الرئيس الجميل
ووصف الرئيس امين الجميل الاجتماع بانه "ايجابي جدا وبناء"، وقال "لبينا الدعوة المشكورة لغبطة البطريرك للتباحث في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وكان الاجتماع الثاني بعد الاجتماع الذي حصل البارحة مع أركان المعارضة، والجو كان ايجابيا، ونأمل في ان تكون هذه الاتصالات التي قمنا بها اليوم والبحث الذي حصل اليوم، وكل النتائج في عهدة غبطة البطريرك، ويكون تواصل، فهمنا ان تحصل الانتخابات في جو وفاقي، فنتفاهم جميعا مع بعضنا البعض حتى نتفادى ان يقع البلد في مأزق او في الفراغ".
وتابع: "كنا نفضل ان تتوسع هذه الاجتماعات، كذلك هناك اطراف التي هي ليست في 14 آذار ولا في 8 آذار، كذلك الامور معنية بالمجتمع المدني والكثير من الحياديين. يمكن البعض لديهم آراء خاصة وهم أكيد لديهم صفة تمثيلية على الارض، نحن لا ندعي اننا نحتكر كل الرأي العام بل على العكس لا بد من التواصل مع المجتمع المدني، التواصل مع الاطراف الاخرى التي لم تكن موجودة في اجتماع البارحة او اجتماع اليوم او لم تتمثل، حتى في النهاية نتوصل الى ان يكون الاستحقاق مدخلا لحل الازمة اللبنانية التي نتخبط فيها منذ فترة طويلة، اضافة الى ذلك من الطبيعي ان يكون البحث حول ان ينتخب رئيس للجمهورية يجسد حقيقة طموحات الناس، ويكون لديه الشجاعة والقدرة والحكمة لانجاز السيادة الوطنية ويستطيع ان يؤمن الحوار السليم بين كل الاطراف وكل الفئات السياسية، وبالتالي نكون نؤسس لمرحلة جديدة، وأخطر ما في الامر ان ينتخب رئيس لا يجسد طموحات الناس ولا يحقق كل الضمانات المطلوبة بهذه المرحلة لحماية الوطن، وخصوصا امام كل التهديدات والاستحقاقات الدائمة، سواء أكانت على الصعيد المحلي ام على الصعيد الاقليمي والدولي" .
وقال: "في نهاية الاجتماع هناك أفكار عديدة تشاورنا فيها، افكار عملية وهي بعهدة غبطة البطريرك وسيقوم باتصالات سريعة بواسطة اصحاب الاساقفة، ونتأمل في ان تكون هذه الخطوة خطوة ايجابية وبناءة، وهذه والمبادرة تكون مبادرة تأسيسية للحل المنشود والتي طبعا تتكامل مع مبادرة الرئيس بري وكل المساعي الخيرة التي تبذل من اجل انتشال لبنان من هذا المستنقع. بحثنا في تفاصيل الامور وغبطة البطريرك سيطلع كل الاطراف على مضمون اجتماع اليوم الذي اعتقد انه اجتماع بناء".
وردا على سؤال، قال: "ان الامور معقدة جدا وجميعنا ندرك ان الموضوع لا يتعلق فقط بالفريق الماروني، وبكركي ليست الوحيدة القادرة على حل المشكلة، فهناك اطراف اخرى وهذا الانتخاب (انتخاب الرئيس) هو انتخاب وطني يشمل جميع النواب ممثلي الشعب، انما نحن كفريق معني مباشرة بهذا الاستحقاق، اعتقد انه بعد اجتماعي الامس واليوم ربما يكون هناك نقاط مشتركة يمكن ان تؤدي الى قواسم مشتركة، وبحكمة غبطة البطريرك هناك بعض الافكار التي تشكل قاسما مشتركا يمكن ان يبنى عليها ولا نريد اعطاء آمال متسرعة".
واشار الى ان "14 آذار ليست حزبا سياسيا ولا مجموعة جامدة، هي استكمال لثورة الارز وانتفاضة الاستقلال وثوابت معينة، وأهم ما في الامر ان هذه الثوابت تلتقي تقريبا بالكامل مع ثوابت بكركي وطروحاتها، ولذلك لا نبحث في طموحات خاصة، هناك اهداف وثوابت نريد تحقيقها وانجاز السيادة بالكامل، وندرك ان هناك صعوبات وعراقيل ويهمنا ان يأتي رئيس قادر ان يقود السفينة ولديه الضمانات الذاتية والقدرة والشجاعة ليواجه كل التهديدات التي نعيشها اليوم ".
