مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي علق في حديث ل"الانتقاد.نت" على التقرير الاخير لمبعوث الامم المتحدة تيري رود لارسن حول القرار 1559 .
الموسوي قال : "ان لارسن ناظر القرار 1559 يحاول بين الوقت والآخر ان يتصرف كوصي على الواقع اللبناني وهذا جزء من مهمة اوكلت اليه من قبل قوة الضغط الدولية في مقدمتها الولايات المتحدة واسرائيل" ، ووصف الموسوي ،"القرار 1559 الذي صدر نهاية العام 2004 بشكل ملتبس بانه شكل مادة لزعزعة الاستقرار اللبناني "، مشيرا الى ان "لارسن يطل علينا بين الوقت والآخر لتذكيرنا بعناصر القرار التي تشكل تهديدا للاستقرار الداخلي ".
واوضح الموسوي بان "محاولة وصف وجود سلاح المقاومة بانه تهديد للانتخابات هي محاولة اخرى من جملة المحاولات الماكرة لاثارة النزاع حول قضية جرى الاتفاق على مناقشتها في اطار طاولة الحوار الوطني "، مشيرا الى ان "لارسن نفسه يعترف بان هذا الموضوع متروك للحوار بين اللبنانيين" ، سائلا :"ما معنى ان يستنتج لارسن نوعا من الربط بين سلاح المقاومة والانتخابات" ، معتبرا "انها محاولة مسبقة للتشكيك بنتائج الانتخابات او لتحريض اللبنانيين ضد بعضهم البعض ، علما انه ثبت للجميع في الداخل والخارج ان ليس لهذا السلاح اي تأثير على الاتجاهات الانتخابية ، وان العامل الاكثر تأثيرا وحسما لهذا الموضوع مرتبط بالمال الانتخابي الذي يتم اغداقه ومصادره باتت معروفة وهو مال البترودولار". الموسوي : لارسن لديه مهمة تذكيرنا بعناصر القرار 1559 التي تشكل تهديدا للاستقرار الداخلي
وفي هذا الاطار لفت الموسوي الى انه "اصبح واضحا من هي الجهات والدول التي تسعى للتأثير على الانتخابات ومصادرة نتائجها سلفا ، وهذا واضح من الاعترافات السعودية بانفاق ملايين الدولارات لدعم خصوم حزب الله والمعارضة ومن التصريحات الاميركية التي تشكل تدخلا سافرا في الانتخابات النيابية حتى ان الحملة التي يشنها النظام المصري على حزب الله يراد منها بطريقة او باخرى التأثير على المؤيدين لحزب الله وحلفائه وبالتالي فان الحملة غير بريئة على الاطلاق وهي تأتي على خلفية القلق الكبيرب الذي ينتاب كل هذه القوى الدولية والاقليمية عن الاحتمالات التي باتت راجحة لفوز المعارضة الوطنية بالاكثرية في المجلس النيابي القادم ".
اما حول مسألة محاولة استغلال قضية المقاوم الاخ سامي شهاب من قبل لارسن لتوجيه اتهامات لحزب الله بانه يقوم باعمال خارج الحدود اللبنانية فقال الموسوي :" نحن نعتقد ان لارسن يقوم بالاضافة الى مهامه السابقة المسندة اليه من قوى الضغط الاميركية الصهيونية يقوم بمهام اضافية تتعلق بشد ازر بعض الانظمة التي تعاني من مشكلات داخلية ". ووصف الموسوي لارسن بانه "يمثل الصوت النشاز الذي يحتاجه الآخرون من اجل ان يثيروا الشكوك حول قضية المقاومة التي نعتقد انها فوق كل الشكوك والشبهات ".
واشار الموسوي الى ان الملفت ان "حملة لارسن التي جاءت في اعقاب حملة النظام المصري والتي تزامنت مع حملة في الصحافة الاسرائيلية وبعض الصحافة الغربية جاءت كلها لتصب في سياق محاولة تشويه صورة حزب الله كرائد للمقاومة في هذه المنطقة ، وبالتالي لتشويه الصورة الناصعة للمقاومة وما انجزته في سياق المواجهة مع العدو خصوصا بعد حرب تموز وحرب غزة"، واعتبر الموسوي "ان القاء التهم والافتراءات على المقاومة من قضية تهديد امن وسيادة الدول الاخرى الى ترويج مخدرات وغيرها من الاتهامات الباطلة ليست سوى محاولات يائسة من قبل اعداء وخصوم لم يتمكنوا من النيل من المقاومة في الميدان فراحوا يتوغلون في محاولة الاساءة اليها ".
الموسوي لفت الى ان "نتائج كل هذه المحاولات تكاد لا تذكر ونحن نرى ان نظرة الاحرار في المنطقة على مستوى الشعوب والنخب تزداد ثقة واحتراما لحزب الله وللمقاومة" .
وحول الحوار مع بريطانيا ، قال الموسوي :" نحن بالنسبة لنا لا يزال موقفنا على ما هو عليه ، حاضرون لأي حوار من دون اية شروط مسبقة وبالتالي فحزب الله كما هو واضح لا يقبل باية تصنيفات ويعتبر نفسه خارج مثل هذه التصنيفات وهو جسم واحد موحد يقاوم اسرائيل بالسياسة وبالسلاح ويرأسه قائد واحد هو الامين العام سماحة السيد حسن نصر الله ". واضاف :" نحن نعتقد ان محاولة معاودة الحوار مع حزب الله من قبل الحكومة البريطانية لها اسبابها التي تتعلق بالبريطانيين انفسهم ونحن ليس لدينا اي مانع وبالتالي نحن نعتقد ان هناك حراكا في الراي العام الغربي يدفع باتجاه فتح حوارات جدية مع قوى وحركات المقاومة في المنطقة وعلى راسها حزب الله ".
وحول الانتقادات الاميركية لمن يريد الحوار مع حزب الله قال الموسوي :" الاميركيون هم آخر من يحق لهم ان يتحدث بقضايا الارهاب وغيرها لأن سجالاتهم ملطخة بشكل كبير بالارتكابات والجرائم ونحن نعتقد ان الولايات المتحدة اكثر دولة في العالم بحاجة الى اعادة تلميع صورتها بعد كل الذي اصابها بسبب سياساتها العدوانية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعوب ".
وتحدث مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله ايضا عن محاولة تلميع صورة اسرائيل بعدما ارتكبته في غزة فقال :" انه ثبت من خلال التحقيق الدولي المستقل بان الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل ضد المدنيين بمراكز الامم المتحدة بغزة لم تك مبررة على الاطلاق ولم تكن كما ادعى الاسرائيليون بمعرض الرد على اطلاق نار من قبل المقاومة الفلسطينية ". واضاف الموسوي :" ان محاولة تبرير هذه الجرائم او التخفيف من حدتها يسيء بشكل كبير الى صورة الامم المتحدة والى صورة امينها العام الذي زار غزة شخصيا وعاين الجرائم الاسرائيلية ". ونصح الموسوي "المنظمة الدولية والامين العام للامم المتحدة وكل القيمين الا يحاولوا تحمل مسؤولية تلميع صورة اسرائيل فاسرائيل بجرائمها وارتكاباتها باتت تشكل عبئا اخلاقيا على العالم وتحديدا على القوى الدولية الداعمة لها . وبالتالي فان العالم كله كان شاهدا وحاضرا لصورة الجريمة الاسرائيلية التي ارتكبت على مدى عشرين يوما في غزة . والانسانية في اغلب بقاع الارض اصدرت حكمها على هذا الكيان .