22/10/2007
بات من شبه المؤكد ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كان من المقرر ان تعقد يوم غد الثلاثاء سوف تؤجل لعدم اكتمال النصاب الدستوري وإفساحا في المجال أمام الاتصالات والمبادرات في شق طريقها نحو رئيس توافقي اذا ما حسنت نوايا فريق السلطة , وهذا ما تقاطع مع ما اوردته صحيفة الديار نقلا عن أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري لافتة الى ان جلسة الثلاثاء هي بحكم المؤجلة وان الاجواء ايجابية مضيفة ان اللقاءات بين بري والنائب سعد الحريري متواصلة وستكون بعيدة عن الأضواء متحدثة عن ان الرئيس بري سيحدد جلسة اخرى للانتخاب في النصف الاول من تشرين الثاني المقبل /
في هذا الوقت كان اللافت أمس اللقاء الذي عقد في المطيلب والذي جمع الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الرئيس امين الجميل في دارة صديق مشترك حيث اتسمت هذه الخطوة بدلالات عدة ابرزها ان هذا اللقاء هو الاول من نوعه سواء بعد ان خاض الطرفين بوجه بعضهم البعض معركة وصفت بمعركة كسر عظم في الانتخابات النيابية الفرعية في منطقة المتن والتي جرت منذ مدة ليست بعيدة او كونها اتت على مستوى الصف الاول من الاقطاب المسيحيين الموارنة المعنيون الاوائل بالاستحقاق الرئاسي او لناحية حساسية العلاقة وتوترها بين حزب الكتائب والتيار الوطني الحر على اثر اغتيال الوزير بيار الجميل او ربما لانها لا تتكرر كثيرا بين الطرفين منذ اشهر طويلة .حيث صدر بعد اللقاء بيان تم التأكيد فيه على جملة من الامور :
- أولا التزام الأطر السياسية والوسائل الديمقراطية لحل أي خلافات قائمة بين اللبنانيين والتشديد على اهمية نقلهم من دائرة اليأس السياسي الى التطلع بأمل وطمأنينة الى غد أفضل .
- ثانيا توسيع دائرة الحوار بين كل الأطراف واعتبار هذا اللقاء مقدمة لاجتماعات أخرى تعقد بيم كل القادة المسيحيين واللبنانيين من اجل تغليب منطق التفاهم على منطق التصادم .
- ثالثا ان موقع رئاسة الجمهورية هو الموقع الأول في الدولة ويرمز الى فرادة الهوية اللبنانية في هذا الشرق كما ان رئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور اللبناني وعلى وحدة الأرض والشعب وعليه استعادة دور المسيحيين في لبنان ووقف مسلسل التهميش الحاصل بحقهم يبدأ باستعادة دورهم الفعلي اولا في ملء سدة الرئاسة بما يتناسب وموقعها وثانيا في ممارسة صلاحياتها بما يتوافق مع الدستور ومع اعادة التوازن الحقيقي بين المؤسسات .
بدوره اعتبر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بعد اللقاء ان الاجتماع هو بداية آملا ان يكون هنالك لقاءات ثنائية مستقبلا ولقاءات أوسع حتى يتم التوصل الى تفاهم بما يتلائم مع طمأنة اللبنانيين والوصول الى حل توافقي وخاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية .
وكان سبق هذا الاجتماع زيارة لنائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان للرابية التقى خلالها العماد عون صباح امس وتم التباحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية.
من هذا المنطلق يبدو ان الحراك المسيحي المسيحي يسير الى الامام فيما اعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير أنّ اللبنانيين هم أمام خيارات مصيريّة حاسمة هذه الأيام وعليهم أن يقرّروا ويختاروا . وفي عظة الأحد في بكركي دعا صفير نوّاب الأمّة الى تحكيم ضميرهم المستقيم ,
الى ذلك تستضيف بكركي في الساعات المقبلة اجتماعاً جديداً للجنة الرباعية المارونية، قالت أوساط متابعة إنه سيلج الى ما يتعدى طرح مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية. وقالت مصادر المجتمعين إن اللجنة ستستأنف اجتماعاتها بعد ظهر غد، وإن الاتفاق تم على عقد لقاءات يومية وإذا اقتضى الأمر مرتين يومياً، سعياً الى إنهاء التصوّر المطلوب في مهلة أقصاها نهاية الأسبوع الجاري . وكان النائب بطرس حرب دعا بكركي الى اطلاق الية لدراسة الأسماء المتداولة للرئاسة من دون اي فيتو على احد لمعرفة الاسماء التي تتطابق مع مواصفات بكركي للرئيس. واعتبر حرب "ان الفراغ الدستوري في رأس السلطة يعني تفتيت البلاد وتدميرها"
وفي خطوة لافتة وذات دلالات استقبل امس الرئيس المصري حسني مبارك قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي يزور القاهرة على رأس وفد عسكري بدعوة من رئيس الاركان المصري وفي هذا الاطار فقد ذكرت صحيفة الأخبار أن الرئيس مبارك تعهد خلال لقائه قائد الجيش العماد ميشال سليمان استعداد بلاده تقديم كل المساعدات اللازمة لضمان مرور الاستحقاق الرئاسي من دون اية منغصات أو مشاكل أمنية /
وعلى خط التدخل الاميركي السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان من حق لبنان اجراء الانتخابات المقبلة حرا من كل تدخل اجنبي". وقال ان واشنطن تعمل مع حلفائها "للمحافظة على استقلال لبنان الذي تم التوصل اليه بجهد ولمكافحة ما قال انها قوى التطرف والارهاب". وقال تشيني في مداخلة امام معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى بولاية فرجينيا تحاول سوريا وعملاؤها بالفساد والتخويف منع ما اسماها الغالبية الديموقراطية في لبنان من انتخاب رئيس مستقل فعلا"حسب قوله .
بدوره النائب وليد جنبلاط الموجود في الولايات المتحدة اكمل حملة افتراءاته واكاذيبه واتهم سوريا وحزب الله بالوقوف وراء الاغتيالات الاخيرة لنواب الموالاة وردا على سؤال لشبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية حول المسؤول عن هذه الاغتيالات.قال جنبلاط "اعتقد انها سوريا وحليفها حزب الله". وبحسب جنبلاط. فان الاغتيالات تهدف الى منع "انتخاب رئيس (للجمهورية) يحترم القرارات الدولية".
وعلى الخط نفسه زعمت وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني خلال محادثات مع قائد قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان الجنرال الايطالي كلاوديو غراتسيانو ان حركة تهريب الاسلحة والذخائر لحزب الله مستمرة من سوريا , وقالت ليفني للجنرال غراتسيانو وفق بيان صدر عن مكتبها "ان استمرار تهريب الاسلحة والذخائر من سوريا يسيء الى قدرات اليونيفيل على نزع سلاح حزب الله". متوقعة ان "يستمر الوضع على ما هو عليه اذا ما استمر تهريب السلاح".