وطنية - 4/11/2007
رأى آية الله السيد محمد حسين فضل الله في تصريح اليوم، "ان رئيس اميركا يطالعنا بموقف جديد الشكل، قديم المحتوى، يعلن فيه "مواصلة العمل على دفع أجندة الحرية في أمكنة عديدة من العالم، مثل لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية وأفغانستان... ويؤكد فيه دعم إدارته لهذه الأجندة في نطاق ما أسماه الصراع بين المتشددين والمتطرفين، وبين الناس الذين يريدون العيش بحرية".
أضاف: "من الواضح تماما أن هذه الجرعات التهويلية التي ينهال بها رئيس اميركا على رؤوس الأميركيين تحت عنوان مواجهة الإرهاب في بلاده قبل أن يضربنا في بلادنا، باتت لا تنطلي إلا على السذج، لأن الجميع بات يعرف أن هذه الإدارة هي التي استدرجت الإرهاب واسهمت بوجود ساحات جديدة له، وهي التي تعمل لفتح مسارات متواصلة للارهابيين في مواقع جديدة في الشرق الأوسط للتخفيف عن كاهلها حيال ما يحصل لها في العراق".
وتابع: "إن هذا الاستهداف المتواصل للعالم الإسلامي تحت عنوان: "إنهم يكرهوننا"، بات مكشوفا، حيث لم يعد باستطاعة رئيس اميركا تجميل نفسه أو تسويق إدارته داخليا وخارجيا إلى المستوى الذي يدفع بمستشارته كارين هيوز، التي عينت بهدف تحسين صورة أميركا في العالم الإسلامي إلى الاستقالة بعد معرفتها باستحالة تحقيق أي نجاح في هذه المهمة، بعدما برزت إدارة بوش بوجهها الحقيقي الساعي لتدمير الإسلام ومقومات العرب والمسلمين جميعا".
وقال: "على الشعب الأميركي أن يعي أن إدارته لا تلاحق الإرهاب، بل تصنعه، ولا تحارب المتشددين، بل تعمل لتوفير أفضل المناخات لهم، وأن المسألة ليست في ملاحقة هؤلاء في بلادهم حتى لا يلاحقوا الشعب الأميركي في بلاده، بل في الهيمنة على مواقع جديدة ومصادرة المزيد من الثروات وخلق المزيد من العداوات. ولو أن المسألة كانت تتعلق بالظلم لأمكن العمل على تحالف بين المسلمين والأميركيين الطامحين لإعطاء الشعوب حقها في الحرية وفي تقرير مصيرها في مواجهة الظلمة والمستكبرين والإرهابيين. إن الحرية التي يتحدث الرئيس الأمريكي عن دفع أجندتها إلى الأمام، تشبه تماما ما يفعله في العراق، حيث لا يسمح للحكومة العراقية بأن تمارس حريتها في إدارة بلادها، وهو الأمر نفسه الذي يمارسه بوش مع الحكومة الأفغانية. أما ما فعله في باكستان من حشر لحكومتها في الزاوية ودفع الرئيس الباكستاني إلى الشروع في حرب داخلية تحت عنوان مواجهة الإرهاب، فهو المؤشر الأبرز إلى ما تطمح الإدارة الأميركية إليه من تسويق المشاكل الداخلية في طول العالم الإسلامي والعربي وعرضه في إطار ما تسميه ملاحقة المتشددين، كما أن هذه الحرية التي يثير بوش الحديث عنها، تعني إعطاء إسرائيل المزيد من الحرية لضرب الشعب الفلسطيني وقتل ناشطيه واجتياح أرضه وممارسة أقسى العقوبات الجماعية ضده".
وختم: "عندما يتحدث رئيس اميركا عن العمل لدفع أجندة الحرية في أماكن عديدة من العالم ويسمي مناطقنا وبلادنا، فإنه يعني العمل لدفع أجندة الفتنة والفوضى إلى الأمام. ولذلك فإننا نخشى في لبنان من الجنون الذي استحكم بهذا الرئيس وبإدارته التي تضغط عبر سفيرها في لبنان على حرية اللبنانيين لتمنعهم من إنتاج وفاقهم الداخلي عبر بوابة الاستحقاق الرئاسي، ولتدفع بالأمور نحو الفوضى والفراغ والضياع. فقد أصبحت الفوضى سلاحها المفضل للهرب إلى الأمام بعد فشلها في المنطقة تماما، كما أصبح ترويع الناس هو سلاحها في الداخل الأمريكي، وعلى شعوبنا أن تفهم هذه الإدارة جيدا، وعلى المسؤولين العرب الذين يستمعون إليها أن يتطلعوا إلى الأمام ليستشرفوا المستقبل المظلم الذي ينتظرهم جراء ذلك، وعلى الشعب الأميركي أن يبدأ بعملية سحب البساط من تحت أقدام هذا الرئيس الذي يسوق نفسه كرسول للسلام وهو سفير الحرب والجنون والفوضى في كل مكان".