رعد:التوتر لا يصنع إستقراراً والتحريض لا يوفر تماسكاً وطنياً من أراد أن يفتح صفحات تستفز فكلنا نستطيع أن نفتح مثل تلك ال
9/5/2009
إنتقد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الخطاب التحريضي المتوتر الذي صدر عن البعض مؤخراً، وقال خلال لقاء إنتخابي مع أهالي حي البياض في مدينة النبطية بحضور حشد من الفعاليات والأهالي، يبدو أنه كلما اقترب الإستحقاق الإنتخابي النيابي كلما بدأنا نسمع خطاباً متوتراً ولا ندري سبب التوتر الذي يدفع بعض الناس لكي يتفوهوا بكلام تحريضي وإستفزازي وهم يدعون الناس إلى تأييدهم من أجل أن يقيموا لهم دولة توفر الإستقرار، التوتر لا يصنع إستقراراً والتحريض لا يوفر تماسكاً وطنياً من أراد أن يفتح صفحات تستفز فكلنا نستطيع أن نفتح مثل تلك الصفحات، لكن دعونا من هؤلاء المتوترين الذين ننصحهم بأن يخاطبوا شعبهم بخطاب يشيعون فيه المحبة والتعاون والإنفتاح والحرص الوطني لأن لبنان وشعبه يكفيهم ما عانوه من مشكلات وما واجهوه من إعتداءات واجتياحات.
وأضاف: نقول لهؤلاء علِّموا جمهوركم أن للبنانيين عدو واحد يتهدد وجودهم جميعاً ويحاول أن يثير الإنقسامات فيما بينهم ليتسلل إلى ضرب مصالحهم وتهديد أمنهم، إنقسام اللبنانيين لا يخدم إلاَّ هذا العدو وتحريضهم ضد بعضهم البعض لا يفيد منه إلاَّ العدو الصهيوني، شعبنا وخصوصاً الذين كانوا على خط المواجهة الساخن مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان، شعبنا بات عصيَّاً على ان تؤثِّر فيه كل دعوات الإنقسام والتحريض المذهبي والطائفي لأنه سما بوعيه فوق المذهبيات والطائفيات ليكون بمستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه ليدفع ظلماً وعدواناً وبغياً وغطرسةً صهيونية فشكّل بصموده في الجنوب وبتضحيات أبنائه وبشهدائه ومجاهديه وبعوائله وأطفاله وشيوخه وشبابه خط الدفاع الأول عن كل المناطق اللبنانية بما فيها بيروت وحفظ لهذا الوطن كرامته وحفظ لهذا الشعب عنفوانه وحفظ للأمة العربية والإسلامية دورها وفاعليتها من خلال إلحاقه الهزيمة بأشرس عدو عرفه العالم في هذا العصر وهو يمثِّل عدواً عنصرياً باغياً يشكِّل رأس رمح للمصالح والقوى الأجنبية التي تريد بسط سيطرتها على لبنان والمنطقة.
ورأى رعد أنه إذا كان التحريض والنبرة العالية في مخاطبة جمهور الناخبين عند إعلان لائحة أو ترشح يراد منه زيادة عدد في المقاعد الإنتخابية نحن حاضرون أن نتنازل عن مقاعدنا لهم بشرط أن يضمنوا للبنانيين حمايتهم من العدو الصهيوني وبشرط أن يوظفوا كل طاقات وإمكاناتهم في البلد من أجل أن يحصِّنوا لبنان ضد الإجتياحات والمطامع الصهيونية في أرضنا ومياهنا، نحن لا طمع لنا في مقاعد نيابية ولا في نفوذ سلطوي لكن طمعنا ان نعيش أحراراً وأسياداً محفوظي الكرامة مرفوعي الرؤوس والجبين.
وقال: نحن نرفض ان يبتزنا طامع او حاقد أو غازٍ ولذلك نحن إذا كنا نلتزم ونتمسك بخيار المقاومة فلأننا أحرار نرفض الإستسلام أو أن نكون مستعبدين أو ان تكون أرضاً ساحة للغزاة إذا كنا نتفق على هذا الأمر فلماذا نحرِّض جمهورنا ولماذا لا ندفع ونخاطب هذا الجمهور بما يعزز علاقاته مع كل اللبنانيين الأخرين لماذا نهرب إلى الأمام ونغضّ الطرف عن أخطائنا وخطايانا ونحاول ان نرمي المسؤولية على الآخرين. وقال رعد تعالوا لنتفاهم ونتعاضد وتتشابك ايدينا مع أيدي البعض لأننا جميعاً مهددون بالخطر نحن نتحرك الآن على عتبة الإستحقاق الإنتخابي من أجل ان نعيد إنتاج المؤسسات الدستورية في البلد لكن عدونا يحضِّر لنا اضخم مناورة شهدها كيانه منذ نشأته وسيشارك فيها كل الإسرائيليين وكل المؤسسات الصهيونية الحكومية والإدارية الرسمية والمؤسسات الأهلية والقوات المسلحة العدوانية وكل الجبهة الداخلية لدى العدو وعنوان هذه المناورة التحضير لمواجهة مفترضة مع لبنان فإذا كان لبنان ضمن دائرة الإستهداف الدائم من العدو الصهيوني من العيب أن نمارس التحريض للبنانيين ضد بعضهم البعض علينا ان نتعلم من أخطاء الماضي التي ارتكبت لنبني جبهتنا المتراصَّة من اجل مواجهة الخطر الحقيقي الذي يتهدد سيادة لبنان واستقلاله.
