال لصحيفة السفير ان ذلك يشكل بداية دخول صهيوني واضح على خط الاستحقاق الرئاسي في لبنان ومحاولة فرض معطيات جديدة كما حصل في محطات سابقة، معتبرا ذلك عامل توتر كبير للساحة الداخلية، ومحاولة لاشغال لبنان بارباكات، ما يوجب التزام اقصى درجات اليقظة، وابقاء العين دائما على الجبهة الجنوبية».