اضاف: "هذه الكلمات وهذه التصريحات لا نسمعها من جماعة محددة في لبنان. فإذا راجعنا كل تصريحاتهم من شهر أو شهرين حتى الآن، فإذا مرت عند البعض لفظة إسرائيل خطأ لمرة واحدة، قد يستغفر ربه ألف مرة بالحديث عن غير إسرائيل، في محاولة إثارة الفتن والقلاقل على المستوى الداخلي والإقليمي ولكنه لا يمس إسرائيل ولا يقترب من إدانتها، لماذا؟. أليست إسرائيل عدوا! لماذا لا نتحدث عن هذه الطلعات التي تنتهك الأجواء اللبنانية"، داعيا إلى "الإعتراض على إسرائيل كل يوم، وأن يسمع العالم أننا نستنكر عدوانها وأننا نرفض انتهاكها لأجوائنا. لكن هم لا يتكلمون عن إسرائيل، لأن مشكلتهم ليست مع إسرائيل وإنما مع الآخرين كما يقولون".
وتساءل: "هل يمكن أن نأمن لإسرائيل؟ هل يمكن أن لا نرد المشاكل التي تحصل في داخلنا إلى الدور الإسرائيلي ومن ورائه الدور الأمريكي. نحن نرى الأمريكي في كل يوم يتدخل في الشؤون اللبنانية وهو مظهر من مظاهر التدخل الإسرائيلي في الواقع، لأن الأمريكي يعمل لمصلحة إسرائيل ولا يعمل لمصلحة لبنان".
وتابع: "نحن اليوم في إطار الحديث عن سعي للتوافق بناء على المبادرة التي أطلقها الرئيس بري، لكننا بدأنا نسمع من قوى 14 شباط اعتراضات تبدأ ولا تنتهي على التوافق، ومحاولة قطع الطريق عن أي خيار يمكن أن يكون قابلا ليسبب التوافق بين اللبنانيين، لماذا؟ هل الرئيس التوافقي صعب؟ بالعكس يوجد أشخاص جديرون في لبنان، وبالتالي هذا الرئيس التوافقي لن يأتي من المريخ، هو من الشخصيات المعروفة في لبنان، والتي تتميز بصفات حسنة وتتصف بالشجاعة وتستطيع أن تتخذ الموقف الملائم لمصلحة لبنان، وبالتالي لن يكون هذا الشخص غريبا أو بعيدا عن ساحتنا أو عن تاريخه المعروف بالنسبة لكل اللبنانيين، لن يطلب أحد من هذا الرئيس التزامات، لأن الكتابة على الورق أو التعهد بلحظة الاختيار الرئاسي لا قيمة لها، الأشخاص معرفون وبالتالي من تتوفر فيه الصفات الصحيحة يكون معروفا كتب أو لم يكتب، تحدث أو لم يتحدث، إذا ليس هناك حاجة لأن يكون للرئيس برنامج كما يقول البعض، لأن هذا البرنامج هو نوع من ذر الرماد بالعيون، إذ نعرف أن رئيس الجمهورية في لبنان إنما يعمل وفق آلية دستورية وله صلاحيات محددة فيها، وليس هو الذي يصنع السياسات اللبنانية، بل هو يدير ويشرف ويساعد ويراقب، لكن هو واحد من الذي يصنعون سياسة لبنان المستقبلية، على هذا الأساس نحن نريد رئيسا يمتلك المواصفات المعروفة لشخصية لبنانية قادرة على أن تحمي لبنان، ولا حاجة لا لبرنامج عملي ولا إلى استعراضات لانتخابات رئاسية، ولا للحديث عن أنه رئيس قوي ورئيس ضعيف لأن الأشخاص معرفون تماما ولا يمكن أن يكونوا غائبين عن أحد".
ورأى "أن من المهام المطلوبة بعد انتخابات الرئاسة، أي عندما يأتي الرئيس وتتشكل حكومة، عندها المطلوب أن يكون الهدف في دائرة مجموعة من المطالب اللبنانية الضرورية وعلى رأسها إعادة الإعمار في لبنان وإنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وحماية الدستور، وتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وتغليب لغة الحوار ورفع التشنج، وكيفية التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، ومنع الوصاية الأجنبية على لبنان، وصياغة آلية ضرورية للدفاع عن هذا البلد، هذه هي العناوين المطلوبة عندما يتم انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مسؤولية القيادة التي ستنشأ بعد ذلك، ولا أحد "يربحنا جميلة" أنه سيحضر رئيس للجمهورية يراعينا، نحن نريد رئيسا للجمهورية يراعي لبنان، ولا أحد يتحدث عن أن هذا الرئيس لا بد أن يأخذ ويعطي منة، نحن نريد رئيسا يعطي للبنان، فإذا أعطى للبنان فهذا يسهل عليه العمل مع الجميع ونحن منهم. وإلا سنقع في الفراغ وهو ما يتحمل مسؤوليته من لا يقبل التوافق".
ودعا إلى "إنجاح لبنان في العمل للاستحقاق الرئاسي المقبل، ونتمنى ونعمل ليكون الاستحقاق الرئاسي في موعده بنصاب الثلثين، لأن ما يجري في المنطقة خطير ومعقد، فإذا ربطنا وضعنا اللبناني بتطورات المنطقة، فهذا يعني أننا سندفع ثمنا غاليا، ولكن إذا انتهزنا الفرصة للاسراع بانتخاب رئيس توافقي وحاولنا أن نفتح من خلاله أبواب التوافقات الأخرى التي تنقذ لبنان في هذه اللحظة الصعبة، عندها ننجح في تحقيق بعض المكاسب لمصلحة لبنان بدل أن يكون في إطار القاطرة الإقليمية والدولية التي لا تبقي للبنان مكانا إذا سارت بسرعة وفق الأجندة الأمريكية الإسرائيلية".
وطالب بـ"الضغط جميعا لإنجاز استحقاق لبناني محض، بدل أن نربط الاستحقاق بهذا القطار الإقليمي وإلا خسرنا كثيرا، وأعتقد أن الأمور واضحة ولا تحتاج إلى فلسفة، على جماعة 14 شباط أن يعطوا أجوبة واضحة: هل يريدون التوافق أم لا؟ أما أن يفلسفوا الأمور ويضعوا الشروط، ويتحدثون عن حوار يبدأ ولا ينتهي إلى يوم القيامة، ويضيعون الوقت لتصريحات لا معنى لها ولا فائدة منها، فهذا إضاعة للوقت ولا يؤدي خدمة لمصلحة لبنان، فمصلحة لبنان اليوم أن ندخل جديا في اختيار الرئيس التوافقي، نحن حاضرون وجاهزون المهم أن يعطوا جوابا واضحا والناس ستسألهم عما سيفعلون".