7/5/2009
رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "اننا في هذه المرحلة المفصلية التي نعيشها اليوم، وعلى عتبة الاستحقاق الانتخابي النيابي، تحدد في ضوء نتائج الانتخابات هوية البلد وتفتح الطريق امام الاستقرار المطلوب لهذا البلد وتمهد السبيل للشروع الحقيقي في بناء مؤسسات الدولة التي نرفع في كل مناسبة شعار إعادة بنائها، ونحن هنا لنقول ان المقاومة هي التي تحمي مشروع الدولة وان المقاومة التي حررت الارض وأسقطت أسطورة العدو وأوجدت توازن ردع يمنع العدو من ان يستثمر على دماء أهلنا وابنائنا، هذه المقاومة انما فعلت ذلك وضحت بأعز ما لديها من مجاهدين وشهداء وبذلت أقصى الجهود من تحضيرات وتخطيط وتأهيل وتجهيز ومراقبة ورصد لحركة العدو الميدانية ورصد لمعلومات تصدر عن وسائل العدو وعما يتفوه به كل مسؤول في الكيان الصهيوني، هذه المقاومة ما كانت لتفعل ذلك لولا انها تريد دولة في لبنان ولولا ان الدولة التي كانت في لبنان هي دولة عاجزة وقاصرة عن حماية شعبها. كنا نريد ولا نزال نسعى ليتكامل مشروع المقاومة مع مشروع الدولة، وكلنا من اهل الفكر واصحاب القلم ومطلعون على تجارب المقاومات في التاريخ، اذ لم نجد في التاريخ مقاومة انتصرت ولم تمسك سلطة، الا المقاومة في لبنان، لأن هذه المقاومة انتصرت لتشرك كل أهلها وشعبها معها بالسلطة، لا من اجل ان تحتكر السلطة ولا من اجل ان تلغي القوى السياسية المشاركة في تحقيق التوازن السياسي، هذا التوازن المطلوب في لبنان والذي من دونه لا يمكن ان يستقر حكم في البلاد".
وخلال لقاء انتخابي في مدينة النبطية حضره الى جانب النائب رعد عضوي كتلة التنمية والتحرير النائبين ياسين جابر وعبد اللطيف الزين،قال رئيس كتلة الوفاء الى المقاومة أن "طرح المشاركة هو من بنات أفكار مشروع المقاومة وأصحابها، لأن المقاومة التي تعتز بالانتصار على العدو، وتريد من الدولة ان تستثمر انجازات هذا الانتصار لإقامة مؤسسات تحقق عدلا وإنصافا وتوازنا وتنمية اجتماعية بين كل المناطق اللبنانية وعبر كل الطوائف اللبنانية، هذه المقاومة يراد لها من قبل البعض ان يلتف على انجازاتها ويستثمر هذا الالتفاف من اجل الاستثمار على ما يحقق مصالح الاجنبي في هذا البلد. نحن متواضعون جدا وأكثر مما يتوهم الكثيرون لكن التواضع حين يصل الى مسألة النيل من كرامات الناس وخصوصا انتم يا اهلنا الذين ضحيتم وصمدتم وصبرتم وعانيتم وتحملتم كلفة التحرير وكلفة الموقع المهاب للبنان في العالم في هذه المرحلة عندما يصل الامر للنيل من كرامتكم، المقاومة هي منكم والى جانبكم ولن تتخلى عنكم على الاطلاق. نحن نريد دولة في لبنان ومخطئ كل من يظن ان الدولة لا يمكن ان تقوم الى جانب المقاومة، نحن نتصرف بوعي وحكمة ونقدم نموذجا لم يشهد العالم كله مثله في تاريخ المقاومات على الاطلاق، المقاومة تريد ان تبني دولة تحقق الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي والمقاومة تعرض وتقدم خدماتها من اجل ان تقوم هذه