المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

إسرائيل: حزب الله قدم وثيقة حول جهوده لحل لغز آراد

صحيفة السفير اللبنانية 17/10/2007

حلمي موسى

بعد إتمام عملية التبادل شعرت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ما جرى لم يكن يبرر السرية التي فرضتها الرقابة العسكرية على متابعة الخبر. فقد رأت أن ما يبرر كل هذا التشدد هو فقط أن تنتهي العملية بإعادة الجنديين إيهود غولدفيسر وإلداد ريجف. كما برزت إلى الوجود احتجاجات عائلة الغريق الإسرائيلي غبرائيل دفيت والتي أبدت استياءها من عدم إبلاغها قبل عملية التبادل بمصير ابنها. ولكن ما أعلنه رئيس الحكومة إيهود أولمرت من أن العملية تفتح الباب أمام التقدم نحو عملية التبادل الكبرى أسكت قليلاً بعض الاعتراضات.
وثمة من أشار إلى أنه في ظل عدم توفر أنباء أخرى أفضل، فإن ما جرى يعتبر جيداً إذ أن عملية التبادل تشير إلى وجود قنوات اتصال فاعلة على هذا الصعيد، خاصة بعد عام ونصف من انتهاء حرب لبنان الثانية. وقد لاحظ كثيرون أن ما أشار إليه بيان رسمي من الحكومة الإسرائيلية حول وصول معلومات يجري فحصها يبين أن الأمر ليس قصراً على ما اعتبر مبادرة حسن نية . فهناك اتصالات تجري من أجل التقدم في مساري الأسرى ورون أراد.
وفي هذا السياق نقل المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر مطلعة تأكيدها بأن ما وصل إسرائيل ليس رسالة بخط يد رون أراد. ومع ذلك أشار إلى أن حزب الله قدم وثيقة يعرض فيها آخر ما توصلت إليه جهود الحزب لحل لغز رون أراد. وشدد معلقون إسرائيليون على أن ما وصل إلى إسرائيل لا يلقي أي أضواء جديدة على هذه القضية، ولكنه يثبت أن حزب الله حاول جهد استطاعته الحصول على معلومات بهذا الشأن.
وأعلن إيهود أولمرت في افتتاح مؤتمر اسدود للهجرة والاستيعاب أن أعداء إسرائيل ينشغلون بالمتاجرة القبيحة والمؤذية بأحاسيس المجتمع الإسرائيلي، وطوال سنوات يحاول أعداؤنا رفع الثمن الذي تدفعه إسرائيل مقابل نتف معلومات». وأوضح أن هناك معلومات حول الأسرى والمفقودين لا يمكن الإسهاب في الحديث عنها. وشدد على أنه أحياناً لا يكون أمامنا خيار سوى دفع أثمان مؤلمة». ولكنه قال يبدو لي أن الخطوة التي اكتملت أمس تمت بشكل متوازن، وبثمن تسمح إسرائيل لنفسها بتحمله.
وأشار إلى أن عملية التبادل حلت لغز اختفاء دفيت المستمر منذ ثلاث سنوات. وقال إن إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة من أجل العثور عليه، بما في ذلك التوجه للانتربول». وأنه في إطار المساعي لإعادة غولدفيسر وريغف علمت إسرائيل بأن حزب الله يحتفظ بجثة دفيت. وفي الأسابيع الأخيرة نشأت فرصة لإعادة غبرائيل إلى البلاد كجزء من المفاوضات لإعادة جنودنا المخطوفين.
وتحدث أولمرت عن قضية الأسرى الإسرائيليين في لبنان وقطاع غزة وقال إنه يكاد لا يمر يوم يغيب فيه موضوع إعادة الجنود المخطوفين في الشمال والجنوب عن جدول أعمالي. وأنا أبذل الجهد لإطلاع عائلات الأبناء على كل تطور في الموضوع وألتقي بالعائلات في أوقات متقاربة.
وأوضح أن الشق الضيق في هذا الموضوع الحساس الذي فتح، أمس، للحظة أمام الجمهور يثبت مرة أخرى أنه لا تمر لحظة تتوقف فيها دولة إسرائيل عن محاولة معرفة مصير أبنائها وإعادتهم . وأبدى أمله في أن تفلح المساعي قريباً وإن شاء الله نتمكن من حل الألغاز المتعلقة بأبنائنا المخطوفين، منذ أيام حرب لبنان الأولى وحتى اليوم . ومع ذلك شدّد على أنه رغم المساعي فإن الطريق لإعادة الجنود لا تزال طويلة.
وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن القيمة الحقيقية للتبادل الأخير تتمثل في الثقة المستجدة بالوسيط الألماني الذي اختلفت وسائل الإعلام الإسرائيلية حول ما إذا كان أرنست أورلاو أم المساعد الألماني للأمين العام للأمم المتحدة غيرهارد كونراد. وفي كل الأحوال فإن تجديد الثقة بهذه القناة يسهل على الطرفين إنجاز عملية تبادل لاحقة تشمل غولدفيسر وريغف حال إنجازها.
