لا يزال هاجس عدوان تموز الأخير طاغياً في إسرائيل. فقد أظهر تقرير جديد، أعدّته اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أنَّ الماكينة الإعلاميّة التابعة لـحزب الله خلال العدوان كانت أفضل من إعلام العدو الصهيوني .
وأوضح التقرير أنّ الإسرائيليين، ومن خلال منظومتهم الإعلامية، لم ينجحوا بإعطاء إجابة لإعلام حزب الله الفعّال ولم ينجحوا بتهدئة خواطر جمهور الكيان الصهيوني لا بل رفعوا من حالة التخبّط وعدم الوضوح.
الفجوة كانت واضحة ، بحسب التقرير، بين التصريحات والإيضاحات المحدّدة والمركزية التي نقلها حزب الله بواسطة الناطق الوحيد باسمه السيّد حسن نصر الله ، في مقابل كثرة التصريحات والمتحدثين " الإسرائيليين" الذين يعانون من قلّة الموهبة والأساس المشترك . وأشار إلى أنّ المتحدّثين الصهاينة فشلوا أو طوّروا توقعات غير واقعية، أدّت في نهاية المطاف إلى خيبة آمال وشعور الجمهور "الإسرائيلي " بإضاعة الفرصة.
وترأس اللجنة الفرعية العقيد في جيش الاحتياط، عميرة دوتان، التي سعت على مدار عام كامل منذ انتهاء العدوان في آب من العام الماضي، إلى كتابة التقرير واستخلاص العبر الإعلامية. وأجرت دوتان عشرات اللقاءات والمقابلات مع مندوبين عن جهات إعلامية مختلفة وخبراء خارجيين.
وعن تقويم عمل وزارة الخارجية، قال التقرير إنّها لم تستعد لتصعيدٍ عند الحدود الشمالية رغم التحذيرات الاستخباريّة من احتمالات كهذه، ولم تمتلك الوزارة أيّ برنامج أُعدّ مسبقاً، منتقداً أيضاً عدم التعاون بين وزارتي الخارجية والدفاع في هذا الصدد.
كذلك تطرّق التقرير إلى آلية عمل مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي؛ فقدّم الإطراءات بشأن مساعدته جمهور الكيان الصهيوني وخلق روح تضامن مع الجيش . غير أنّه قال في الوقت نفسه " إنّ الظهور اليومي لضبّاط كثيرين، غالبيّتهم ليست مؤهلة، ألحق ضرراً بتصريحاتهم ورسائلهم للجمهور الإسرائيلي والدولي أيضاً». وأضاف أنّ «المنظومة الإعلامية، لم تطوّر في ذلك الحين جهازاً مرتباً يمرّر رسائل واضحة» وهو ما دفع إلى انجرار «إسرائيل للردّ على تصريحات حزب الله».
وعن أداء السياسيّين الإسرائيليّين خلال العدوان، أشار التقرير إلى أنَّ عدداً من المسؤولين أدلوا بتصريحات ووعود أدّت إلى خلق روحٍ من التوقّعات الكبيرة بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، غير أنّه «مع الوقت، تبيّن أنّ إعلامهم كان عبارة عن تصريحات مفرغة، لا يمكن تطبيقها». وقال «في أعقاب ما ذُكر، راود الشعب الإسرائيلي شعور بخيبة الأمل، ومرارة ويأس من الوضع القائم في حينه»، وتبيّن في ما بعد أنّ تضخيم هول التهديد الممارس ضدّ لبنان، وإمكان ترجمته بطبيعة الحال، «ألحق ضرراً بصدقية وقوة إسرائيل وقوة الردع فيها " .