سئل: هل حسمت أكثرية الثلين؟ اجاب:" لم ندخل في التفاصيل، التركيز الآن على الوصول لقاسم مشترك يمكننا من تجاوز الاستحقاق".
سئل: هل ستقبلون بمرشح غير نسيب لحود وبطرس حرب؟ اجاب:" كنت واضحا جدا، ارتأينا ان الشيخ بطرس ونسيب بك يمثلان الضمانات لانجاز الاستقلال والدفاع عن المصلحة الوطنية العليا، نحن نفاوض ونحاور، والحوار لا مقفل فيه وكل شيء مفتوح شرط ان هناك تضحيات وشهداء في سبيل السيادة والاستقلال والنظام الديموقراطي البرلماني الحر في لبنان، وهناك تضحيات كبيرة ودموع ومآسي حصلت يفترض بنا ان نقطف ثمارها لجهة انتخاب رئيس يجسد معنى كل هذه التضحيات والشهادة".
سئل: ما هي الشروط التي وضعتها المعارضة أمس واطلعتم عليها اليوم؟ اجاب:" الشيء الايجابي اننا لم نلمس ان هناك شروطا تعجيزية، هناك طروحات ربما هي بعيدة عن بعضها والموضوع في عهدة البطريرك لايجاد طريقة تؤدي الى قاسم مشترك، ولم ندخل في تفاصيل اسماء لمرشحين. والحوار في الحقيقة هو حوار بناء، وموقف اليوم والامس هو خطوة اولى ويهمنا نجاح هذه المبادرة، وان تلعب بكركي دورها وغبطة البطريرك يقوم بكل التضحيات والمساعي كي تبصر المبادرة النور، وهذا الاستحقاق الطائفة المارونية معنية مباشرة فيه بالتواصل مع كل حلفائنا وشركائنا في هذا الوطن، والمبادرة تتكامل في نهاية الامر مع مبادرات اخرى بدءا بالرئيس بري، نحن على تواصل وغبطة البطريرك واصحاب السيادة سيقومون باتصالات لاطلاع كل الافرقاء على فحوى الموضوع، ولا نريد احتكار الرأي العام ككل، والمطلوب ان نتواصل مع بعضنا البعض كي نصل الى نهاية الامور".
سئل: ما هي نسبة نجاح عقد اجتماع واحد؟ اجاب: "هناك افكار كثيرة في هذا الاطار، وكلها في حاجة الى بحث ولن ندخل في التفاصيل الآن، ولكن يمكن القول ان كل شيء مطروح وجو الاجتماع ايجابي وبناء ".
سئل: هل لديك أمل بحصول جلسة انتخاب؟ اجاب: "لم ندخل ابدا في تفاصيل".
سئل: العماد عون قال انه يشارك بحرية، هل انتم تشاركون بحرية دون اي تدخل خارجي؟ اجاب: "لا اعتقد انني او الدكتور سمير جعجع او أيا كان يتلقى توجيهات من احد، ولدينا هاجس واحد هو المصلحة الوطنية، لبنان لا يعيش بالطبع في بؤرة منعزلة عن محيطها. علينا الانفتاح على الاطراف اللبنانية الاخرى، ويمكن التأكيد ان هاجسنا هو رئيس جمهورية صنع في لبنان وانتخب من قبل النواب اللبنانيين اولا وآخرا ودون اي ضغط من اي نوع كان".
سئل: هل حظوظ انتخاب رئيس جمهورية في الجلسة المقبلة في 23 تشرين الاول واردة؟ اجاب:" كل شيء وارد، واذا لم نصل الى حل في هذا التاريخ فهذا ليس آخر الدنيا، ويبقى هناك مجال حتى 23 تشرين الثاني لانتخاب رئيس لنا، والدستور منفتح على التصويت حتى الايام الاخيرة".
