وأكد النائب الساحلي "ان المعارضة وحزب الله اتخذا منذ 11 تشرين الثاني 2006 قرار التحرك والاعتصام بطريقة سلمية ديموقراطية وقانونية وهما ما زالا على مواقفهما"، مشددا على ان الحزب "لم يكن في يوم من الايام يأتمر بأوامر احد ولا حتى بالجمهورية الاسلامية الايرانية"، معلنا ان الحزب "لم ولن يسمح لاحد بالتدخل في الشأن اللبناني الداخلي"، مستشهدا بما حصل اثناء حرب تموز "عندما صدر القرار الدولي 1701 ووافق عليه حزب الله قبل ان توافق عليه سوريا وايران"، ومعتبرا بالتالي كلام النائب جنبلاط بأن "ايران ستسمح للحزب باجتياح السرايا واحتلال بيروت، مجرد اتهام لا اساس له من الصحة".
واعتبر "ان المعلومات التي صرح النائب جنبلاط بأنه يمتلكها والتي بنى عليها اتهاماته، هي كلام باطل يراد به باطلا"، مؤكدا ان الحزب "يسعى الى الحفاظ على الوحدة الوطنية لان غنى لبنان في تنوعه المذهبي والطائفي وديمومة كيانه ترتكز على التعددية الطائفية"، مبرهنا ذلك من خلال "ورقة التفاهم التي حصلت بين الحزب والتيار الوطني الحر والتي ارست قواعد الوحدة في البلد". ورأى "ان مراد النائب جنبلاط من وراء الاتهامات التي يطلقها استغلال الموضوع الطائفي لتأجيج الصراعات وللدخول في الحروب الاهلية"، مشددا على "ان كلام جنبلاط المتكرر في مجالسه وخطاباته عن استراتيجية "حزب الله" في تحويل لبنان الى جمهورية اسلامية لا علاقة له بالواقع وليس واردا في حسابات الحزب"، متمنيا على النائب جنبلاط "ان يضع المعلومات التي يملكها في تصرف الرأي العام".
واوضح "ان المعارضة تتخذ كل الاجراءات الممكنة للحفاظ على وحدة البلد"، لكنه استدرك بالقول "انها لن تترك الموالاة تستأثر بالسلطة بطريقة غير دستورية خصوصا بعد تلميحاتها المتكررة بإجراء الانتخابات الرئاسية على قاعدة النصف زائدا واحدا"، معلنا انه "وفي ظل التهديد بهذه الطريقة غير الدستورية من الفريق الاخر لن تقف المعارضة مكتوفة الايدي، كما لن تسلم البلد لمن لا علاقة لهم بالوطنية".
وعن رد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على تصريح النائب محمد رعد، اعتبر النائب الساحلي ان كلام جعجع "خطير جدا لانه وعد الشعب اللبناني بالندم اذا لم يقبل بمرشحي 14 شباط"، لافتا الى "ان ما قاله جعجع عن ترشيح نفسه ووصوله الى سدة الرئاسة ومعه الويلات والثبور وعظائم الامور هو تهديد في حد ذاته".
وطلب "العودة الى التصريح الذي ادلى به النائب رعد من القصر الجمهوري قبل اطلاق التهم لانه قال "ان المقاومة لديها عدة خيارات وقد حسمت خياراتها"، وان كلمة خياراتها تعني الخيارات السياسية والتحرك الذي سوف تتخذه في حال ذهب فريق 14 شباط الى الانتخاب بالنصف زائدا واحدا".
اجتماعات بكركي
وعن نظرة حزب الله الى اجتماعات بكركي، أوضح "ان الانتخابات الرئاسية تهم الشعب اللبناني ككل عموما لكنها تهم الطائفة المارونية في شكل خاص لان رئيس الجمهورية ينتمي الى هذه الطائفة"، مشيرا ان البطريرك نصر الله صفير هو "بطريرك لبنان وسائر المشرق وهو رأس هرم هذه الكنيسة ومن الطبيعي ان يكون مهتما بوحدة البلد وبمصير هذه الانتخابات".
وثمن موقف البطريرك صفير من موضوع نصاب الثلثين، لافتا الى انه "يحفظ الوحدة ويضمن عدم الاستئثار بالسلطة"، معتبرا "ان نصاب الثلثين يضمن وجود الطائفة الاسلامية والطائفة المسيحية معا في الانتخابات، بينما النصف زائدا واحدا يمكن ان يكون في يوم من الايام نصفا مسيحيا او نصفا اسلاميا فقط، مما يضر بمصلحة المسيحيين قبل ان يضر بمصلحة البلد".
وخلص الى "وجوب اعتبار اجتماعات بكركي ايجابية، واعتبار وحدة الموارنة تمهيد لوحدة مسيحية ومن ثم لوحدة اسلامية - مسيحية وبالتالي لوحدة وطنية"، تاركا امر تقدير "امكان نجاح بكركي في ما تقوم به من مساع توفيقية، الى الشعب اللبناني الذي سمع التصريحات الايجابية لنواب المعارضة واقطابها، وسمع ايضا تصريح احد اقطاب السلطة الذي كان متشائما وكأنه يحكم مسبقا بفشل التفاهم وبعدم امكان التوصل الى رئيس توافقي يأتي لمصلحة لبنان".
وخلص النائب الساحلي الى "المراهنة على وعي الجميع وادراكهم لمخاطر عدم التوافق"، لافتا الى انه "وبالرغم من كل التشنجات السياسية واساءة فريق الى الاخر، لا بد من العودة الى صيغة التوافق لان التركيبة اللبنانية تلزم بالتعايش ولو على طريقة المساكنة".