وطنية - 17/10/2007
شيع حزب الله قبل ظهر اليوم الشهيد محمد يوسف عسيلي (ذو الفقار) الذي استعاده خلال عملية التبادل مع العدو الاسرائيلي التي جرت الاثنين الماضي وقد انطلقت مراسم التشييع عند العاشرة والنصف صباحا من امام مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، حيث حملت ثلة من المجاهدين النعش على عزف موسيقى فرقة كشافة الامام المهدي، وبعد تأدية التحية، انطلق موكب سيار باتجاه بلدته الطيري تتقدمه سيارة اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية تحمل النعش ملفوفا بعلم حزب الله ومزدانا بأكاليل الزهور . ولدى وصول الموكب الى مدخل بلدة الطيري، بدأت مسيرة تشييع كبيرة جابت شوارع البلدة وساحتها مرورا بمنزل ذوي الشهيد لالقاء نظرة الوداع الاخيرة، وتقدم المسيرة التي رددت فيها التكبيرات وهتافات التأييد للمقاومة وانتصاراتها على العدو الصهيوني، حملة صور الشهيد وقادة المقاومة واكاليل الزهور، وشارك فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النواب: محمد حيدر، حسن فضل الله، امين شري، وبيار سرحال، وممثلين عن المؤسسات العسكرية والامنية، وحشد من الاهالي والمواطنين وشخصيات وعلماء دين وفعاليات.
والقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب رعد كلمة نوه فيها بمناقبية الشهيد ومزاياه البطولية في التصدي للعدوان الاسرائيلي معتبرا ان عملية التبادل الاخيرة التي حصلت مع العدو الصهيوني هي جزء من عملية اوسع لتحقيق التزامات شعبنا المقاوم والتزامات مجاهدينا بتحرير كل اسير في سجون العدو,واضاف رعد ان هذه العملية هي من اعظم الانتصارات والانجازات التي تسطرها المقاومة رغم كل الطعن في الخواصر والتواطؤ والتآمر عليها من بعض قوى الداخل ومن بعض المجتمع الدولي، ومع ذلك الذي يحقق الانتصار ويملك المبادرة في الساحة هو المؤهل لتحرير كل الاسرى ولاستعادة كل حبة تراب من رجس الاحتلال.
وقال النائب رعد ان عملية التبادل فرضت معادلة المقاومة في ان التفاوض غير المباشر لتحرير الاسرى والمعتقلين ولاسترداد الجنود الصهاينة هي السبيل الوحيد الذي اذعن له العدو ومن وراءه , مشددا على ان عملية التبادل سطرت دلالات وابعادا هي اكبر واعظم من ان نذكرها في هذا الوقت، وستتاح الفرص لتفنيد ها لاحقا، لكن الدلالات هي دلالات استراتيجية مهمة على الصعيد الوطني والسياسي وعلى صعيد المقاومة ومعادلتها التي لا تزال تفرضها وتطبقها في ساحة الميدان على العدو الصهيوني ومن تآمر وتواطؤ معه ضد شعبنا ووطننا.
توجه رعد للشهيد بالقول لقد رفعت رأس الامة عاليا، رغم ان هناك بعض الرؤوس تريد ان تذل هذه الامة من خلال تسابقها واستعجالها لتقديم التنازلات وتطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني والاعتراف بشرعيته على مائدة اللئام التي يراد عقدها في الخريف والتي يدعو اليها الارهابي الدولي الذي يدعي انه يخطو خطوة باتجاه سلام ملتبس ويقف خلفه المهزومون والمتساقطون الذين لا يعرفون للمقاومة اهمية ولا معنى، لانهم قد سقطوا في فخ الاقرار في العجز والقصور والتقصير عن النهوض وعن استرداد الارض وعن تحقيق العزة بسواعد المقاومين والمجاهدين.
وتابع رعد في عرس الشهيد عسيلي عرس امير من امراء اهل الجنة، تتجدد اعراسنا على امتداد عالمنا العربي والاسلامي وليس فقط في لبنان، لان استعادة جثمان الشهيد بالطريقة التي تمت هي اقرار للعدو بعجزه عن فرض معادلته رغم كل ارهابه وجرائمه وعدوانه الذي ارتكبه في تموز، وهو تأكيد لانتصار المقاومة على العدو الصهيوني في كافة المجالات السياسية والامنية والعسكرية وغيرها.
وختم النائب رعد كلمته بالاشارة الى إن تداعيات هزيمة العدو التي تؤكدها عملية التبادل اليوم ستكون اكبر مما يستطيع ان يستوعبه اولئك الذين لا يزالون يطعنون المقاومة ويحرضون عليها في كل محفل يتواجدون فيه وفي كل سفر يذهبون اليه وفي كل ملتقا يشاركون فيه، لكن الصغار صغارا، نعلمهم ان يكونوا كبارا، ويتعلموا من الشهداء كيف تكون العظمة والعزة وهم يأبون الا ان يبقوا حيث هم.