وبعد حصول إسرائيل على صورة بطاقة هوية الغريق وتأكدها أنه إسرائيلي وأن حزب الله لا يلعب في هذا الأمر، تم التوافق قبل عشرة أيام تقريباً على الصفقة. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أنه في إطار الصفقة سافر عوفر ديكل مرات عدة إلى ألمانيا، وهناك تم الاتفاق على تفاصيل الصفقة بحيث تشمل إضافة إلى جثة الغريق معلومات عن مفقودين إسرائيليين في لبنان. وشددت على أن المعلومات كانت الشرط الإسرائيلي اللازم لتنفيذ الصفقة.
ومن المهم ملاحظة أن عملية التبادل لم تتضمن أي إشارة أو معلومات حول الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، ما يعني أن حزب الله لا يزال يصرّ على شروطه السابقة والتي تربط بين أي معلومات كهذه والإفراج عن أسرى لبنانيين مقابلها. وهذا يعني أن كل صفقة ستجري مع حزب الله ستكون لاحقاً من مرحلتين على الأقل: مرحلة مقايضة معلومات بأسرى ثم مقايضة أسرى بأسرى. ولكن إصرار حزب الله هذا يزيد القـناعة لدى الإسـرائيليـين بأن ما لديه هم جثث وليس أحياء.
وقد أشارت صحيفة هآرتس إلى أن قضية الغريق دفيت بدأت قبل حوالى نصف عام عندما وصلت إلى إسرائيل عبر الوسيط الألماني الذي يعمل في الأمم المتحدة أول معلومات بهذا الشأن عن وجوده لدى حزب الله. وقد سلم الوسيط لإسرائيل وثائق حول الغريق وجرت اتصالات سرية بشأنه بإشراف المسؤول عن ملف الأسرى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية عوفر ديكل.
وفقط يوم الأحد الفائت أخذت عينات «دي إن إي» من أفراد عائلة دفيت من أجل التأكد من الجثة، ولم يتم إخبارهم بالسبب، إذ لم يتم إخبارهم بأمر الجثة في لبنان إلا ظهر يوم الاثنين قبل عملية التبادل بساعات. وهذا ما أثار غضب الطائفة الأثيوبية التي شعرت باستهتار السلطات إزاء مصير أحد أبنائها في حين كان يتم إطلاع عائلات غولدفيسر وريغف وأراد على كل التفاصيل.
وأشار مراسل الشؤون العربية في هآرتس تسفي بارئيل إلى أن عملية التبادل هي سلفة على حساب إسرائيل . وكتب أن نصرالله لم يعتد عقد صفقات صغيرة، وصفقة التبادل التي جرت أمس هي صفقة صغيرة ـ سواء من ناحية المقابل الذي تلقاه حزب الله أم من ناحية الثمن الذي دفعته إسرائيل . وأشار إلى أنه لا حاجة بين الطرفين إلى تدابير ثقة ، الأمر الذي يدفع إلى التقدير بأن الحديث يدور عن سلفة على حساب صفقة أوسع .
ومع ذلك فإن المراسل العسكري لموقع معاريف الألكتروني نقل عن قادة عسكريين قولهم إن التبادل هو نقطة تبشر بأمور قادمة. ولكن ما جرى ليس عملية نهائية ولا هي حتى مفاوضات منتصف الطريق. وشدد هؤلاء على أن إسرائيل لا تريد دفع أثمان كبيرة حتى لا تشجع حزب الله على عمليات اختطاف أخرى.
ورأى كبير معلقي يديعوت أحرنوت ، ناحوم بارنيع أن أهم جزء في التفسيرات التي أعطيت للصفقة هو ما افتقدته وليس ما احتوته. وفي رأيه ما كان السيد حسن نصر الله سيقدم لإسرائيل أي معلومات حقيقية مقابل ما حصل عليه. فهو يطالب بقائمة طويلة من الأسرى مقابل المعلومات وفي مقدمتهم سمير القنطار.
من جهة أخرى فشلت مساعي إسرائيل في دفع الحكومة الألمانية على منع الإفراج عن المواطنين الإيراني كاظم درابي واللبناني عباس رحال المتهمين بقتل معارضين أكراد. وكانت إسرائيل تعتقد أن الاحتفاظ بالرجلين في السجن يشكل ورقة ضغط من أجل الإفراج عن رون أراد. ولهذا السبب أرسلت شقيق أراد وابنته لرجاء المدعي العام الألماني عدم الإفراج عنهما. وبررت المدعى العام مونيكا هارمز خلال لقاء مع أقارب رون أراد هذا القرار بوجود أسباب قانونية منعتها من مراعاة اعتراضات أسرة الجندي الإسرائيلي.

17-تشرين الأول-2007
استبيان