موقف الرئيس لحود، نقله عنه رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الذي أجرى جولة أفق مع رئيس الجمهورية تناولت التطورات الراهنة على الساحة الداخلية. وبعد اللقاء، نقل الوزير الخازن عن الرئيس لحود قلقه لما يجري في المنطقة من احداث، ولا سيما ما يحصل من تحركات عسكرية اسرائيلية على الحدود الجنوبية، فضلا عن التطورات الخطيرة على الحدود التركية- العراقية.
وأضاف الخازن: "بالنسبة الى موضوع الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس لحود انه اذا لم يتفق اللبنانيون على اختيار رئيس توافقي في ما بينهم فإن مجرد التلويح بالنصف زائدا واحدا سوف يطيح كل شيء ويترك بصماته على لبنان ككيان ودولة. من هنا أطالب القيادات اللبنانية، ازاء هذه الاوضاع الخطرة، بالتحلي بالشجاعة والوعي لما يخطط في الخفاء لاحداث شروخ من الصعب التئامها اذا ما ذهب الافرقاء الى خيارات التحدي، لأن الشجاعة تتطلب موقفا متجردا يراعي الارث التاريخي الذي عرفه لبنان منذ نشوئه كتجمعات طائفية حيث لم يصل الى مفهوم مجتمعي وطني موحد إلا في فترات نادرة.
وسأل فخامة الرئيس: إذا لم تتحسس الموالاة والمعارضة هذا الخطر الداهم الذي عجزت المحاولات العسكرية والحروب عن تأجيجه بافتعال الصراعات الدموية وصولا الى تحقيق مرامي اسرائيل الخبيثة، فعبثا نبني وطنا او نحافظ على وطن نجحت صيغته المتفردة في اجتياز خطوط النار منذ سنة 1975. فإذا لم نمعن النظر في قراءة التاريخ جيدا فسنقع في الفراغ الخطير الذي يحدث فوضى تجذب التدخلات الخارجية. لذلك دعوت وما زلت الى المحافظة على الحد الادنى من الاتفاق والتوافق بعيدا عن الضغوط التي تواكب هذا الاستحقاق الرئاسي لما له من علاقة بمصير التحالفات الاقليمية والدولية المحفوفة بالاشتعال.
وعن دور بكركي في المساعي القائمة لانتخاب رئيس توافقي للجمهورية وليس رئيس تحد باي حال من الاحوال قال رئيس الجمهورية: كل القيادات الروحية والسياسية اعلنت وقوفها وراء مبادرة بكركي التي لا تختلف في الجوهر عن مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري".
الوزير السابق زاهر الخطيب
الى ذلك، استقبل الرئيس لحود الامين العام ل"رابطة الشغيلة" الوزير السابق زاهر الخطيب، وتداول معه الاوضاع الراهنة والاستحقاقات الضاغطة ومسألة الاستحقاق الرئاسي الذي اعتبر الخطيب انه يندرج "في سياق اشتباك دولي واقليمي عربي"، مشيرا الى ان عدم حصول الاستحقاق وفقا للاصول الدستورية والمبادرات الوفاقية " لن يخرج لبنان من الازمة المستعصية وسيدفع بالبلاد الى المزيد من التأزم والفراغ والى الشر المستطير الذي لا تحمد عقباه".
وأشار الخطيب الى ان الرهانات على الخارج والاستقواء به، هي رهانات ميؤوس منها. وقال: "لا عودة الى الوراء بعد انتصار المقاومة، وترسيخ ثقافتها في الارادة السياسية العربية، فلا عودة الى لبنان القوي بضعفه، والى لبنان الفساد، والحروب الطائفية، والى لبنان الاقتصاد الريعي والدور الوسيط في محيطه العربي، والقائم حاليا على استمرار السياسات الاقتصادية والمالية الجائرة والقائمة على الخصخصة، وعلى الرأسمالية المتوحشة اللاانسانية، واللااجتماعية، واللاانمائية المتجسدة في موازنة العام 2008 للحكومة اللاشرعية. لذلك رأفة بلبنان وشعبه، نحذر هؤلاء المكابرين بواجب الاستجابة لدعوات الرئيس لحود المتكررة، ولمبادرة الرئيس بري الوفاقية".
