أوقفت مديرية استخبارات الجيش الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي هيثم السحمراني وزوجته في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبالتحديد في منطقة المنشية ببرج البراجنة، ، وهو أحد المشتبه فيهم الخاضعين للمراقبة منذ أكثر من 3 أعوام. واعترف الموقوف بأنه تجنّد للعمل لحساب العدو عام 2004، عبر شقيقته التي تعيش مع زوجها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أن فرا إليها عام 2000. وقد صادرت القوى الأمنية من منزل السحمراني جهاز كومبيوتر متصلاً بشبكة الانترنت، كان يستخدمه للتواصل مع مشغليه الإسرائيليين. وخلال الساعات الأولى من التحقيق معه، حاول السحمراني التخفف من الشبهة عبر القول إن الوضع المادي الصعب لشقيقته هو ما دفعه للتجند للعمل لحساب العدو، لأنها أقنعته بأن موافقته على العمل مع الإسرائيليين ستؤدي إلى تحسن أحوالها المالية. وذكر الموقوف أنه كُلّف بجمع معلومات تفصيلية عن مسؤولي المقاومة وأفرادها ومراكزها في الضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أنه حدد عدداً كبيراً من الأهداف في الإطار المطلوب منه.
وذكر مسؤول أمني رفيع لجريدة "الأخبار"أن عدداً من الأهداف التي حددها السحمراني للإسرائيليين تعرضت للقصف خلال حرب تموز 2006. وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله كان قد أعلم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعد عدوان تموز عن اشتباه جهاز أمن المقاومة بأن السحمراني يعمل لحساب الموساد، فأوقف فرع المعلومات المشتبه فيه وأخضعه لتحقيق، إلا أن ذلك لم يؤد إلى كشف ارتباطاته. ومن ناحية أخرى، كان السحمراني قد أوقف عام 2003، عندما كان يعمل في وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي، بتهمة ترويج المخدرات. وبعد إدانته، أحيل على المجلس التأديبي فخفضت رتبته من معاون إلى رقيب أول، وأخرج من الشرطة القضائية ليعمل سائقاً لدى ضابط برتبة رائد واختصاصه طبيب في قوى الامن.
وخلال الاسبوع الماضي، طلبت مديرية استخبارات الجيش اللبناني من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي توقيف السحمراني وتسليمها إياه، وهي الصيغة المعتمدة بين الجهازين الأمنيين عندما يريد أحدهما توقيف أحد أفراد الآخر. وخلال التحقيق، نفى الموقوف أن يكون قد التقى أياً من مشغليه الإسرائيليين، مؤكداً أنه لم يغادر الأراضي اللبنانية خلال السنوات الماضية. وقد نفى أن يكون الإسرائيليون قد زودوه بأجهزة إلكترونية متطورة، مشيراً إلى أن تواصله مع مشغليه اقتصر على شبكة الانترنت.
وبعدما بيّن التحقيق أن زوجته تملك كماً كبيراً من المعلومات التي قد تفيد التحقيق، فضلاً عن الاشتباه في عملها مع زوجها لحساب الإسرائيليين، دهمت مديرية استخبارات الجيش منزله في برج البراجنة وأوقفت الزوجة وباشرت التحقيق معها.