شهدت بيروت اليوم الاربعاء اعتصاماً رمزياً للأطباء والممرضين اللبنانيين تضامناً مع الأطباء والممرضين المعتقلين في البحرين واستنكاراً لما يتعرض له الجسم الصحي في البحرين من انتهاكات غير مسبوقة. الاعتصام أقيم امام مبنى الاسكوا في وسط بيروت بدعوة من تجمع الأطباء في لبنان والهيئات والجمعيات الصحية والطبية وبمشاركة واسعة من الأطباء والممرضين وممثلي المؤسسات الصحية، وتحدثت فيه الدكتورة ليلى انطونيوس، فوجهت التحية للأطباء والممرضين المعتقلين وطالبت المجتمع الدولي بالعمل للافراج عنهم.
وتلا رئيس تجمع اطباء لبنان الدكتور غسان جعفر نص الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ثم جرى تسليمها لأمين سر مكتب الامين التنفيذي للامم المتحدة في بيروت الباقر آدم.
وطالب التجمع بموجب الرسالة كي مون بالتدخل الفوري لوقف التعديات الحاصلة في البحرين وعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي والضغط على حكومة البحرين للتوقف الفوري عن قمع المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة ولا سيما اعضاء الجسم الطبي واطلاق سراح جميع المعتقلين فورا وخصوصا الاطباء والممرضين منهم.
وناشد التجمع المجتمع الدولي والدول الاعضاء في مجلس الامن لا سيما الدول الدائمة العضوية للتوصل بأسرع وقت ممكن لوقف هذه الجريمة بحق الانسانية.
الى ذلك، لفت التجمع الى ان سلطات البحرين تمادت في الفترة الاخيرة في انتهاك حقوق الانسان بشكل عام وحقوق الجسم الطبي بشكل خاص، موضحاً ان هذه السلطات القمعية تقوم بانتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وخصوصا المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف والتي تطالب بمعاملة انسانية لجميع الاشخاص المعتقلين عند العدو وعدم التمييز ضدهم او تعريضهم للأذى، وتحرم على وجه التحديد القتل والتعذيب والمعاملة القاسية واللانسانية والمهنية واحتجاز الرهائن والمحاكمة غير العادلة وتجميع الجرحى والمرضى وتوسيع العناية بهم.
وفي سياق آخر، لفت التجمع الى ان مجموعة اطباء من اجل حقوق الانسان اكدت انه تم اعتقال بعض الاطباء من منازلهم من قبل ملثمين في منتصف الليل بسبب معالجتهم لجرحى الاحتجاجات الاخيرة وذلك على خلفية انتهاك السلطات للمؤسسات الطبية والصحية واعتبارها مصدراً للنشاطات السياسية.
وأضاف "افاد اطباء تابعون لمنظمة هيومن رايتس ووتش ان هناك ادلة قوية على وقوع هجمات منظمة ومنسقة ضد العاملين في المجال الطبي بسبب تقديمهم عناية غير متحيزة للمتظاهرين والجرحى"، لافتاً الى ان السلطات البحرانية وجهت الاتهام لـ47 من العاملين في القطاع الطبي والصحي بحجة العمل ضد مصالح الدولة.
واستشهد التجمع بمؤتمر صحافي لوزير العدل البحراني خالد بن علي آل خليفة الذي أعلن فيه أن السلطات اعتقلت 23 طبيبا من بينهم طبيبات و24 ممرضة، مشيراً الى انه تم، في الاسبوع الماضي، اعتقال رئيسة جمعية الاطباء في البحرين وهي بصدد محاكمتها لأسباب سياسية.
الى ذلك، استنكر التجمع أشد الاستنكار قيام سلطات البحرين بالتعرض للعاملين في الجسم الطبي والصحي، مصنفاً هذا العمل ضمن خانة الجرائم المعادية للانسانية حيث كان من المفترض تأمين الحماية لهم للقيام بمهتهم الانسانية على اكمل وجه.
واعتبر التجمع ان السكوت عن هذه التجاوزات من شأنها ان تؤدي الى خسارة الامم المتحدة لمصداقيتها امام الحكومات، كما من شأنها ان تشجع الحكام الجائرين من دول اخرى على انتهاك القانون الدولي والتعاطي بوحشية مع افراد الجسم الطبي في بلادهم خلال النزاعات السياسية.