سئل: كيف ترى المسعى الاوروبي، وتحديدا زيارة وزراء الخارجية الاوروبيين للبنان؟ هل هذه الحركة ببركة أم من دون بركة؟ أجاب: "كي لا نقول حركة بلا بركة، نقول حركة ينتج منها شيء. قد يحضر الجميع ويشاركون في اللقاء الذي قد يتبعه كوكتيل. ولكن ما هي مشكلتنا الاساسية اليوم؟ رئيس توافقي ام رئيس معركة؟ فليس لديهم شأن حاسم تجاه رئيس المعركة، كما انهم لن يفرضوا رئيسا ويقولوا للفريق الآخر تعالى لنمشي به. لا احد يستطيع فرض رأيه على الآخر الا ضمن التوافق المتبادل بين الفريقين. فاذا كان الفرنسيون وغيرهم من المجموعة الاوروبية ما زالوا يتبنون فكرة الوصول برئيس توافقي، فهذا الأمر يمكن ضمن نصاب الثلثين، فلا يكون بعدها اي مشكلة تجاه موضوع النصاب. حتى الان لا ادري ان كان الوزراء الاوروبيون مفوضين للولوج في موضوع التوافق ام ان لديهم طرحا مغايرا. اما اذا اقتصر الموضوع على مجرد اللقاء والعشاء، فهذا الامر مفيد ولا يضر".
سئل: المجتمع الدولي والقادة المحليون يتحدثون عن رئيس توافقي، ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع قال إنه يمكن أن يأتي يوم نترحم فيه على المرشحين نسيب لحود والنائب بطرس حرب، وهناك تلميح لترشحه شخصيا او لترشح طرف بعيد عن الحياد والتوافق. ما تعليقك؟ أجاب متسائلا: "لماذا نترحم عليهما؟ لسنا نحن من رشحهما، هو من رشحهما ويريد سحبهما ليأتي بغيرهما. اذا، هو يترحم عليهما وليس نحن، عندما رشحهما لم نكن معه".
أضاف: "الدكتور جعجع لا يستطيع ان يفرض رئيسا على لبنان في الظروف الحالية التي نعيشها، لا من خلال النصف زائدا واحدا ولا من خلال النصف زائد ثلاثة ارباع، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة. لا يمكن ان يحكم لبنان الا بالتوافق، لا عبر الصراخ وحمل العصا والضغط عبر الشارع وعلى شاشات التلفزة اليومية، فالنصف زائدا واحدا يعني خلافا للدستور، ولا احد يمكن ان يحكم خلافا للدستور، لانه سيقف في وجههم فريق آخر، ويعلن ان لديه امكانات ويستطيع ان يحكم مقابلهم. وبهذه الطريقة، فان البلد ذاهب إلى الخراب، كفى تهويلا وادعاءات من شأنها شرذمة البلد اكثر مما هو مشرذم. نحن مع توحيد البلد والتوافق بين كل الأفرقاء، وفي مقدمهم الدكتور جعجع، الذي ندعوه الى التوافق. كفى الناس تحد واستفزاز واستبدال مرشح بمرشح والترحم على آخر، اذا تم استبدالهما بمرشح توافقي لا احد يترحم عليهما،اما اذا ارادوا مرشحا للقتال قد يكون هو او غيره ممن هم في باريس، فهذا يعني انهم يريدون القتال وعندها نرى نتيجة القتال الى اين يؤدي، لا احد يربح في القتال، كلنا نريد التوافق على مرشح".
سئل: لنفترض ان التوافق لم ينجح. هل سنصل الى فراغ في الرئاسة ام ترجح حكومة انتقالية او رئيسا انتقاليا لفترة سنتين كما قيل؟ اجاب: "إنني ضد اي فراغ في رئاسة الجمهورية المارونية بعد 24 تشرين الثاني، لا يملأ الفراغ اي حكومة، لا حكومة السنيورة ولا حكومة انتقالية ولو برئاسة ماروني. إنني مع رئيس جمهورية توافقي يحكم البلاد في 24 تشرين الثاني، وسنقوم بالمستحيل للوصول الى هذا الهدف. وإن الحكومة الانتقالية التي ستملأ الفراغ سواء أكانت حكومة السنيورة ام غيرها، فجميعهم بالنسبة إلينا يؤدون الى النتيجة نفسها. ما هي اهداف هذه الحكومة؟ الفراغ لمدة سنة او سنتين؟ الشعب لم يعد يحتمل، الناس اصحبوا جائعين، والمواطن لم يعد يحتمل ماذا يقدمه إليه السياسيون من حلول. ماذا فعلت حكومة السنيورة للبلد او اي حكومة ثانية انتقالية كانت ام غير انتقالية ، ماذا تريد ان تفعل؟ وماذا ستقول لنا؟ انها باقية حتى موعد الانتخابات المقبلة، وستمارس صلاحيات رئيس الجمهورية، انا ضد هذا الطرح من اي مصدر كان، انا مع رئيس جمهورية ماروني توافقي في 24 تشرين الثاني. فهل سنصل الى هذا الامر؟ نحن نعمل بكل جهد ولست وحدي، فرئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على رأس هذا التوجه التوافقي يدعمه "حزب الله"، والجنرال عون بالنتيجة هو مطروح كمرشح توافقي، فاذا لم يقبلوا به فنحن على استعداد للبحث عن مرشح توافقي. حتى اللحظة الأخيرة، نحن نجهد للوصول الى مرشح توافقي، لا نريد الذهاب الى خراب البلد. وعند الفريق الاخر فالرجل الاقوى نيابيا ودوليا وداخليا وفي الشارع هو الشيخ سعد الحريري الذي التقى بالرئيس بري في جلسات توافقية وكادا ان يصلا الى نتيجة وخلاصة. فاذا التقى في هذا الظرف بالذات عند النائب الحريري من يحسن الصراخ والتهديد باسم 14 اذار، فهذا لا يعني اننا ذاهبون إلى خراب البلد نزولا عند رغبة فلان او علتان، نريد الوصول في 24 تشرين الثاني إلى أن يكون لدينا رئيس للجمهورية ماروني، تأتي معه حكومة وفاق تساند موقع الرئاسة خلال هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد والمنطقة".
