وقال: "اننا من اجل ان نحصن المواطن من الاختراق والتجنيد لا يكفي ان ننشئ جهاز مكافحة التجسس، بل نعمل على تعميم ثقافة مناعة وطنية تعزز شعور العداء لاسرائيل".
وأشار الى "ان المعالجة الامنية لمسألة شبكات التجسس لا تزال غير كافية"، داعيا الى "ان يكون هناك موقف سياسي يلتزم بتعميق ثقافة العداء لاسرائيل ووقف استهداف سلاح المقاومة سياسيا"، وقال: "اذا كان هناك من رأي نختلف معه فليطرح على طاولة الحوار او في مجلس الوزراء، لا ان يتحول الى مادة دعائية تستخدم للتحريض السياسي والطائفي. نحن نريد تغيير نظام الاستئثار والتفرد، نظام الارتهان والعمالة للخارج وللعدو من اجل اقامة نظام الاستقلال والسيادة الحقيقية والتعددية السياسية والشراكة الوطنية في صناعة القرار".
اضاف: "هناك فرق بين التعددية الثقافية الدينية وبين التحريض المذهبي الطائفي، ونحن لا نريد عقلية التحريض المذهبي الطائفي، لكننا نريد ارساء التعددية الثقافية الدينية لاننا ندرك اهميتها. ان العدو الاسرائيلي يعمل على الغاء التعددية الثقافية الدينية ويريد شطب المسلمين والمسيحيين من ارض فلسطين، ولذلك وقف البابا بالامس ليطلب من المسيحيين في الناصرة ان يثبتوا في اراضيهم قائلا: اخلصوا للمسيح وتمسكوا بارضكم"، داعيا المسيحيين في فلسطين الى "الاستماع الى كلام البابا والالتزام بتنفيذه بشكل كامل من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي لا في الشرق ولبنان فقط، بل في فلسطين اولا وآخرا".
وتابع الموسوي: "عندما نتحدث عن استمرار مفاعيل اتفاق الدوحة الى ما بعد الانتخابات تقوم الدنيا ولا تقعد"، سائلا "لماذا لم نسمع أي رد على كلام المصدر الفرنسي الذي تحدث لصحيفة فرنسية عن اننا بحاجة الى دوحة2 بعد الانتخابات"، مؤكدا "انه عندما تحدثنا عن استمرار مفاعيل اتفاق الدوحة، فذلك حرص منا على التعددية والشراكة"، وقال: "إذا كانوا لا يريدون الشراكة فهذا شأنهم ولن نرغم احدا على ذلك. ان قرارهم ليس بايديهم وليسوا هم من يقررون الامر وإنما هم يتلقون التوجيهات".
ورأى "أن عدم الاتفاق في جزين هو شهادة ووسام على صدر المعارضة ودليل على انها تتألف من رجال احرار يملكون قرارهم، واما الوزراء الذين يأتون بليل ليدبروا تنسيق اللوائح فانما يفعلون ذلك لرجال غير أحرار".
وكان السيد الموسوي قد ألقى كلمة في حفل افتتاح معرض الكتاب السنوي الأول الذي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله بالتعاون مع جامعة C&E والهيئة الصحية الإسلامية بمناسبة ذكرى الانتصار والتحرير في قاعة السيد عبد الحسين شرف الدين بالمدرسة الجعفرية في صور حيث رأى ان تغيير عقلية الاستئثار والاحتراب الداخلي والتناحر المذهبي والتحريض الطائفي الذي حاول الفريق الآخر إقامته والذي سقط ويسقط في كل مناسبة، بعقلية تسمو إلى مستوى الوحدة الوطنية وحمايتها والقبول بالتعددية وترسيخ الشراكة وحماية الهوية العربية للبنان هو مطلب اللبنانيين وهي بالتأكيد ليست هوية ما يسمى بالاعتدال ولا الاستسلام العربي.
وقال الموسوي ان الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية التي هي القضية الأساسية للعرب ومع حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة لا تؤمن بعملية تسوية إلا بقواعدها، تنشط أنظمة عربية معروفة من اجل خفض السقف الرسمي العربي لكي تغري إدارة اوباما بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لالتزامها او لإجبارها على الانخراط بعملية تسوية جديدة .
مشيرا إلى ان الخطورة في هذا الأمر ان الأنظمة العربية المعروفة تقدم تنازلات مجانية تمس مستقبل لبنان بصورة مباشرة من خلال التعديل الذي تسعى إليه بعض هذه الأنظمة لما يسمى المبادرة العربية والتي تستهدف بندا أساسيا وهو حق العودة الذي إذا سقط يعني بالضرورة توطين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها، مما يعني ارتكاب جريمة تهجير جديدة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق المقيم على الأراضي اللبنانية وهو عدوان على الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكدا ان المحاولات الاستسلامية العربية ستسقط لان المقاومة في فلسطين لم تسقط أثناء الحرب على غزة.