أضاف: "انتصرنا في لبنان الحبيب على العدوان الاسرائيلي عندما جاءت طائرات الصهاينة والاميركيين ومن سار خلفهم الى سماء لبنان لتقصف وتدمر وتقتل، فكانت وحدة الشعب اللبناني والمقاومة والجيش اللبناني ووحدة الحكومة بكل فئاتها، وعندما توحدنا انتصرنا، ونقول للاخوة في فلسطين توحدوا كما توحدنا لتنتصروا كما انتصرنا".
وأكد المفتي الصلح "ان القدس غير قابلة للموت أو النسيان وسينتصر المجاهدون والمقاومون على كل أنواء الظلم والطغيان سواء على أرض لبنان أو فلسطين أو العراق أو في أي بقعة من بقاع الأرض". وانتقد المعايير المزدوجة للنظام الدولي الجديد، وقال: "من أعطى لوزيرة خارجية اميركا رايس الحق بالاعلان عن عدم حق العودة للفلسطينيين، فحق العودة هو حق مقدس وان وحدة الأمة والشعوب شرط لتحرير فلسطين".
وحذر المفتي الصلح من الاقتتال الداخلي، وأعلن "ان من يزرع في نفوس شبابنا ومجتمعاتنا ان الحرب بين السنة والشيعة واقعة لا محالة هو أخطر من اسرائيل ومن لف لفها، وإذا كان هدف اسرائيل الأول أن تحقن في شرايين الأمة أمراض الجهل والتفتيت والفتنة، فعلى العقلاء أن يعودوا الى رشدهم ويتوحدوا، فالدواء هو بالوحدة والشفاء هو بالتلاقي والتصافح، والنصر هو بالحوار وبالتفاهم".
واعتبر المفتي الصلح ان من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه كان هدفه أن يقتل الشعب اللبناني وأن يدمر هذا الوطن على غرار ما يجري في العراق، ولكن العقلاء في الوطن وقفوا سدا في وجه الفتنة المدمرة. وتابع: "نقول لاولئك العقلاء والعلماء والساسة لا تشغلوا بالكم كثيرا بالقرارات التي يصدرها بوش ومجلس الأمن، فنحن نعلم أنكم لو تلاقيتم وتحاورتم ونفذتم القرارات اللبنانية لسقطت القرارات الدولية التي تفرض على الشعوب".
الشيخ يزبك
وألقى الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان، عضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك كلمة جاء فيها: "انه يوم الوفاء للقدس الجريحة، وللامام الخميني الذي أعاد للقدس حقيقتها ودعا الى إحياء يوم القدس في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وكان القرار بإغلاق سفارة اسرائيل في ايران واستبدالها بسفارة فلسطين، واعتبار قضية القدس أمانة، وقضية فلسطين قضية الأمة المحورية.
واعتبر ان المؤتمر الذي يدعو اليه الرئيس الاميركي بوش حول فلسطين يراد من خلاله التنازل لمصلحة اسرائيل". واضاف: "يعمل الاميركيون من اجل الفوضى البناءة وتقسيم النطقة وتشتيتها، وقد إبتدعوا 11 أيلول واجتاحوا افغانستان تحت شعارات الحرية، واحتلوا العراق تحت عنوان الديمقراطية والحرية، ولكن بعد اربع سنوات ونيف قدموا للعراق بحر من الدماء وسلبوا خيراته وثرواته. وبالامس القريب كان القرار الاميركي في الكونغرس بتقسيم العراق مقدمة لتفتيت المنطقة".
وقال: "سنعمل من اجل تحرير القدس، وكل سلاح نحمله ونملكه هو من اجل القدس وفلسطين ومن اجل الدفاع عن اهلنا وشعبنا وعزتنا وكرامتنا، فهذا العدو الاسرائيلي لا يفهم الا بالقوة". ورأى "ان اسرائيل شنت حربا على لبنان من اجل انتزاع سلاح المقاومة ولم يستطع ذلك، وهناك من يطالب بنزع سلاح المقاومة خدمة لإسرائيل. اننا نريد ان تبقى شعلة المقاومة والممانعة في هذه المنطقة رغم مؤامرات من يسعون الى اطفائها".
وفي الشأن الداخلي اللبناني قال الشيخ يزبك: "نحن نريد الوحدة وسنقف في وجه الفتنة، وندعو الى التحاور ليكون اختيار الرئيس لبنانيا وليس بخيار اميركي او بخيار دولة اخرى. فلبنان اسس على التفاهم والتوافق، وغني بالتنوع، ومن يقول ان التوافق انتحار لا يريد مصلحة البلد وانما ينظر الى مصالحه ومكاسبه".
واكد ان العمل على التهميش والاستئثار ليس لمصلحة الوطن، واي انتخاب بغير نصاب الثلثين او خارج المجلس النيابي هو اخذ للبلد الى مكان آخر. وتابع: "لا نريد فراغا، وانما نريد انتخابا بالوقت المحدد، ولكن ليس كيفما كان بل وفق الدستور. ونريد بناء دولة قوية عادلة يحفظ فيها كل الواطنين والطوائف والمذاهب، وعندما تبنى الدولة بالتفاهم سيكون كل شيء على طاولة الحوار". واثنى على الاجواء الايجابية التي سادت لقاءات الرئيس بري والنائب سعد الحريري وقال: "الجو التوافقي يخدم جميع اللبنانيين، فيجب ان نعمل جميعا من اجل التفاهم والتوحد والوحدة والعيش المشترك".