إسرائيـل: تفـاؤل نصـر اللـه يلقـى صـدى وإقـرار بحصـول تقـدم فـي المفاوضـات
صحيفة السفير اللبنانية 18/10/2007
ظلت عملية التبادل التي تمت بين حزب الله واسرائيل تشغل الدوائر الاسرائيلية ووسائل الاعلام والرأي العام، باعتبار ما سيكون بعدها، خصوصا وان التفاؤل الذي أبداه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقي صداه في اسرائيل على اساس ان الرجل يحظى بالمصداقية لدى الاسرائيليين.
الا ان صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ذكرت على موقعها الإلكتروني أن المعلومات التي تلقتها إسرائيل من حزب الله لا تكشف أي تفاصيل عن الطيار الإسرائيلي رون آراد المفقود.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنها ستشترط الحصول على معلومات إضافية حول رون أراد قبل إنجاز صفقة تبادل الأسرى.
وأضافت الصحيفة أن هذه التقديرات تأتي على اثر تلقي إسرائيل تقريرا من حزب الله عبر وسيط ألماني، حول النشاطات التي قام بها حزب الله لمعرفة مصير أراد. وستمرر إسرائيل رسالة إلى الوسيط الألماني في صفقة تبادل أسرى واستعادة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله مفادها أن ثمة حاجة لمعلومات إضافية حول أراد قبل موافقة إسرائيل على الصفقة الكبرى والتي يفترض أن تطلق إسرائيل فيها سراح عدد من الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم سمير القنطار.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن المعلومات التي وصلت إسرائيل أمس الأول تظهر أن حزب الله لم ينجح في الاستفسار عن مكان تواجد اراد أو ما هو مصيره.
من جهة أخرى، نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين إقرارهم بحدوث تقدم في المفاوضات لإتمام صفقة تبادل الأسرى، كما أكد أمين عام حزب الله أمس الاول، في حديثه التلفزيوني.
كذلك تشير التقديرات إلى أنه سيتعين على الحكومة الإسرائيلية في الفترة القريبة المقبلة أن تتخذ قرارا بإطلاق سراح القنطار وخمسة مقاتلين من حزب الله تم أسرهم خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام الماضي وجثث ثمانية مقاتلين آخرين مقابل إطلاق حزب الله سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لديه غلداد ريغف وايهود غولدفاسير. وفي إطار صفقة كهذه ستطلق فرنسا وألمانيا سراح عدد من اللبنانيين المحتجزين لديهما.
وأكد تقرير أعده الجيش الإسرائيلي أن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله قد أصيبا بجروح خطيرة أثناء أسرهما، وأن جراح أحدهما بالغة وكان بحاجة إلى علاج فوري. ولم يستبعد التقرير أن يكون أحد الأسيرين على الأقل قد توفي متأثرا بجراحه، ولذلك فإن إسرائيل تطالب حزب الله بأن يزودها بمعلومات حول حالة الجنديين.
واشترطت عائلة هيرن الإسرائيلية التي قتل ثلاثة من أفرادها في العملية التي نفذها الأسير اللبناني سمير القنطار في مدينة نهاريا بشمال إسرائيل في العام 1979 أن يتم إطلاق سراح القنطار ضمن صفقة تبادل أسرى فقط في حال كان الجنديان الإسرائيليان الأسيران لدى حزب الله على قيد الحياة.
ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن روني كيرن، شقيق داني هيرن الذي قتل في العملية سوية مع ابنته، قوله إذا كان المخطوفان على قيد الحياة، والتأكيد هنا على وجودهما أحياء، فإنني أوافق على إطلاق سراح سمير القنطار.
ويظهر من حديث عائلة كيرن ـ هيرن إنها لن توافق على إطلاق سراح القنطار في حال كان الجنديان قد قتلا أو أحدهما ما يزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لعدم إطلاق القنطار في حال مقتل الجنديين.
من جانبه قال روني كيرن ليس من واجبي تحديد الثمن لاستعادة الجنديين فالثمن مؤلم وإذا أردت الدقة فإني لست مستعدا للإفراج، لكن إذا كان الموضوع يتعلق باستعادة الجنديين المخطوفين أم لا، فإنه يتوجب الأفراج عن القنطار . وأضاف كيرن ان الثمن غال والحكومة تعرف من هو هذا الشخص القنطار وما الذي فعله وليس صدفة أنه لم يتم الإفراج عنه حتى اليوم. إنه هدف نصر الله. وتابع ليس هناك ما يمكن فعله فالحياة أقوى من كل شيء وإعادة الجنديين أحياء إلى الدولة يستحق عمل كل شيء وعلى الدولة القيام بكل شيء، فهذا ليس أمرا شخصيا يتعلق بي، وإنما هو أمر يتعلق بالدولة وهذا الثمن إطلاق سراح القنطار غال جدا.
من جهة ثانية رأت فرنسا ان تبادل اسير وجثث بين حزب الله واسرائيل يعتبر اشارة ايجابية معبرة عن الامل في ان يساهم ذلك في تهدئة التوتر بين الدولة العبرية ولبنان.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني خلال تصريح صحافي انها اشارة ايجابية. واضافت اننا نرحب بدور اللجنة الدولية للصليب الاحمر ونأمل في ان يساهم هذا التبادل في تهدئة التوتر بين اسرائيل ولبنان وفي تحسين الوضع في المنطقة.
واكدت الناطقة ان فرنسا تواصل دعوة حزب الله الى الافراج فورا عن الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرا في جنوب لبنان وتشجع كل المبادرات الهادفة الى تسوية مسألة الاسرى اللبنانيين لدى اسرائيل بشكل عاجل.