الدولة لأن الاستقرار هو عامل قوة للمقاومة ولأن هذا الاستقرار لا يتحقق ايضا من دون مقاومة، وهناك علاقة جدلية بين المقاومة ومشروع الدولة المستقرة في لبنان. ونحن نريد مشاركة حقيقية وليس تحكما لفريق من الأفرقاء الآخرين، لأن التجربة أثبتت منذ نشأة الكيان اللبناني ان فريقا مهما، وتنامت قدرته لا يستطيع ان يحكم بلدا فيه هذا التنوع الكبير الذي نشهده في لبنان، لبنان بلد التنوع ويحتاج الى حكومة وسلطة تتمثل فيها كل مكونات المجتمع اللبناني من اجل ان تستطيع ان تحكم، وليست المشكلة كما يقولون في التعارض بين مشروع المقاومة وبناء الدولة بل المشكلة ان البعض لا يريد دولة يكون تحت سقف القانون فيها، يريد ان تكون الدولة "مزرعة" لمصالحه ويريد ان تكون الدولة حقل تجارب لانقساماته ومشاريعه ويريد شركة خاصة ويريد وطنا للارتزاق وليس للانتماء، لذا مشكلتنا مع هؤلاء، ومشكلتنا ان دولة رفع شعار بنائها منذ عام 1992 انتهت الى دين عام يفوق ال50 مليار دولار فيما مشاريع التنمية التي نفذت خلال كل تلك الاعوام لا تتجاوز كلها 7مليارات دولار، ونحن لا يمكن ان نستمر في مثل هذا الاتجاه لأن هذا الاتجاه يخرب الوطن ويبث الانقسام ويفتح الطريق امام الفتن".
وتابع: "من هذا المنظار يجب الالتفات للمعركة الانتخابية المقبلة على انها ليست صراعا وتنافسا على مقعد نيابي بالناقص او بالزائد بل هي معركة على اي من المشروعين سينتصر، مشروع لبنان القوي الحريص على استقلاله والمنتفح على كل العرب، والذي تمثل سوريا بوابته الواسعة، او المشروع المنفتح على مشروع الشرق الاوسط الجديد والتي تحضر كل المناخات والظروف من اجل ان ينساق لبنان ويستدرج وراء هذا الخيار، ومن هنا وبالتأكيد نجدد قولنا والتزامنا اننا نريد لبنان المقاوم ونريد لبنان القوي ونريد بناء الدولة القوية القادرة المستقرة والتي تقوم على قاعدة المشاركة بين كل مكونات المجتمع السياسي اللبناني، وعلى هذا الاساس نفهم أهمية دور المقاومة في المرحلة المقبلة".
وتطرق النائب رعد الى موضوع التنمية والتي "هي رهن الاستقرار، ورهن الشراكة الوطنية"،فقال: "هذا ما يدفعنا للتمسك بها لأننا نريد تنمية متوازنة ولا نريد في لبنان محروما واحدا"، وتمنى "الا تصرف الهبات والمساعدات في غير خطة تنموية، خطة مدروسة وشاملة لكل المناطق اللبنانية وتحقق التوازن الانمائي ولا تغيب تنمية في منطقة على حساب حرمان في منطقة اخرى. و نحن نريد ايضا دولة تستنقذ التعويضات التي أقرت وجاءت المساعدات على أساسها، ونريد ان تصرف هذه التعويضات في محلها وليس ان تودع في البنوك من اجل الاستدانة على أساسها، ونريد حفظ حقوق شعبنا ورعاية مصالحه وهذا لا يمكن ان يتحقق الا في دولة يحترم اطرافها بعضهم بعضا وتملك مشروع بناء وتنمية وتطوير للبلد، كما نريد بلدا القضاء فيه سلطة وليس سلطة القضاء من اجل الدفاع عن الدولة حتى ولو كانت ظالمة، ونريد ان نعيش بحرية وبكرامة وبمساواة وان يجد الفقير منا فرصة عمل والغني فرصة استثمار".