أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في احتفال أقامته بلدية النبطية، في مناسبة عيد المقاومة والتحرير وافتتاح سوق الكتاب بالتعاون مع الاندية الثقافية في المدينة، في حضور النائبين ياسين جابر وعبد اللطيف الزين، "ان المبادرة اليوم هي في يد المقاومة، والعدو لن يتجرأ على ارتكاب اي حماقة مهما علا عويله وصراخه، ومهما استعرض من قوات، وأقام من مناورات".
ولفت النائب رعد الى "ان التنبيه الى ضرورة اليقظة اثناء القيام بالمناورات العسكرية الصهيونية ليس خوفا منها وانما هو حذر واحتياط من ان تشكل تلك المناورات غطاء يفقد المقاومة عنصر المفاجأة اذا ما ارتكب العدو اي عدوان، او اي استهداف امني في الداخل".
وقال: "ان المناورة الاسرائيلية قد تكون غطاء لعمل امني قد يلجأ اليه العدو، لكن رغم كل استعداداته نرى ان ظروفه لا تسمح له بذلك، ومع ذلك ينبغي لنا الاحتياط واليقظة والتيقظ. اذا حاول العدو ان يستعيد زمام المبادرة بعد هزيمته في 2006 فإن ذلك اصبح عصيا عليه بعد هذا التاريخ، والهزيمة التي تلقاها ستجبره ان يفكر بمعاودة الحلم في ان تكون المبادرة بيده، رغم كل المناورات التي يقيمها والتي اقامها من اجل رفع معنويات جيشه ورغم انه يعيد بناء هيكليته وبنيته العسكرية والامنية فإنه لن يستطيع الوقوف لأن المقاومة في تموز 2006 أصابت عاموده الفقري فأقعدته عن امكان ان يكون له فاعلية مؤثرة، خصوصا وان المقاومة استفادت من تجربتها فتعلمت على مستوى الامكانات والتأهيل وملاحظة نقاط الضعف وسد الثغرات وتقييم التوصيات التي رفعتها لجنة التحقيق في الكشف عن مواطن الخيبة والاخفاق لدى العدو الصهيوني، وحاولت المقاومة ان تقوم بما يمليه عليها واجبها في الاستعداد لما قد يقوم به العدو التزاما بتلك التوصيات".
وعن موضوع العملاء وعددهم وانتشارهم، قال النائب رعد: "حين يصبح الانتماء الوطني هو امر قابل للاخذ والرد فعندئذ يصبح التعامل مع العدو امرا لا يستدعي كل هذا النقاش، ونحن نلاحظ عندما اصبحت الخيانة وجهة نظر لدى ادعياء الثقافة في هذا البلد المتغربين عن اصول وجذور هذا البلد، وحين اصبحت المقاومة امرا يخجل ان يقال عنها باسمها انها مقاومة وليس ميليشيا اصبح في امكاننا ان نكتشف يوما بعد يوم متعاملا او عميلا متواطئا مع شبكة من شبكات الموساد وغيره في هذا البلد رغم ان 22 عاما من المواجهات الشاملة ضد الغزاة المحتلين تصدى لها ابناء هذا الوطن في معظم مستوياتهم وبكل فئاتهم واتجاهاتهم، وتربى في ظل هذه الظروف جيل من ابنائنا يعرف من هو العدو ويعرف واجبه ازاءه والذي يتطلب مقاومة تدحره عن ارضنا".
واضاف: "رغم كل هذه الظروف نحن لا نجد تفسيرا عميقا لكثرة ما اكتشف حتى الآن من الافراد المتعاملين بمستويات مختلفة في بلدنا، الا ان المناخ السياسي والثقافي الذي احدثه في هذا البلد على مدى اربع سنوات ماضية فريق من اللبنانيين استضعف المقاومة وحاول ان ينتزع قدسيتها وشكك في قدسية سلاحها فبات هناك جو ملائم يستشعر بأنه متحرر من اي عقدة اذا ما تعامل مع العدو وانفتح على خدمة مخططاته".
وختم: "المقاومة شأن ثقافي قبل ان تكون شأنا امنيا او عسكريا او جهاديا، وحين نحيي امسيات عن المقاومة ثقافيا وفنيا وتعبويا، انما الهدف من كل ذلك هو تكريس الانتماء الوطني والمفهوم الحقيقي للمقاومة دفاعا عن هذا الوطن وحماية له وتربية لأجيالنا وأبنائنا على ان المقاومة هي انتماء ثقافي وحضاري ووطني وفعل جهادي امني وعسكري مقاوم".