وطنية 16/4/2009
أكد رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي أنه "ليس المهم من يفوز في الانتخابات النيابية المقبلة، وإنما المهم هو تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية والسياحية في طرابلس، فالشعب لا يريد برامج إنتخابية ولا يريد وعودا إنمائية جديدة، لأن المشاريع التي تساهم في نهضة طرابلس باتت معروفة وهي تفعيل المرفأ والمعرض والمطار والمصفاة، وهذه المرافق من شأنها أن توفر لابناء المدينة الآلاف من فرص العمل بشكل يساهم في تحسين الوضع الاجتماعي المخيف الذي يرخي بظلاله القاتمة على المدينة، ويؤدي بالتالي الى توترات في الشارع".
وخلال استقباله وفدا من عائلة حسون في طرابلس والضنية ، قال كرامي إن ما تعانيه طرابلس من صعوبات إجتماعية وإقتصادية، جراء الاهمال المتمادي لها من قبل السلطة المركزية التي لم تعد تولي المدينة أي إهتمام، لا على صعيد الانماء ولا على صعيد حق أبنائها بالتعيينات، أصبح أمرا لا يحتمل ولا يطاق".
وتابع:"ان الكثير من وظائف الدولة كان يشغلها في السابق طرابلسيون وشماليون، والآن لم يعد هناك أحد، وهذا أمر لا يقبل به أحد، وفيه إجحاف كبير بحق طرابلس وأبنائها الذين يتمتعون بالكفاءة العلمية والنزاهة والاخلاق".
ورأى كرامي "ان التوترات الأمنية في المدينة كلها مفتعلة، لا سيما فيما يتعلق بحوادث التبانة وجبل محسن"، مشيرا "إلى ان البطالة التي تنتشر أفقيا في تلك المناطق تجعل الشبان عرضة للاستغلال ويجدون في هذه التوترات إستفادة لهم"، مؤكدا "أن لا خلاف جوهريا بين أهالي طرابلس وأهالي جبل محسن، فهم يعيشون منذ زمن طويل جنبا الى جنب، ويشكل العلويون جزءا من النسيج الاجتماعي للمدينة".
وشدد "على ضرورة تطوير المرفأ، منتقدا التقصير الحاصل في هذا المجال، وقال: "بقيت وزارة النقل بيد وزراء من طرابلس 15 عاما، دون أن يبادر أي من الوزراء الطرابلسيين الذين تعاقبوا على الوزارة الى إنهاء مشروع تطوير المرفأ، في حين أن مرفأ بيروت يشكل اليوم أكبر مرفأ لاستيعاب الحاويات، ولقد طلبنا في طرابلس ان يرسلوا إلينا الفائض من مرفأ بيروت لكنهم لم يوافقوا".
وأكد على "أهمية الاستفادة من معرض رشيد كرامي الدولي الذي يشكل تحفة فنية لا مثيل لها في الشرق الأوسط وقد وضع على لائحة التراث العالمي"، متسائلا:"أين أصبح المعرض الصيني الدائم الذي من شأنه أن يساهم في تحريك عجلة المدينة على كل صعيد"؟
وختم:"نأسف أشد الأسف لعدم جدية الدولة في إقرار هذا الموضوع، وعدم وجود موقف سياسي موحد يضغط على الدولة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يؤمن فرص العمل للشبان. ان الطفل الذي لا يبكي لا ترضعه أمه، وللأسف لا أحد عندنا يحرك ساكنا ولا من يسأل ولا من يجيب، فيما تغرق طرابلس في الحرمان".