سئل: في حال الفشل، هل سيعتبر ذلك صفعة للمرجعية المسيحية في لبنان؟ اجاب: "صحيح ان هذا الاستحقاق هو للطائفة المارونية ولكن النواب المنتخبين يتبعون كل الطوائف، وبكركي مدماك من هذا الصرح الكبير وتبذل كل جهدها انما يد واحدة لا تصفق اذا لم يكن تجاوب من الاطراف او الطوائف او الاحزاب الاخرى على اختلافها لا اعتقد ان بكركي بامكانها ان "تشيل الزير من البير" لوحدها او نحملها المسؤولية. بالعكس بكركي وغبطة البطريرك يبذل كل الجهود، انما في نهاية الامر علينا التواصل مع جميع الافرقاء، مجلس النواب يمثل كل شرائح الشعب اللبناني وكل هذه الشرائح مسؤولة وهذا الموضوع يجب بحثه في شكل أشمل وعلى صعيد وطني ككل".
سئل: هل ما زلت عند موقفك بانك غير مرشح لانتخابات الرئاسة ام ان هناك تطورات تدفعك لتغيير هذا الموقف؟ اجاب: "قلت منذ البداية، بانني لن أترشح للرئاسة لنرى الامور كيف تتطور الآن، ويهمنا ان ينتخب رئيس بامكانه تجسيد كل التطمينات والضمانات المطلوبة من قبل الشعب اللبناني. كل منا قام بواجبه وتجربتي كانت على الاقل على صعيد المحافظة على السيادة والاستقلال كانت تجربة واضحة للشعب اللبناني، ونريد اناسا تجسد طموحات الشعب، وتبقى امور متروكة لوقتها ".
النائب حرب
وقال النائب بطرس حرب "ان كل الرأي العام ينتظر نتيجة اجتماع اليوم الذي حصل بناء على دعوة غبطة البطريرك وبمبادرة منه. في هذا الاجتماع عرض علينا البطريرك صفير مبادرة يمكن ان تسهل امكانية التوافق على كيفية تجاوز الاستحقاق الرئاسي بسلام وفي اطار الاسس الدستورية التي يقوم عليها النظام، ووضعنا في اجواء الاتصالات التي جرت أمس مع المعارضين. وبنتيجة المناقشات، أجمع الحاضرون في اجتماع اليوم على التعاطي بايجابية مع المبادرة التي اطلقها البطريرك وافساح المجال امامه لكي يتابع الاتصالات التي تؤهله أخذ المبادرة نحو النجاح. ونحن اذ نعول ان يتعامل كل الاطراف بايجابية مع هذه المبادرة، نتمنى ان تؤدي والاتصالات التي سيقوم بها صاحب الغبطة الى الوصول الى اتفاق وطني على كيفية التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي بشكل يعود لمصلحة لبنان".
سئل: لماذا كان هناك تصريحان وليس تصريحا موحدا فالرئيس الجميل تحدث وانتم الان؟ اجاب: "اؤكد انه لا احد منا مكلف رسميا من قبل المجتمعين ونحن بصفة فردية وانطلاقا من ذاتنا لبينا دعوتكم لاعطاء رأينا في الاجتماع".
سئل: ما هي نقاط المبادرة التي طرحها البطريرك صفير؟ اجاب: "يعود لصاحب الغبطة ان يعلن تفاصيل مبادرته انما هي تختصر بتوجيهاتها المعاناة التي نعيشها وكيفية تجاوز هذه التناقضات لتمرير الاستحقاق الرئاسي بما يحقق مصلحة لبنان".
سئل: المشكلة مشخصة، الموالاة تريد احد مرشحيها والمعارضة تريد العماد عون، كيف ستحل المبادرة هذه المشكلة؟ اجاب: "اعتقد ان القرار وان كان في اساسه يجب ان يرتكز الى راي المسيحيين باعتبار رئيس الجمهورية ماروني، الا اننا لا نضع فيتو على احد. نقول ان المجال مفتوح للاسماء انما يفترض بالاسماء المطروحة ان تتمتيز بالمواصفات التي اطلقتها بكركي، وبالتالي ان تطرح التداول مع الافرقاء الاخرين للاتفاق على احدها، من هنا اعتقد ان هذا هو المنطلق السليم والمنطقي لكيفية معالجة الازمة".