وتابع رعد: نحن لا نحمل حقداً ضد أحد حتى ضد خصومنا السياسيين ولا نحمل في صدورنا غلاًّ خصوصاً ضد شركائنا في الوطن ولا نتصرف بكيدية وإنما نتطلع لتحقيق مصالحنا الوطنية العليا نترفع عن صغائر الأمور ونسمو لتحقيق تطلعات آمال شعبنا لتوفير الهناء والإستقرار وبناء الدولة التي تنصف هذا الشعب وتوفر له متطلبات عيشه الكريم نحن بحاجة إلى ان نتبادل أطراف الحوار بهدوء ومسؤولية والترفع عن المكتسبات الشخصية والخاصة والفئوية لتحقيق آمال كل شعبنا عبر كل الطوائف والمناطق.
وعن موضوع شبكات التجسس الإسرائيلية التي اكتشفت قال رعد: نحن مسرورون جداً لاكتشاف المتعاملين مع العدو ولهذه اليقظة التي ظهرت في بعض أجهزتنا الأمنية بالإعتماد على تكنولوجيا متطورة ربما أراد من قدمها لنا كمساعدة ان تتوجه في اتجاه رصد المعارضة وحلفاءها نحن مسرورون جداً بكشف هذه الشبكات لأنها تدلل أول ما تدلل أن العدو ليس غافلاً عن وطننا وإنما يخطط لمزيد من الإعتداءات العملاء الذين يتوزعون في كل المناطق اللبنانية من أجل بيوت الآمنين وتحديد إحداثياتها على الخرائط وإرسالها إلى العدو الصهيوني لتدميرها في اللحظة التي يرى فيها العدو أن الفرصة مؤاتية لمعاودة عدوانه أو اجتياح جديد هؤلاء لا ينبغي ان نتوجس من كثرتهم بل علينا ان نكون مرتاحين لأن هؤلاء شذَّاذ وعناصر غريبة عن بيئتنا الوطنية ولذلك يمكن اكتشافهم.
وأضاف: إن دلَّ اكتشافهم عن شيء فإنما يدل على أن هؤلاء المتورطين في التعامل مع العدو الصهيوني هم علامة فارقة عن كل مجتمعنا المقاوم المحصن وطنياً والذي يعرف أهمية المقاومة ويدرك خطورة التعامل مع العدو الصهيوني نحن وإن كنا نلتزم في برنامجنا أولوية ان يكون لبنان قوياً في وجه الصهاينة فذلك لأننا نحب الإستقرار لشعبنا ولا يتوهمنا أحد ان المقاومة وجهوزيتها الدائمة تؤشر على وجود حروب وعلى رغبة في المواجهة وإنما المقاومة هي حصانة للبنان ودفع للحروب إلى أبعد فترة ممكنة.
وأكد النائب رعد أن وجود المقاومة هو ضمانة لاستمرار لبنان قوياً حصيناً منيعاً بوجه الإستهدافات الإسرائيلية أيضاً، المقاومة تزداد مناعةً وقوة حين تكون في البلد دولة تعبِّر عن تطلعات اللبنانيين جميعاً حين يكون في البلد دولة لا يتحكم فيه فريق على حساب الفرقاء الآخرين ولا تتحكم فيها جهة تحت أي عنوان باللبنانيين غصباً عن إرادتهم وبعيداً عن خياراتهم، دولةً تحكمها قاعدة التفاهم والتوافق والشراكة الوطنية.
ولفت رعد إلى أنه اليوم حين يعمد البعض إلى كسر حالة التناغم وإيجاد قسمة بين المقاومة ومشروع الدولة هؤلاء ينحرون البلد عن علم أو غير علم هؤلاء يشيعون مناخاً سياسياً يوقظ الخلايا النائمة من شبكات العملاء لأنهم يعرفون ان الجو الذي ينقسم حول المقاومة يجرِّىء العدو على أن يوقظ شبكاته النائمة وأن يستحدث شبكات جديدة طالما أن اللبنانيين مختلفون حول المقاومة ويصبح التعامل مع الإسرائيلي شيئاً عادياً وهذا منزلق خطير يدفع البعض إليه ويتحمل أعباؤه وكوارثه شعبنا اللبناني في المرحلة المقبلة.
وختم رعد من منطلق حرصنا على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني والتناغم بين كل قوى الوطن الأهلية والأمنية والسياسية نحن ندعو إلى مراجعة الحسابات بكل تعقل وهدوء وتبصر لن ينفع أحد تأييد كل العالم إذا خسر ودّ شعبه وتأييد قسم كبير منه.