أضاف: "هناك إتفاق في وجهات النظر في موضوع وجوب السعي الى التوافق، كما لدينا تصميم بأن يحصل التوافق بما يخدم مصلحة لبنان، لا على حساب هذه المصلحة، إنما على رجل قادر على حمل المهمة والقيام بواجب رئاسة الجمهورية بما يخدم لبنان ويحل مشاكل مجتمعه. ومن هذا المنطلق نعتبر أن المباحثات الجارية توصلا إلى التوافق على شخصية رئيس الجمهورية يجب أن تؤدي إلى إختيار أفضل العناصر المطروحة لهذا المنصب، لا أن نختلف على العناصر الجيدة فنتجه نحو عناصر تكون مقبولة من كل الأطراف دون أن تكون متمتعة بالكفايات التي تتمتع بها الشخصيات السياسية المعروف ماضيها السياسي وتاريخها والتي تحمل في جعبتها ما يسمح لها بالنجاح في مهمتها".
وتابع: "ما لفت النظر إليه وما يجب التذكير به بالصوت العالي، أن موضوع رئاسة الجمهورية، ليس صفقة تجارية ولا يمكن التعامل معها على أساس محاولة التوفيق على حساب مصلحة لبنان، ونحن نعول كثيرا على المباحثات التي يجريها رئيس مجلس النواب مع كل الأطراف السياسية كما نعول على إتصالات رئيس المجلس وقوى 14 آذار والتي أجراها ويجريها مع النائب الشيخ سعد الحريري لمتابعة السعي إلى الإتفاق على مرشح توافقي يمكن أن تجمع عليه القوى السياسية. إلا أننا في إطار هذا التعويل، وفي تأكيدنا عليه، نريد أن نؤكد أن موضوع رئيس الجمهورية لا يعني فريقا من اللبنانيين، كما لا يمكن أن نبعد عنه أي فريق من اللبنانيين، وهو موضوع من أكثر المعنيين به، المسيحيون في لبنان، لأن المرشح الذي سيتم إختياره، هو من الطائفة المسيحية، ومن الموارنة بالذات، وبالتالي لا يمكن أن نتصور حصول حل حول هذا الموضوع، بتجاهل إرادة المسيحيين، وبصفقة يمكن أن تعقد من وراء ظهر المسيحيين بما لا يحقق لهم الشعور بالإطمئنان بأن الرئيس المنتخب يمثل رأيهم وينطلق من صفوفهم ويحمل توجهاتهم وتصميمهم على بناء دولة صالحة تضم كل أبنائها بكل طوائفهم، وأن تحمل إلى الرئاسة رئيسا قادرا على حمل مشروع توحيد لبنان وعلى مسافة متساوية من جميع اللبنانيين، وقادر على إدخال الإطمئنان إلى نفوس كل الطوائف والأحزاب السياسية اللبنانية وأن يعزز الحوار بينهم".
وختم: "ان كل اتفاق يناقض هذه الأسس، هو إتفاق مرفوض ولا يمكننا الموافقة عليه، وكل صفقة يمكن أن تقوم على حساب مصلحة لبنان أو على حساب نوعية شخصية رئيس الجمهورية الآتي، لا يمكن أن نقبل بها. لذلك نحن ننبه، وبكل مودة ومحبة، إلى أن كل الطروحات التي تخرج عما يمكن أن يؤمن للبنان رئيسا صالحا، ستكون طروحات مرفوضة. فلا يمكن أن نبني مستقبلا مستقرا زاهرا إذا ابتدأنا بإجراء صفقات على حساب لبنان، ولا يمكن أن نقبل بصفقة يمكنها أن تأتي إلى لبنان برئيس لا يتمتع بالكفايات المطلوبة للبنان المستقبل الموعود. وهذا موقف موجه إلى كل الأطراف المعنية، فليست القضية قضية تسوية إنما البحث عن أفضل الناس الذين يمكن أن نتوافق عليهم لما يعود لمصلحة لبنان. موضوع الرئاسة مطروح من هذه الزاوية، ومن هذا المنطلق ننظر إلى المحادثات الجارية بين القوى السياسية، ونأمل أن تتكلل بما يحقق هدفنا، بأن يكون للبنان رئيس صالح، قادر على سيادة المسيرة في المرحلة المقبلة".