سئل: الاكثرية حددت انها لن تقبل برئيس من خارج 14 اذار هل بحثتم ذلك او اتخذتم قرارا مخالفا للقرار السابق؟ اجاب: "في الحقيقة قلنا ونكرر، المطلوب طرح المواصفات كي ننتخب رئيسا قادرا على مواجهة الاستحقاقات المقبلة وعلى قيادة لبنان نحو غد جديد يعد اللبنانيين بالاستقرار والاطمئنان والوحدة والسيادة والاستقلال والدولة الدمقراطية، ومتى توافقنا على المواصفات بعدها نتفق على من تنطبق عليه هذه المواصفات وننطلق منها لتحديد المرشح".
سئل: هل ابلغكم البطريرك ان الفريق الاخر وضع فيتو على اسماء معينة من 14 اذار؟ اجاب: "البطريرك ليس في معرض وضع فيتو على احد واعتقد ان البطريركية المارونية منفتحة على كل الاسماء والاقتراحات التي يمكن ان تصب في مصلحة لبنان".
سئل: تطرحون نفسكم مرشحا توافقيا، هل انكم مستعدون للانسحاب لصالح مرشح اخر قد يتفق عليه؟ اجاب: "لبنان هو غايتنا وليس الهدف من يريد ان يكون رئيسا. كل ما يخدم مصلحة لبنان نضع انفسنا بتصرفه، واذا كانت الخدمة تقوم على حساب اي اسم منا، اعتقد من الطبيعي جدا، اذا كان هذا الاسم وطنيا وينسجم مع مصلحة لبنان، ان يسحب نفسه لمصلحة لبنان".
سئل: العماد عون اكد ان المعارضة مع رئيس توافقي ولكن النصاب بالثلثين، هل الاكثرية تخلت عن طرحها؟ اجاب: "الاكثرية مع رئيس توافقي ولكن باكثرية الاجماع وحضور كل النواب".
سئل: كلكم تتكلمون عن التوافق، اين هي نقاط التباين والخلاف القائم؟ اجاب: "لو لم يكن هناك نقاط تباين وخلاف ما كان للبطريرك ان يبادر".
سئل: ما هي هذه النقاط؟ اجاب: "هذه تفاصيل. انا بتصوري انه يجب اليوم التقليل من الكلام والاكثار من العمل، وتركنا لسيدنا البطريرك ان يتابع مبادرته ونحن ندعم المبادرة ونامل ان يتمكن البطريرك من الوصول الى الشاطىء الامين والاتفاق".
معوض
قالت الوزيرة في الحكومة الفاقدة للشرعية نائلة معوض "اننا على استعداد للوصول الى حوار بناء بين القوى المارونية في 14 اذار والقوى المارونية في 8 اذار، وشددنا لغبطة البطريرك ليس فقط دعمنا، بل اكدنا له اننا سنبذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى هذا التوافق". وقالت "نحن نطالب برئيس جمهورية يؤمن استقلال لبنان والاستحقاق، لكننا نعرف ان هناك بعض الفئات من خارج الحدود لا تريد هذا الاستحقاق. ونعتبر ان اخطر شيء على لبنان هو الفراغ واكدنا دعمنا للمبادرة وسنبذل كل جهودنا لانجاحها".
سئلت: لماذا لم تتقدمي حتى الان ببرنامج ترشيحك وهل تراجعت عن ذلك؟ اجابت: " كنت واضحة جدا عندما كان اسمي مطروحا من بين المرشحين الطبيعيين ل 14 اذار، واكدت اذا لم تتوافق قوى 14 اذار ولم تتوفر الظروف، سأدعم مرشح تتوافق عليه 14 اذار، وكنت فريقا اساسيا في اخذ الخيار الخاص ب 14 اذار، واليوم ادعم ترشيح الاستاذ نسيب لحود والشيخ بطرس حرب، وانا جزء من هذا القرار النهائي".
