أضاف:"من الواضح أن السياسة الأميركية تدفع بهذين الاتجاهين فإذا كان الأوروبيون يريدون فعلا الوصول إلى نتيجة واقعية وإلى اتفاق حقيقي وانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، ما عليهم سوى أن يضغطوا على حليفهم الأميركي، بمعنى أن هذه المنطقة لا تحتمل المزيد من الحروب والفوضى المدمرة ومن الاضطرابات والانقسامات والنزاعات، وخصوصا أن لأوروبا مصالح كبرى في العالم العربي والاسلامي والشرق العربي ولبنان وفلسطين وسوريا والأردن والمنطقة عموما".
ولفت إلى أن "العمل يكون بالضغط على الموقف الأميركي، وأعتقد أن الأوروبيين لا يزالون يملكون إمكان ليس فقط التكيف مع سياسة الإدارة الأميركية كما طرح بوش في بداية ولايته الثانية، بل يملكون إمكان التأثير والفاعلية والمشاركة في السياسات الدولية في المنطقة".
وعن قراءته في الداخل اللبناني وخصوصا أن مبادرة الرئيس بري تترنح أكثر من المراوحة، اعتبر أن "مبادرة الرئيس بري تستند إلى تأييد عربي إقليمي وتأييد أوروبي دولي فيما الآخرون يبحثون عن الموقف الأميركي ويذهبون إلى واشنطن. فالموالاة تذهب إلى واشنطن لأن واشنطن تدفع في اتجاهين: البقاء على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وهذا يجب الانتباه إليه من قبل الكنيسة المارونية بشكل أساسي ولدى كثير من القوى السياسية لدى الطائفة المارونية الكريمة، لأن هناك محاولة لانتزاع صلاحية رئاسة الجمهورية، كما هو حاصل الآن وتحويلها إلى مجلس الوزراء".
ولفت إلى أن "مبادرة الرئيس بري ما زالت قائمة وهو يريد الوصول إلى رئيس توافقي وانتخاب رئيس بأغلبية الثلثين، رئيسا يكون لكل لبنان ويكون بداية لحل الأزمة والدخول في تشكيل حكومة وفاق وطني والاتفاق على قانون انتخابي، ثم تداول السلطة عبر العملية الديموقراطية السليمة". وأشار إلى أن "حركة الصرح البطريركي تقوم نتيجة للأزمة الداخلية، نتيجة ضرورة الوفاق الداخلي ونتيجة نصائح مباشرة وطلب مباشر من الفاتيكان ومن الدول الأوروبية المعنية"، معتبرا أن "المشكلة هي أن هناك سياسة أوروبية تخالف الموقف الأميركي لكنها لا تستطيع أن تذهب إلى مواجهته فيما الأميركيون واضحون ونرى الموقف الأميركي هادئا في الظاهر لأنه قد حسم خياراته، إما أن يبقي على هذه الحكومة ويصل إلى الفراغ الدستوري أو الفراغ في موقع الرئاسة، وإما أن يفرض حكومة والرئاسة بالنصف زائدا واحدا ويدخل البلاد في أزمة كبرى. هذا الموقف الأميركي يبدو أنه يبحث في لبنان عن بديل لمواقعه في كثير من مناطق الشرق الأوسط".
ولفت إلى أنه "على الأوروبيين التنبه إليه إذا كانوا جادين في المحافظة على لبنان كصديق ولهم علاقات تاريخية معه، ويضغطون على الأميركيين من أجل تشكيل نوع الائتلاف والوفاق الداخلي اللبناني القادر على انتخاب رئيس وفاقي وعلى الدخول في العملية الديموقراطية بشكل سليم وفي تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة والعودة إلى الاستقرار والوفاق السياسي".
ولفت إلى أن "هذا الموقف الذي ننتظره من الترويكا الأوروبية ليس فقط الزيارات والبقاء والدوران في أفق أو فضاء الخيارات الأميركية، عند ذلك يكون الأوروبيون قد تنازلوا عن دورهم في الشرق العربي بالذات، وفي لبنان لصالح إدارة بوش التي تطالبهم بالتكليف مع سياساتها الدولية".