8/7/2009
قام عضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك بزيارة آية الله السيد محمد حسين فضل الله على رأس وفد علمائي حيث وضعه في أجواء اللقاءات الأخيرة مع المرجعيات الدرزية، والأثر الطيب لهذه المصالحات، وانعكاسها الإيجابي على الساحتين السياسية والشعبية، وجرى في خلال اللقاء عرض لشؤون لبنانية وإسلامية عامة.
آية الله فضل الله
وقد أكد آية الله فضل الله، أهمية الخطوة التي قام بها حزب الله في التواصل مع المرجعيات والفاعليات الدرزية في لبنان، مشدّداً على ضرورة أن تشمل الطوائف والمذاهب والمكونات السياسية اللبنانية كلها، داعياً إلى خطوات تصالحية كبرى على المستوى اللبناني العام، وشدد على ضرورة أن تنطلق لقاءات على مستوى القواعد، لأنها هي التي تحمي المصالحات السياسية التي تتم على مستوى القمة وتعطيها زخماً وقوةً وامتداداً، داعياً إلى حركة فاعلة لتوحيد الصفوف إسلامياً، وخصوصاً على المستوى السني ـ الشيعي، لأنها تفضي إلى حماية الوضع اللبناني كله، إضافة إلى كونها تحمي الوضع الإسلامي الداخلي.
وأكد آية الله فضل الله في خلال اللقاء أهمية هذه الخطوة ـ المبادرة التي استطاعت ترطيب الأجواء على الساحة الدرزية ـ الشيعية، والساحة اللبنانية عموماً، مشدداً على ضرورة أن تتسع دائرة هذه الخطوة لتشمل كافة الطوائف والمذاهب والمكوّنات السياسية اللبنانية، بما يُفضي إلى تنقية الأجواء على كافة المستويات، وتمهيد السبيل لخطوات تصالحية كبرى على المستوى اللبناني العام.
ورأى سماحته أنّ انطلاق المصالحات واللقاءات على مستوى القمة، ينبغي أن يُصار إلى مواكبته على مستوى القاعدة، وكما أن الأرضية السياسية قد تمهّد لمصالحات شعبية عامة، فإن الأرضية الشعبية هي التي من شأنها أن تحمي المصالحات السياسية وتعطيها زخماً وامتداداً وقوةً واستمراراً.
وأكد سماحته، ضرورة أن تنطلق حركة فاعلة لتوحيد الصفوف إسلامياً، وخصوصاً على المستوى الإسلامي السني ـ الشيعي، لترميم الأوضاع التي انطلقت بفعل تراكمات انتخابية وسياسية معقدة، ولإعادة اللحمة إلى هذه الساحة التي لا بدّ من الحرص عليها وحمايتها ورعايتها على جميع المستويات، لأنّ ذلك يُفضي إلى حماية الوضع اللبناني كله، إضافةً إلى حماية الوضع الإسلامي الداخلي.
وأكد سماحته ضرورة أن ينطلق السعي للوحدة من قاعدة ثقافية إسلامية إنسانية وطنية، وأن ينفتح كل طرف على الآخر من خلال النخب الثقافية والقواعد الشعبية، وأن يبادر الجميع إلى إجراء مراجعات دقيقة للأوضاع السابقة، وأن ينطلق الخطاب وحدوياً جامعاً ليمنع أيّ خروق على مستوى المستقبل، لأن ثمة لصوصاً محليين وآخرين إقليميين ودوليين لا يريدون للبنانيين أن ينعموا بمصالحات ثابتة وراسخة.
ورأى أنّ على الإسلاميين في لبنان أن يعملوا على تأصيل الجانب الثقافي والديني، إلى جانب حركتهم الوطنية، لينطلقوا من دائرة إسلامية حركية تحمي الوحدة الإسلامية، وتنفتح على الآخرين من موقع الإسلام المنفتح على الجميع، ومن موقع "اللبننة" التي تحمل في حيثياتها الهموم الداخلية والاستراتيجية على السواء.
الشيخ يزبك
وبعد اللقاء صرّح الشيخ يزبك فقال:
تشرّفنا بزيارة سيدنا آية الله، السيد محمد حسين فضل الله، حفظه الله سبحانه وتعالى، من أجل أن نستفيد من توجيهاته، ونتدارس معه الوضع، ووضعناه في أجواء الزيارة لأهلنا من الموحدين في الجبل، وقد كان مسروراً، وأعرب عن ارتياحه الكبير ممّا حصل، وأكد ضرورة التواصل مع الموحدين ومع اللبنانيين جميعاً، كما أكد ضرورة التلاقي العلمائي في مختلف المجالات، وبين جميع العلماء في لبنان من الموحدين والمسلمين والمسيحيين، لأن هذا التلاقي هو الدعامة الأساسية لحفظ هذا الوطن ووحدته. وإن شاء الله، نحن سنعمل بكل توجهاته وتوصياته، لأنه يطلّ على العالم من خلال هذا الإسلام المحمدي الأصيل، الإسلام المنفتح على الله وعلى الإنسان، كل الإنسان، وسنحمل هذه الرسالة وهذه الأمانة لأهلنا في لبنان، لنعمل على توحيد صفوفنا جميعاً، ومن هذا المنطلق، كان التأكيد أنه لا بدّ من أن يصار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، ليكون لبنان مبتسماً وعزيزاً. ونأمل من الله تعالى أن يوفّقنا لأن نتابع هذا الطريق لما يكون فيه مصلحة وخير الجميع.