سئلت: كيف تدعمون المبادرة وتتمسكون بمرشحي ل 14 اذار؟ اجابت: "توافقنا اليوم على المبادرة التي هي مبادرة حوارية، لم نتوافق الان على الاسماء طبعا. نحن لا نريد من اليوم ان نسحب مرشحينا. اساسا نحن اخترنا المرشحين مارونيا في البدء وبالتالي من بين قوى 14 اذار، وسنتحاور، وهذا الحوار يكون برعاية غبطة البطريرك. وسننقل لرفاقنا في 14 اذار عزيمتنا الى الوصول الى الحوار والوصول الى نجاح مبادرة بكركي ضمن المسلمات والمواصفات التي دافعنا عنها كل هذه الفترة, ونحن نريد رئيس سيادة يأتي بارادة قوية لبناء الدولة, ويعزز استقلال لبنان, ويحدث الدولة, ويطبق القرارات الدولية، وكل القرارات التي توافقنا عليها من الطائف الى النقاط السبع لقرارات الحوار وتطبيق قرارات مجلس الامن طبعا مع الحوار اللازم لتطبيق هذه القرارات".
جعجع
واعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان اجواء اللقاء كانت جيد جدا "ولكنه آخر اجتماع ستعرفون به، والاجتماعات سوف تستمر لكنكم لن تعرفوا بها حتى تعطي النتيجة المطلوبة منها".
اضاف:" لقد حصل تفاهم حول السير قدما في عملية التفاهم بالشكل اللازم لغبطة البطريرك، اما في ما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية، لقد سمعنا بالامس كلاما أريد ان أتوقف عنده قليلا، لان الكلام هو الذي يشكل لب وجوهر المعركة الرئاسية، لقد فهمنا بالامس من بعض مسؤولي حزب الله انهم يحضرون العدة والخيارات في حال انتخبنا رئيسا وانهم اصبحوا جاهزين، انا كنت أتمنى بما اننا في نظام ديموقراطي لو توسعوا قليلا وعرفنا اية خيارات واية عدة وهم جاهزون من اجل ماذا؟ لاننا بصدد معركة انتخابات رئاسة الجمهورية، والانطباع الذي خرجت منه بالامس من جراء التصاريح وكأن هؤلاء المسؤولين أنفسهم يحضرون لعملية خطف عسكريين اسرائيليين او بصدد عملية سرية، ففي كافة الاحوال أقول ان اي فريق منا ليس لديه الحق ان يصف الاشياء بالشرعية او غير الشرعية بالدستورية او غير الدستورية، لكل منا الحق في ان يكون لديه رأي في الامور، وهذا لا يعني انه حكما وان هذا الامر اصبح ناجزا وبالتالي سمحنا لأنفسنا بالتصرف على هذا الاساس، ومن هذا المنطلق هناك مؤسسة واحدة باستطاعتها إطلاق الاحكام والتصرف على أساسها هي المجلس النيابي، واستطرادا هناك المجلس الدستوري الذي يمكن امامه الطعن بشرعية او عدم شرعية الانتخابات، فاذا أردنا ان نكون ديموقراطيين هكذا نتصرف، وأي خيار آخر يعني تهديد مبطن، وأي تهديد مبطن او ظاهري لن نقبل به، وأؤكد اننا متمسكين الى أبعد الحدود، بل لآخر الحدود باللعبة الديموقراطية، ونعتبر ان السلم الاهلي هو الثروة الوحيدة التي نملكها". اضاف "ثروتنا الاساسية والوحيدة هي السلم الاهلي، وممنوع اللعب في هذا السلم الاهلي تحت اي عنوان من العناوين. ومن هنا لندع اللعبة الديموقراطية تأخذ مجالها".
تابع قائلا:" قبل شهرين تقريبا او اكثر كانت هناك معركة انتخابية في المتن الشمالي، وكنا نعلق عليها آمالا كبيرة، وفجأة ظهرت النتائج كما ظهرت، لم نهدد احدا، في وقت ان هذا المقعد أخذ منا بالاغتيال، قبلنا على رغم عدم رضانا على النتائج، احترمنا القانون والنظام واعترضنا عليها وقدم طعن في نتائجها امام المراجع المسؤولة بغض النظر كيف ستتصرف هذه المراجع المسؤولة بهذا الطعن".
