شهدت الساحة المحلية والإقليمية آثاراً ارتدادية للموقف الذي اتخذه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في مؤتمره الصحافي الأخير، وانشغلت عواصم عديدة عربية ودولية بما اعلنه جنبلاط، والذي على ما يبدو سيكون له تأثير على ترجيح كفة الاستشارات النيابية الملزمة نحو مرشح لا ترضى عنه دوائر القرار الغربية والأميركية والصهيونية.
شالوم منزعج من تشكيل "حكومة إيرانية" على الحدود الشمالية
في فلسطين المحتلة، عبّر نائب رئيس الوزراء الصهيوني "سيلفان شالوم" عن
إنزعاج حكومة العدو بشكل واضح من مواقف جنبلاط الأخيرة لجهة ثباته الى جانب
المقاومة وسوريا، فحذّر من "انضمام الزعيم الدرزي اللبناني إلى منظمة حزب
الله في تشكيل حكومة لبنانية ما قد يؤدي الى إقامة حكومة ايرانية على
الحدود الشمالية لـ"إسرائيل"، وهو ما سيوجد خطراً حقيقياً"، وقال شالوم إن
"الحديث ليس عن تنظيم إرهابي آخر بإيحاء ودعم من إيران، وإنما عن حكومة
سيادية حقيقية"، وأضاف شالوم أن "هذا التطور الخطر يلزم "اسرائيل" بمتابعته
عن كثب عليه، وهو ما يحتم على "اسرائيل" أن تكون على أهبة الاستعداد لأي
تطور في لبنان".
جعجع يحذر من "نموذج غزة" في لبنان
وفي لبنان، رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية "سمير جعجع" أن
استقالة وزراء المعارضة "انقلاب" نفذته قوى الـ 8 من آذار، وحمَّل جعجع قوى
المعارضة "مسؤولية تحويل الوضع في لبنان، الذي سيكون تقريباً مثل الوضع في
غزة، لأن المواقف الدولية والعربية من هذه الحكومة معروف"، وتساءل قائلاً:
"اين سيكون وضع الليرة؟ وهل يتصور أحد أين سيكون إقتصادنا؟"، ودعا جعجع
طلاب المدارس والجامعات الى "المكوث في منازلهم فيما لو تم ذلك"، وأن "لا
يجرب أحد أن يدعس خارج الجامعة"، واعتبر رئيس "القوات" أن تكليف عمر كرامي
برئاسة الحكومة سيتم بالاتفاق بين السوريين وحزب الله، وأضاف أن الحكومة
"سيكون وضعها مثل الحكومات التي كنا نراها بين العام 2000 والعام 2005".
الجميل يستنجد من القاهرة بـ"الجهد الدولي" لمساعدة الحريري
وفي مصر، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية "أمين الجميل"، إثر لقائه الرئيس
المصري حسني مبارك، إن ما يجري في لبنان هو "انقلاب مدعوم بقوة السلاح لفرض
حلول على حساب الديمقراطية"، وتحدث عن "ضغوط مسلحة للتأثير على الرئيس
ميشال سليمان والنواب لتوجيه الاستشارات باتجاه محدد"، وأضاف أن "هناك
تهديدات مباشرة على النواب وهذا يدل على خطورة الانقلاب الذي يحصل في
لبنان"، واستنجد الجميل بالجهات الدولية لمساعدة الحريري، قائلاً: "المطلوب
الآن جهد دولي لمساعدة لبنان من أجل الحفاظ على الديمقراطية والشرعية
بعيدا عن الضغوطات"، وفيما بعد، سجلت وسائل الإعلام لقاء "مصادفة" بين
الجميل ووزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل أليو ماري، الموجودة بالقاهرة،
بحضور مدير "الاستخبارات العامة" المصرية اللواء عمر سليمان.