وهنا نصّ كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى ولادة السيدة الزهراء (ع) بدعوة من مركز "مودة للثقافة الاسرية":
خطاب نتنياهو الذي من المفترض ان يكون الكل قد سمعه, اولا احبط رهانات كل العرب وكل الحكومات وكل من يسمى بالاعتدال العربي الذي كان يراهن على نجاح التسوية في المنطقة وعلى نجاح ادارة اوباما بانجاز تسوية خلال السنوات القليلة المقبلة, وحتى المعتدلين العرب انفسهم في مواقع السلطة الرسمية اعلنوا وعلّقوا على خطاب نتنياهو بانه نسف كل مبادئ عملية التسوية واغلق كل الابواب, وماذا يتوقع المعتدلون العرب وكل العرب وخصوصا ماذا يتوقع الفلسطينيون من نتنياهو ومن حكومة نتنياهو- ليبرمان؟ وما زادها احباطا, ان اللعبة الفنية, المسرحية التي تجريها ادارة اوباما لتقطيع الوقت مع الشعوب العربية انكشفت بسرعة عندما علّقت ادارة اوباما على خطاب نتنياهو بانه مهم وخطوة متقدمة وايجابي, واذا قرأنا خطاب نتنياهو لا يوجد فيه لا خطوة متقدمة ولا شيئا مهما ولا شيئا ايجابيا, نتنياهو بالحقيقة اعاد التذكير بما قاله شارون من جهة عندما علّق شارون على مبادرة السلام العربية بانها لا تساوي الحبر الذي كتبت به, نتنياهو جاء ليجدد ويقول للعرب بان مبادرة السلام العربية لا تساوي الحبر الذي كتبت به وهذه هي رؤيتنا للسلام. وهو يضع المنطقة امام مخاطر, مخاطر التوطين ومخاطر تهجير فلسطينيي 48 , من خلال العمل والدعوة للاعتراف باسرائيل دولة يهودية. ان خطاب نتنياهو يجب ان يشكّل صدمة لكل الحكومات والشعوب والقيادات في العالمين العربي والاسلامي, ويدعوهم الى اعادة حساباتهم من جديد والى تعزيز خيارات المقاومة والممانعة وتقوية عناصر القوة وليس التواطؤ عليها او عزلها او محاصرتها, وبالتالي الفلسطينييون مدعوون للخروج من الانقسام والعرب جميعا مدعوون للخروج من الاحلام الكاذبة والرهانات السرابية التي تتحكم بعقولهم ومدعوون الى وقفة دراية وعزم وفكر وجدّ وخيار قاطع وحاسم.