الانتقاد.نت
من عالم الطب والعمل البلدي والتنموي إلى عالم السياسة، لا ينتقل مرشح حزب الله عن المقعد الشيعي في دائرة بعبدا الدكتور بلال فرحات، بل يزيد الى سجل مهامه وخبراته مهمة جديدة تحتاج منه الى عناية خاصة، قد تسعفه خبرته كطبيب في معالجتها. فضلاً عن أن خبرته كعضو سابق في بلدية الغبيري ستتيح له الاقتراب أكثر من هموم الناس لتلبية مطالبهم واحتياجاتهم.
الدكتور فرحات صاحب الاختصاص النادر في أمراض الكبد والجهاز الهضمي في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، على الرغم من المهمة الجديدة، لا يدعك تتوسع في خيالك ليأتيك الجواب سريعاً: "اطمئن، لن أترك مهنتي أبداً، وسأستمر بمسيرتي الطبية، لأنها جزء من رسالة أقوم بها".
في أول لقاء سريع معه في مركز عمله في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، تحدث الدكتور فرحات لـ"الانتقاد" عن ظروف ترشيحه وتجربته في العمل الاجتماعي التي تسبق العمل السياسي:
كما بات معروفاً، فإن المقعد الشيعي الثاني في دائرة بعبدا شهد "أخذ ورد كثيرين"، ما هي الظروف التي حتمت ترشحكم عن هذا المقعد؟
ـ المبدأ الأساس للترشح اتخذه حزب الله، باعتبار أن المسار السياسي الذي كان قائما حتم على الحزب أن يفكر بالمقعد الثاني الشاغر. فأثناء التجاذبات السياسية التي كانت قائمة لجهة توزيع المقاعد النيابية على مستوى لبنان، وجد الحزب انه من المفيد ان تكون لديه شخصية جاهزة لتبوؤ هذا المقعد، وكان الخيار اختياري للمقعد الثاني الشيعي.
هل تفاجأتم باختياركم أم كنت في مناخ الترشح؟
ـ أولاً ليست هي المرة الأولى التي أدخل العمل الاجتماعي، لكوني مارست العمل البلدي ما يقرب إحدى عشرة سنة، وبالتالي احتمالات الترشح عن هذا المقعد كانت واردة.. لكن ليس بالقدر الكبير كما يتوقعه الكثيرون.
ما الصدى الذي وصلك من الجمهور؟
ـ الشعور العاطفي الذي تلقيته من أبناء المتن الجنوبي كان ممتازاً، لكوني ترعرعت فيها، وكان لي نشاط كبير، وبالتالي جمهورنا كان متعاطفا معي كثيراً، لا سيما ان هذا الجمهور يحترم ويقدر دماء الشهداء التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن.
أنت الآتي من الطب والعمل البلدي، ماذا يمكن ان تضيفه الى العمل السياسي؟
ـ هناك منهجية محددة يتبعها حزب الله في تعاطيه بالشأن العام، وبالتالي تحسسنا لأوضاع الناس ولظروفهم الاجتماعية الصعبة وخلافه، يحتم علينا ان نكون الى جانبهم دائما. هذا في العمل الاجتماعي البلدي، أما في العمل السياسي فلا شك تعدد الآراء والمخالطة في الأفكار، والتجربة التي يكتسبها المرء تضفي أمورا كثيرة على ساحة العمل السياسي.
ـ لكونك خضت غمار العمل الاجتماعي، ما هو برنامجك الانتخابي الذي سوف تعمل عليه اذا ما فزت في الانتخابات النيابية؟
ـ نحن لدينا برنامج انتخابي موحد أذاعه حزب الله، والذي وضع خطوطه العريضة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، ونطمح لتحقيقه في عملنا السياسي.
.. لكن ما هي أولويات منطقة ساحل المتن الجنوبي بالنسبة اليك؟
ـ هناك أولويات وحاجات كثيرة، مهما حاولنا تغطيتها يبقى لدينا حاجات كثيرة للعمل عليها على كل المسويات الصحية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية.
كيف يمكن ان توفق بين عملك كطبيب والشأن العام؟
ـ لا شك في انه سيتأثر، فمعظم الناس تعرف ان العمل الطبي يأخذ وقتي كله، وكان التساؤل: كيف يمكن ان توفق بين الاثنين، خاصة أنه لدي نشاطات كثيرة في ما خص المؤتمرات والأبحاث والمحاضرات الطبية، وأنا من الاختصاصيين القلائل في عالم الكبد.. والسؤال الذي يطرح: هل كل هذا ستتركه؟ أكيد لا.
.. ألا تعتقد أننا خسرنا شخصية مهمة على الصعيد الطبي، مقابل الدخول في السياسة؟
ـ أكيد لا، انا عندما طرح ترشيحي قلت انا بحاجة لأن أستمر بمسيرتي الطبية، لأنها جزء من رسالة أقوم بها.
.. ما دمت تتحدث عن الرسالة، أيهما أسمى: الرسالة الطبية ام الرسالة الجديدة التي ستتولاها؟
ـ لا يمكن ان تقارن بينهما، الاثنان رسالة، ولكل منهما عمله وجهده الخاص. ولكن يقيناً لا يمكن التخلي عن رسالتي الطبية، لأن هناك علاقة وثيقة وكبيرة كونتها من مهنتي الطبية.
أنت اليوم تقوم بجولات انتخابية، ما هي حاجات الناس الأساسية؟
ـ لكل منطقة حاجاتها وأولوياتها. مثلا هناك "مشروع أليسار" الذي يحتاج إلى معالجة جذرية، وإن شاء الله عندما نحصل على الأكثرية فستختلف نظرتنا لمعالجة هذه المسألة، لأننا لن نقبل بسوليدير أخرى.
هل تشعر لحظةً بأن الحِمل بدا كبيراً عليك، وبالتالي شعرت بظلم لحقك؟
ـ لا، أبدا.. بالطبع لدي مسؤولية إضافية، وهذا تكليفي، والأيام كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال. والحمد الله توزيع الأدوار التي يضعها حزب الله تطمئن ان الحمل يوزع بطريقة مدروسة وممنهجة على الجميع.