وطنية - 17/10/2007
أطلق الرئيس سليم الحص، خلال مؤتمر صحافي عقده بإسم منبر الوحدة الوطنية في مركز توفيق طبارة في الظريف، مبادرة إنقاذية إستهلها بالقول: "إذا كان أطراف الساحة السياسية يمارسون لعبة العض على الأصابع في ما بينهم، فالناس لا تقدر لهم هذا التصرف. فالبلد في حاجة إلى رئيس يتم التوافق عليه، إلا أن كل فريق، على ما يبدو، يحاول التشاطر على الآخر في مسعى للمجيء بمرشحه، وهذا إن دل على شيء فعلى استخفاف السياسيين بالاستحقاق الرئاسي وبالأخطار التي قد يتعرض لها المصير الوطني في حال عدم الوفاء بهذا الاستحقاق في موعده ووفق الأصول الدستورية". أضاف الحص : "الطبقة السياسية تتحمل كامل المسؤولية عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي أو عن الجنوح به إلى الإتيان بأحد المحسوبين على هذا الفريق أو ذاك. إنهم يحرقون الوقت حرقا والوقت المتبقي من الاستحقاق الرئاسي يتضاءل ويضيق. ساسة لبنان ضيعوا فرصة غالية في تبديد ثمرة المبادرة المباركة التي أقدم عليها غبطة البطريرك الماروني. وهم يحاولون اليوم إهدار فرصة أخرى أتاحتها مبادرة رئيس مجلس النواب التوفيقية.
تابع الحص "لذا نجد حال الإحباط، للأسف الشديد، تسيطر على الرأي العام، وأخذت آفاق التفاؤل تضيق وتضمحل، الأمر الذي عزز المخاوف على المصير الوطني، إزاء احتمالات الفراغ والانقسام والصدام والانفجار لا سمح الله. هذا الواقع الخطير يعزز الاعتقاد السائد أن القرار ليس داخليا. والدول التي تنادي بعدم التدخل الخارجي في لبنان هي التي تستدعي القيادات اللبنانية إلى عواصمها. لماذا يا ترى؟ هل هذا من باب تدخل لبنان في الشؤون الداخلية لتلك الدول العظمى؟ التاريخ سوف يديننا جميعا، وكذلك الأجيال المقبلة التي ستدفع ثمن رعونتنا وتخاذلنا وإعراضنا عن سواء السبيل".
وقال الرئيس الحص : "من منطلق وعينا لخطورة المرحلة، يهمنا أن نطرح مشروع مخرج من المأزق. نتمنى على رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري أن يتبنى مقاربة معينة. فلا كانت الأكثرية ولا كانت المعارضة إذا كانت خلافاتهما سوف تودي بالوطن والمجتمع إلى الهاوية. فليضع رئيس مجلس النواب صندوقة اقتراع في قصر الرئاسة الثانية في عين التينة، ويدعو أعضاء مجلس النواب جميعا إلى الإدلاء بأصواتهم فيها لأحد أربعة من خارج الفريقين يتفق رئيس المجلس عليهم مع غبطة البطريرك الماروني وبالتفاهم مع النائب سعد الحريري رئيس أكبر تكتل نيابي. ومن يفز من هؤلاء بغالبية الأصوات يكن هو المرشح التوافقي، والذي يعود مجلس النواب مجتمعا إلى التصويت على انتخابه حصرا بحسب الأصول. ونحن على يقين من أن الذي يتم اختياره على هذا النحو سوف يحظى بشبه إجماع بين اللبنانيين. هكذا نؤمن آلية للتوافق الوطني بمبادرة من المؤسسة الشرعية اللبنانية الأم. وهكذا نحيد العامل الخارجي. وهكذا يمر الاستحقاق الرئاسي بسلام فيسلم لبنان بإذن الله".