اضاف:" أقصى تمنياتنا بما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية وشرعيتها او عدم شرعيتها،كونها دستورية او غير دستورية، هي الذهاب وتقديم طعن فيها امام المراجع المعنية، ومن هنا أقول هناك آراء متعددة حول الاوضاع في البلد، ولا يحق لاحد ان يحشر الآخرين في رأيه، ومن جهة اخرى أقول خيارنا الاول والاساسي والذي نفضله على أي خيار آخر، هو محاولة التفاهم نحن وكافة الافرقاء على موضوع رئاسة الجمهورية، لكن اذا لم نستطع التوافق فلنذهب الى الانتخابات كما في كافة الدول الاخرى بكل بساطة وبكل حرية. ليقدم كل منا مرشحه ويعمل من أجله، لنكن جاهزين ومحضرين للمعركة بروح ديموقراطية ورياضية ومن يربح يكون ربح ومن يخسر يكون خسر. هذه هي الديموقراطية، وعندما نرفضها بهذا الشكل نكون نذهب عكس التيار وعكس الطبيعة. ومن يذهب في عكس الطبيعة سيخسر".
سئل: الوزير فرنجية ذكر امس بحادثتي اهدن والصفرا وطلب ضمانات شخصية؟ اجاب:" هل انا من يهدد ويعطل انتخابات الرئاسة؟ ان الذي لا يملك منطقا سياسيا يعود الى الماضي، واذا أردنا العودة الى الماضي علينا العودة الى مزيارة ونرجع لنصبح "عايشين بالماضي" وكأنه لم تحصل حرب اهلية ولا نهاية لها ولا اتفاق طائف. فاذا البعض أراد العودة الى ذلك الزمان فنحن لا نرغب بذلك. لنخرج من الماضي ونعمل من اجل المستقبل، فمن يملك ايجابيات ويمكن ان يؤسس للمستقبل فليطرحها".
وتابع قائلا:" منذ اللحظة الاولى ركزنا في قولنا ولا نزال على ان الانتخابات يجب ان تكون انتخابات ديموقراطية، هناك آخرون ومن وقت لآخر يطلون علينا وقد سميت البعض منهم اليوم، انه اذا لم تجر الانتخابات بالتوافق فسيكون العمل غير دستوري. ليس من حق اي كان ان يحكم بدستورية هذه الانتخابات، ومن يرى ان الانتخابات غير دستورية ليذهب الى المؤسسات الدستورية ويأخذ الخطوات اللازمة، وليس ان يقول هذا العمل غير دستوري "وبدي انزل فك رقبة الجميع"، فهذا المنطق غير مقبول وهو مرفوض ".
سئل: بين الامس واليوم يتحدث البعض منكم عن جو ايجابي هل من تطور في المواقف؟ اجاب :"بصراحة لا، لكن دعوني اتحدث عن بروز نية كبيرة خصوصا اليوم بمحاولة التوصل الى تفاهم ما ، وهذه النية ينبغي ان تقابلها نية اخرى، وقيل لنا انه كان هناك نوع من هذه النية في اجتماع الامس وبالتالي وضعنا كل هذه النوايا الطيبة عند غبطة البطريرك ليضع الآلية المناسبة ونعمل على ترجمتها الى واقع، في اطار محاولة التفاهم على رئاسة الجمهورية ".
سئل: نسمع منذ زمن عن نوايا للتفاهم لكننا لا نجد شيئا ملموسا فما هي الافكار التي طرحتموها ، وهل ستتخلون عن رئيس من 14 آذار؟ اجاب:" نحن اصلا لم نختار رئيسا من 14 آذار ، عمليا لم نختار احدا، عندما طرح موضوع الحوار مع الفريق الآخر، وجدنا مرشحين اثنين من 14 آذار قلنا عندها اذا كنتم تحبون التوافق فلنتوافق على هذين المرشحين واذا لم يشاؤوا التوافق، فلدى 14 آذار الكثير من المرشحين وعندها "ستترحمون" على المرشحين الموجودين ".
وعن تعليقه على تصريح النائب انطوان زهرا بالامس حول ان إرجاء اجتماع الامس مع البطريرك يخدم المبادرة التي تدعمونها اليوم؟ اجاب:" باللعبة السياسية الاعلامية هناك تصاريح يومية، وتصاريح مضادة هذه اللعبة ديناميكية، علينا فهمها في هذا السياق، ومن حق كل منا ان يقرأ اي حدث كما يراه، وعلى الآخرين تبديد هذه الصورة الخاطئة".
