واضاف في بيان أصدره اليوم: "كم كنا نتمنى ان تبقى مواجهتنا السياسية محصورة بالادارة الاميركية لمنع فرض وصايتها على بلدنا، كما هي مواجهتنا العسكرية محصورة بكيان العدو لتحرير ارضنا وحماية وطننا، لكن بعض القوى اللبنانية مصرة على تحويل نفسها الى امتداد محلي لمشروع الوصاية الاميركية فأسقطت كل اقنعتها، وباتت تجاهر علنا بانتمائها الى هذا المشروع وتدافع عنه".
واشار الى "أننا في الوقت الذي لا نجد فائدة من اي نقاش مع جوقة الشتامين الذين يرددون ما تمليه عليهم التعليمات اليومية فإن امراء السلطة لم يجدوا حجة او منطقا لمواجهة مواقف الامين العام لحزب الله رفضا او قبولا، فإذا هم وانسجاما مع التزامهم بأمر العمليات الاميركي لاستهداف المقاومة ورمزها، ما بين مفجوع لمجرد اتهام اسرائيل بجرائم الاغتيال وآخر مستميت في الدفاع عن ادارة بوش، مستقويا بالـ"عظمة" التي اسبغتها عليه مرددا لخطابها الحربي ضد شركائه في الوطن".
وقال النائب فضل الله "إننا اذ نترك المفجوع حتى يستفيق من هول ما اصابه وهو الحريص على اعاقة اي توافق داخلي يعيده الى حجمه الطبيعي كمستشار مالي لفريقه السياسي، فإن ما استوقفنا هو تنصيب البعض نفسه محاميا عن ادارة بوش في قضية خاسرة سلفا لان الطرف الاخر هو شعوب امتنا بأسرها، فلم يكتف بعدم توجيه اي نقد ماضيا وحاضرا لادائها وحروبها ضد شعوب المنطقة من فلسطين الى افغانستان والعراق بل صار يفاخر بالدفاع عن جريمتها الكبرى في حق شعبه اللبناني فيجاهر بالقول انها دافعت عن لبنان في الحرب الاسرائيلية، في وقت لا تزال دماء الشهداء تنزف بفعل القنابل العنقودية الاميركية، وصدى اقرار اصدقائه في هذه الادارة ومنهم جون بولتون بأنهم هم من منعوا وقف اطلاق النار لا يزال يتردد بكل ما اداه ذلك من زيادة معاناة اللبنانيين قتلا وتهجيرا، فهل هذا هو الدفاع الاميركي وهل استمرار الحرب لتحقيق اهداف سياسية كان يتمناها هذا البعض هي الدفاع المقصود؟ أليس في هذا الاقرار شراكة مع الموقف الاميركي بكل ما يحمله من مسولية عن الحرب ومن اساءة للشعب اللبناني ولعوائل شهدائه وجرحاه ومتضرري الحرب؟ وهل هذا هو الدفاع لبناء شرق اوسط جديد، يصبح فيه اي اتهام لاسرائيل يسبب فجيعة، وانتقاد اميركا يستوجب كل هذا الجهد في الدفاع عنها؟ ربما فات هذا البعض هنا ان تضحيات المقاومة والشعب قوضا اسس هذا البناء الاميركي الذي ليس له مكان في لبنان مهما حاول التسلل بوسائط سياسية وبأدوات لبنانية. ثم بعد ذلك ان ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام هذا الحرص الشديد على تبرئة اسرائيل وابعاد اي شبهات عنها في جرائم القتل وهذا في حد ذاته اساءة كبيرة لعائلات الشهداء".
وخلص الى القول: "كم كنا نتمنى ان تلاقي الدعوة الى التوافق والتفاهم حرصا مقابلا على انقاذ البلد من اتون ازمته وليس استحضار خطاب المحافظين الجدد التهويلي التهديدي، ونحن اذ ننصح الابتعاد عن هذه اللغة التي لا تبني وطنا، فان يدنا الممدودة للحل على اساس التوافق والتسوية هي من اجل تأمين المخرج الوحيد لهذه الازمة لمصلحة لبنان المستقر والمستقل الذي لا مكان فيه لاي وصاية خارجية من اي جهة اتت".