سئل: هل يستطيع النائب الحريري التحرك بالخط التوافقي بمعزل عن حليفيه الدكتور جعجع والنائب جنبلاط؟ اجاب: "ليس بمعزل عنهما، انما الشيخ سعد الحريري يمثل من كتلة نيابية كبيرة تصل الى حدود 40 - 50 نائبا، فيما الدكتور جعجع لديه 4 او 5 نواب، هذا على الصعيد النيابي. اما على صعيد التمثيل الشعبي فالعماد عون يتمتع بقوة مسيحية تصل الى 70 في المئة، ولن ادخل في النسب المئوية، وقد يرى الدكتور جعجع نفسه في هذا الصدد ايضا يمثل نسبة لا اعرف حجمها، وحتى النائب وليد بك جنبلاط اعلن انه في حال الوصول الى رئيس توافقي فان نواب الحزب التقدمي يلتزمون الامتناع عن التصويت، معنى ذلك ان الامور حتى الان تسير في اتجاه الحلحلة، والرئيس بري مصمم على الوصول الى مرشح توافقي و الشيخ سعد سائر معه".
قيل له: لمسنا تغيرا في مواقف النائب الحريري الأخيرة بعد زيارته للولايات المتحدة الاميركية؟ اجاب: "من خلال الخطابات التي اسمعها، لا اتوقف عند موضوع اللهجة والنبرة في الصوت والمناسبات، لكن اراقب واقرأ ابعاد الموقف والخطاب، لا سيما عندما قال اريد مرشحا من 14 اذار او من روح 14 اذار، هذا يعني ان الجسد شيء والروح شيء اخر، هذا يدل ان لا تصلب في موقف الشيخ سعد، وقد ظهر عبر المرشحين لحود وحرب. اما مرشح روح 14 اذار التوافقي فلم يظهر حتى الان. فلا تبدل في موقف النائب الحريري العائد من الولايات المتحدة الاميركية ولم يطلب منه القتال، اضف الى ذلك تصريح لوليد بك جنبلاط من واشنطن ايضا في سياق التهدئة. انا هنا لا ادافع عن الاميركيين ولا اتلقى تعليمات منهم و لا من غيرهم، لكن انا اتابع المواقف بحرفيتها، ومن المواقف المقبولة صدرت عن وليد بك في واشنطن لجهة الاستحقاق الرئاسي".
سئل: هل لا يزال النائب ميشال المر فاعل خير ام انه فقد الامل، خصوصا لجهة كثرة الكلام والمواقف عن الاستحقاق المتضاربة؟ اجاب: " في الحقيقة، ان وصلت إلى مرحلة اليأس، فهذا يعني الانكفاء السياسي. اليوم في هذه الظروف، يحتاج المواطن اللبناني إلى أي شخص يستطيع ان يقوم بمساعي الخير، كما المساعي التي بدأتها وهي مساع توافقية. فاذا كنت اليوم في مثل هذه الظروف بالذات سأنسحب تحت وطأة اليأس، فهذا يعني انني لا اتحمل المسؤولية الوطنية والسياسية، عندها لا يكون لي اي دور في الحياة السياسية اللبنانية، ولن اقف مهما كانت الظروف موقف المتفرج او المتردد في السعي الذي يمليه علي واجبي الوطني، وسوف نستمر في خطوات متواصلة للوصول الى الاستحقاق عبر رئيس جمهورية توافقي".
سئل: هل سنذهب الى فراغ رئاسي ام الى رئاسة انتقالية لسنتين ام رئاسة طبيعية لمدة 6 سنوات؟ اجاب: "في المبدأ الطبيعي رئاسة طبيعية لمدة 6 سنوات. اما اذا تعقدت الامور ولم تسم بكركي اي مرشح وبقيت المشكلة قائمة، عندها تصبح مدة الرئاسة سنتين او ثلاثة أفضل من الفراغ. فأنا صاحب اقتراح الرئاسة لمدة سنتين او ثلاثة ولاسباب عديدة، منها: ازمة الشرق الاوسط التي تكبر يوما بعد يوم، مشكلة العراق مع الوجود الاميركي هناك والضغط على سوريا وايران للمشاركة في الحل، مشكلة السلاح النووي في ايران، مشكلة كردستان مع تركيا، القضية الفلسطينية بين غزة والضفة واسرائيل والحكومتين. كل هذه المشاكل في الشرق الاوسط يلزموننا بها عبر الانتظار لحل مشاكلهم، وقد تكون فترة السنيتن موجبة لحل بعض هذه المشاكل التي لن تحل في فترة اسبوع او شهر او شهرين،. إن مرشحي الرئاسة يمكنهم الانتظار لسنتين، ولكن مدة 6 سنوات تكون فترة الانتظار طويلة وصعبة نظرا لاعمارهم والاعمار بيد الله. لذلك، إنني احبذ اي رئيس مهما كانت الفترة لسنتين او اربعة او ستة، المهم ان يكون هناك رئيس للجمهورية، باعتبار انه بعد فترة السنتين ستأتي انتخابات نيابية وتتكون اكثرية جديدة غير مشكوك في أمرها ومعترف بها، هذا اذا لم نستطع التوافق على رئيس لست سنوات. اما الفراغ فانا ضده كليا، لانه يعني خراب البلد".