سئل: هل تبددت الصورة؟ اجاب:" جزء منها، لنقل جزءا يصلح للبدء في العمل على اساسه ".
سئل: اخذت على الطرف الآخر انه يحضر خياراته، اين هي المشكلة ما دامت اللعبة السياسية تتطلب اخذ خيارات وقد حضرتم انتم منذ البداية خياراتكم في حال لم يتم التوافق على حضور النواب الى المجلس النيابي بالانتخاب بالنصف زائد واحد، فاين هي المشكلة اذا كان الطرف الآخر يملك خياراته؟ اجاب:" اذا كانت الخيارات سياسية فلا مشكلة ".
سئل: ما الذي جعلك تعتقد انها خيارات غير سياسية؟ اجاب:" لانني سمعت بعض الكلمات مثل "اصبحت العدة جاهزة، والتحضيرات جاهزة"، فاذا كانت العدة السياسية جاهزة فلا مشكلة ".
سئل:" هل لديكم ملاحظات على عقد اجتماع موسع مع المعارضة؟ اجاب:" غبطة البطريرك يرى ما المناسب في هذا الموضوع، ويقترحه على الفرقاء لكن البحث الفعلي انتخابات رئاسة الجمهورية في جوهرها هي صراع بين الإتيان برئيس لا يتأثر بالسوري نهائيا او المجيء برئيس مجددا وبعد 15 سنة تجربة تحت تأثير ونفوذ سوري، هذا هو الجوهر الفعلي لمعركة انتخابات رئاسة الجمهورية وليس اي شيء آخر، وليس الموضوع موضوعا شخصيا هذه المرة ابدا، المعركة اليوم ستكون على خيارات وخيارات واضحة جدا، فاما رئيس قادر على التصرف بمفرده وكما يجب ان يتصرف، حر، وبعيد عن الفساد، او رئيس تحت تاثير ونفوذ سوريا كما في المراحل السابقة، هنا جوهر الموضوع".
سئل: قالت الصحف اليوم ان المدخل للتوافق على رئيس يكون من خلال القبول بالثلثين ، هذا هو طلب الفريق الآخر من المعارضة؟ اجاب:" هذا من حقهم ".
سئل: هل توافقتم على ذلك؟ اجاب:" لو اتفقنا لما كنا بحاجة الى مثل هذه الاجتماعات وكل هذه الجهود والخطوات القادمة التي لن تعرفوا بها لاحقا. ومن حق المعارضة الاصرار على مرشح معين، وكذلك 14 آذار ايضا والذهاب الى الانتخابات وممارسة الانتخابات بحرية وديموقراطية".
سئل: الاجتماعات التي لن نعرف بها كما اشرت هل هي اجتماعات بين الطرفين؟ اجاب:" اجتماعات سرية، وكونكم لن تعرفوا بها فلن أخبركم عن تفاصيلها؟
سئل: هل من الممكن ان تكون بين الطرفين؟ اجاب:" كل شيء ممكن، وأريد التأكيد لكم اننا جديا لن نترك مناسبة او فرصة للوصول الى تفاهم مع الفرقاء الآخرين او مع قسم منهم للاتفاق بخصوص رئاسة الجمهورية الا وسنبذله ، لانه خيارنا الاول وبامتياز ومنذ البداية".
سئل: لنفترض ان اجتماعات بكركي فشلت هل....؟ اجاب:" اجتماع بكركي اليوم كان من أنجح الاجتماعات، اما في ما يتعلق باجتماع الامس أنتم أدرى بالذي جرى . لكن ما أريد قوله ان البداية تبدأ من نقطة معينة، وهذه النقطة تم إيجادها وأقصى تمنياتنا الوصول الى خواتيم سعيدة".
سئل: كم تعطي نسبة لإمكانية نجاح التوافق بعد كل ما جرى أمس واليوم بالتقاء الفريقين 8 و14 آذار؟ اجاب:" ليست بالكبيرة، لكن سنتابع المحاولة، لن نفقد الأمل".