ذكرت صحيفة "الأخبار" ان "مجموعات تواصل وصداقة" تنشط في موقع "فايسبوك" وتجمع لبنانيين وإسرائليين، بعضهم لا يخفي اسمه ولا صورته ولا انتماءه السياسي.
وتشير الصحيفة الى ان الاتصال مع العدو الإسرائيلي يتجلى في أبهى مظاهره. لا رقابة ولا من يراقبون. يجتمع محمد وجو وليليان، مع دافيد وإيلينور وماشا. يخيّل للمتابع، أو للناظر إلى تلك الأسماء، في المجموعات على "الفايسبوك"، أن أصحابها نقلوا العداء المزمن من الأرض والسماء والبحر إلى المساحة الإلكترونية الافتراضية. لكن ذلك ليس صحيحاً. العلاقة ودية تماماً في تلك المجموعات. يتبادلون الحديث عن "السلام المنتظر". يأخذون على عاتقهم محو ما عجزت الحروب عن محوه من الذاكرة، وبالتالي محو الحاضر المعمّد بالاجتياح والاستيطان.
"أهلاً بكم في مجموعة الصداقة اللبنانية الإسرائيلية"، هناك، في تلك المجموعة الإلكترونية، يعم السلام لحظة التصاق العين بالشاشة. يصدّق الزائر وجود سلام بين لبنان وإسرائيل. يتخطى الأمر المزاح الثقيل. لبنانيون وإسرائيليون يجمعهم الودّ؟ وفي هذه المرحلة، بعد الانتهاء من الحرب الأهلية التي طوت صفحة التعامل الفاضح مع العدو؟ يصعب قبول ذلك.
وتلفت "الأخبار" الى ان شباب مجموعة الصداقة الافتراضية لا يخشون شيئاً، أو لا يعرفون أن اندفاعهم نحو السلام مع الإسرائيليين، غير مسموح به من الناحية القانونية، حتى ولو شدتهم إلى ذلك مبادراتهم الفردية. يضعون صورهم الشخصية. أسماء جامعاتهم اللبنانية. ليس ثمة من يراقب اتصالاتهم على ما يبدو، رغم الانكشاف الكبير لشبكات التجسس الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. إحدى الصبايا اللبنانيات، تفادت الحديث في الموضوع إعلامياً بدايةً. لكن، وعندما تأكدت أن اسمها لن يذكر، أوضحت أن صداقتها مع الإسرائيليين "بديهية"، فهي "تكره الفلسطينيين والسوريين وحزب الله". بدا طلبها بعدم ذكر اسمها غريباً، فهو يلمع باللون الأزرق، كمسؤولة تنسق مع "رفاق" إسرائيليين، عن سير أمور مجموعة "الاتحاد اللبناني الإسرائيلي".
وذكرت الصحيفة ان 177 ألفاً من مشتركي "الفايسبوك" انضموا إلى مجموعة إسرائيل، فيما وصل أكبر عدد من الأعضاء في مجموعة لبنان إلى 15 ألف فقط. 23 مجموعة بعنوان "نحن نحب إسرائيل"، فيما يكفي كتابة "لبنان" باللغة الإنكليزية في محرك البحث، لتقابل الباحث مجموعات عن صيف لبنان، والموسم السياحي، وطبعاً الأحزاب السياسية الكلاسيكية. 33 ألف مناصر لجيش "الدفاع الإسرائيلي"، مقابل بضعة آلاف يناصرون الجيش اللبناني، على أبعد تقدير. حتى في الحديث عن المجازر والحرب الإعلامية التي تتخذ من الموقع مكاناً لوقوعها، فإن 77 ألف مشترك يرفضون إنكار الهولوكست، المحرقة النازية بحق اليهود، فيما لا يتخطى العدد الألف الذين يرفضون نسيان محرقة قانا التي اقترفها الجيش الإسرائيلي. 77 ألف مناصر للجيش الإسرائيلي "في حربه على الإرهاب".
وأكد مسؤول أمني رفيع لـ"الأخبار" عدم توافر أي معلومات حتى الآن في التحقيقات، بشأن استخدام الإسرائيليين لشبكة الإنترنت كوسيلة اتصال أساسية مع العملاء الذين قُبض عليهم أخيراً، من دون أن ينفي أن ظاهرة وجود اللبنانيين والإسرائيليين في مكان واحد، أمر مثير للشبهات، حتى من الناحية الثقافية، وليس الأمنية فقط. وأوضح مسؤول أمني رفيع في قوى الأمن الداخلي، أن التحقيقات في أمور مشابهة، تتطلب أمراً من النيابة العامة التمييزية، التي تعد الضابطة العدلية الوحيدة. ولفت إلى أن قوى الأمن الداخلي تتولى الشق التقني في الموضوع، والذي يقضي بإتمام التحريات، لكن حتى تبدأ التحريات، وتُفتح التحقيقات في أي حالات مشابهة، تتعلق بالمعلوماتية والإنترنت وغيرها من المواضيع، فإن النيابة العامة يجب أن تتلقى شكوى جزائية في هذا الموضوع، أو تتحرك بناءً على دعوى الحق العام.
ولفتت الصحيفة من جهة أخرى أثبت فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبعد نجاح مذهل قبل الانتخابات النيابية، أنه قادر على توقيف عدد من المتعاملين مع العدو. وعزز الفرع قدراته الإلكترونية، بعد توضيحه سلسلة "مغالطات" وردت في أحد التقارير التي عرضتها محطة تلفزيونية محلية. تمكن الفرع من تحديد الكثير من الملابسات الإلكترونية، والثغرات الفنية في التقرير، ما يشير إلى قدرة تقنية عالية متعلقة بالإنترنت، لن تصعّب على الفرع متابعة شؤون الفايس بوك، والمتصلين بالعدو عبره. هذا ليس إخباراً قضائياً، فالموقع افتراضي، والتحقيقات (في كل الأجهزة الأمنية) مجهولة في هذا الصدد. لكن، من ناحية الشكليات المتاحة للجميع، ثمة أناس هناك، على ذلك الموقع، يقيمون سلاماً مع إسرائيل، على حسابهم الخاص.
ومن ناحية اخرى ، نفت المسؤولة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية"، أنطوانيت جعجع لـ"الأخبار"، أي مسؤولية، أو معرفة بهؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون صور "الرئيس بشير الجميّل، والحكيم، أو شعار الصدم"، ويدوّنون شعارات مؤيدة للعدو الإسرائيلي، ورأت في الأمر ضرراً على كل الأحزاب اللبنانية، يسببه "هؤلاء الأشخاص الوهميون".
المحرر المحلي + "الاخبار"