تحرك اوروبي تجاه سوريا يؤرق قوى السلطة واسبوعان فاصلان على العشرة الاواخر فهل نرى جعجعة ولا نرى طحينا ؟
29/10/2007
اسبوعان فاصلان ... والمبادرات من فشل الى فشل واحدة تلو الأخرى ... أسبوعان فاصلان عن جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني المقبل المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ... اسبوعان فاصلان عن الشر المستطير الذي يمكن ان يعصف بالبلاد والعباد اذا لم يتم التوافق على الرئيس العتيد ... والوضع الحالي ... تحالفات ومبادرات واجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية ... وطاولات مستديرة ومستطيلة ... وجولات مكوكية عربية وأوروبية ... والحل لم يأت بعد ... الناس في واد والمسؤولين في واد آخر ... لسان حال الناس اليوم يشكي ويئن تحت ضغط الأعباء المعيشية وغلاء الأسعار متسائلا عما اذا كانت هذه الحال ستطول ... ومستغربا غياب المسؤول ...
محليا فقد اقفلت نهاية الأسبوع الماضي على تراجع بورصة حظوظ التوافق الرئاسي وما يؤشر على ذلك عودة ارتفاع نبرة الخطاب السياسي بعدما بات من شبه المؤكد ان فريق السلطة يعمد الى تقطيع الوقت في هذه المرحلة بانتظار كلمة السر الاميركية حول الاستحقاق الرئاسي وهو ما حذر منه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون منبها من وجود سلسلة إلغاء للقيادات المسيحية ومشددا على أن أيّ رئيس قد ينتخب من دون نصاب سيكون رئيس غير شرعي وسيواجه بانقلاب , حيث اتى هذا التحذير في التوقيت على خلفية بدء العد العكسي لانتهاء المهلة الدستورية دون بروز أي مؤشرات ايجابية وقطعا للطريق امام فراغ دستوري قد يستفيد منه الفريق الحاكم لتسليم السلطة لرئيس الحكومة اللاشرعية خصوصا بعدما توقفت لقاءات الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري وبعد ان انهت لجنة متابعة بكركي أعمالها دون التوافق على اسماء محددة للرئاسة والتي من المقرر ان تعقد غداً اجتماعا لصياغة التوصيات النهائية عن حصيلة اجتماعاتها ورفعها الى البطريرك صفير ، علما ان هذه التوصيات لم تتطرق الى تحديد للأسماء المفترض التفاوض عليها, وانما ستقتصر على المواصفات والمبادئ العامة , وفي هذا الاطار نقلت صحيفة الاخبار عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله "إن اتصالاته مع النائب سعد الحريري تنتظر عودة الأخير من السعودية لكنها تنتظر فعلياً ما سوف تخرج به بكركي " موضحا انه لن يصدر عنه أي موقف قبل أن تقول بكركي كلمتها النهائية.
اما روزنامة الاسبوع الحالي فيبدو من المؤشرات انها لن تكون على الأرجح لبنانية وانما دولية واقليمية في ظل حذر يبديه فريق السلطة من الحركة الديبلوماسية الاوروبية الأخيرة تجاه سوريا خصوصا بعد اتصالين لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بنظيره السوري وليد المعلم الاسبوع الماضي , وفي هذا الاطار دعا مصدر بارز في فريق السلطة الى التنبه للاتصالات الجارية في الخارج من جولة الموفد الفرنسي الخاص جان كلود كوسران واللقاءات السورية - الإيرانية وصولاً الى الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأميركي والفرنسي جورج بوش ونيكولا ساركوزي . هذا الامر ظهر ايضا في تصريح جنبلاط امس من على باب السراي الحكومي حيث لوحظ من مضمون حديثه حذر ما وترقب مقارنة مع تصريحاته في واشنطن خصوصا عندما نفى اطلاعه او علمه بمحادثات كوسران في دمشق.
وفي هذا السياق كان الموفد الفرنسي جان كلود كوسران يزور دمشق امس آتياً من المملكة العربية السعودية، في زيارة استهلّها بلقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ثم اجتمع مع وزير الخارجية وليد المعلم. حيث أشارت وكالة الانباء السورية «سانا» الى أن الشرع أكّد للموفد الفرنسي حرص سوريا على استقرار لبنان وسلامته واستتباب الأوضاع الأمنية فيه ، مشدّداً على ضرورة توافق اللبنانيين، دون أي تدخل خارجي، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية يكون لجميع اللبنانيين , كما نقلت «سانا» عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ايضا تأكيده حرص سوريا على إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها المقرّر ووفقاً للأصول الدستورية ، مشدّداً على دعم سوريا لكل المبادرات الجارية بما يحقق أمن واستقرار لبنان والمنطقة.
في هذه الاثناء يصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الى دمشق اليوم للقاء الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ونظيره وليد المعلم، ويتضمّن جدول أعماله ملفّين بارزين: الاستحقاق الرئاسي اللبناني، والخلافات التركية ـــــ العراقية . ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني تعليقاً على التقارير الصحافية التي تحدثت عن زيارة كوسران إلى طهران وسؤاله عن موعدها، قوله إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرنسا أبدتا التعاون والتشاور في السابق من أجل حل الأزمة اللبنانية، لكن لم يتم إعداد أي برنامج بعد بشأن هذه الزيارة .
يبقى السؤال هل ستفضي كل هذه اللقاءات والاجتماعات المحلية والجولات الاوروبية والعربية للوصول الى رئيس توافقي ام ان في كل ذلك جعجعة لن ترينا طحينا ...؟