الوزير السابق علي قانصو
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو يرافقه الوزير السابق محمود عبد الخالق، ووجها الدعوة للرئيس لحود لحضور حفل الاستقبال الذي يقيمه الحزب لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه نهار الاربعاء في الرابع عشر من تشرين الثاني المقبل في فندق السفير- هيليوبوليتن- الروشة.
واثر اللقاء، لاحظ قانصو "ان فريق 14 شباط لن يسير بخيار الرئيس الوفاقي". وحيا قانصو مواقف رئيس الجمهورية، وخصوصا لجهة تمسكه بعدم تسليمه صلاحيات رئاسة الجمهورية الى حكومة الرئيس السنيورة، مؤكدا ان المعارضة قطعت أشواطا في دراسة سبل مواجهة المقامرة التي يعمل فريق السلطة على دفع البلاد باتجاهها، ومشددا على ان اللبنانيين معنيون بمعرفة من يقامر بسلمهم الاهلي وبمشروع الدولة في لبنان.
الوزير السابق وئام وهاب
كما أجرى الرئيس لحود جولة أفق عامة تناولت التطورات على الساحة المحلية بالاضافة الى المستجدات الاقليمية والدولية مع رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب الذي اكد انه لمس "إصرار رئيس الجمهورية على عدم ترك فراغ في السلطة في حال عدم اجراء الانتخابات الرئاسية لاعتباره حكومة الرئيس السنيورة غير موجودة". وشدد وهاب على ضرورة ان تدعم المعارضة أي خطوة يتخذها الرئيس لحود للحفاظ على السلم الاهلي.
رئيس حزب التضامن
واستقبل الرئيس لحود رئيس حزب التضامن اميل رحمة يرافقه وفد من المكتب السياسي في الحزب ضم: السفير ايلي الترك والمحامي انطوان حكيم والاستاذ شارل بستاني والسيد ريمون متى. وبعد اللقاء كان للاستاذ رحمة التصريح الآتي: "تحدثنا مع فخامة الرئيس في موضوع الاستحقاق الرئاسي، الموضوع الابرز والساخن، وكان بحث مستفيض لاننا "كنا عند رجل دولة بامتياز همه في نهاية ولايته أكثر من همه في بدايتها، وهو يتلخص بوجوب ان يمر الاستحقاق بهدوء وبتوافق الافرقاء اللبنانيين على تغليب مصلحة الوطن المتجسدة بميثاق العيش المشترك والوحدة الوطنية". واضاف رحمة نقلا عن رئيس الجمهورية: "ان أي استحقاق يكون بتحد ومشاكسة يضرب هذه المبادىء الثوابت التي قام عليها لبنان.
وتابع رحمة: "أما نحن في حزب التضامن، فإننا نصر على ان يكون الرئيس العتيد قادرا وناجحا في حياته السياسية قاطعا مسافة طويلة في السياسة والحكم والادارة وقادرا على قيادة عملية انقاذية لوطن كان يمكن ان يتدهور. واننا نتطلع الى الزعامة الشعبية ان على مستوى الشعب وان في مجلس النواب، ونريد رئيسا يستطيع ان يحل اجزاء من المشكلة وصولا الى حل المشكلة كلها ولا نريد رئيسا يبقينا في المشكلة".
سئل: ما هو تصوركم للتحرك الذي تشهدها الساحة الداخلية على أكثر من صعيد؟ اجاب: "نحن نرى في التحرك الاوروبي والتحرك العربي وتحديدا المصري وعودة السفير السعودي الى بيروت اضافة الى اللقاءات الاوروبية السورية مبادرة خير لمصلحة الاستحقاق للاتيان برئيس يجمع عليه اللبنانيون وحتى الاضداد".