تهديد أميركي: إذا فازت المعارضة "سنصنّفها إرهابية"
الاخبار 9/4/2009
وسط انهماك الجميع بملف الانتخابات النيابية، تبرز إلى الواجهة ملفات ذات صلة بالصراعات الإقليمية التي تتجاوز ما يتصل بالسجال السياسي الدائر حول إدارة الحكم في لبنان. والمراقبة الخارجية للحدث اللبناني ليست مهتمة بأسماء المرشحين أو التحالفات الانتخابية، بل مهتمة بالمحصّلة العامة وبتفصيل إضافي. المحصّلة هي: هل فريق المعارضة الذي يتبنّى المقاومة وإقامة علاقات جيدة مع سوريا هو الذي سيفوز أم لا؟ أما التفصيل، فيتعلق بنتائج الانتخابات في الوسط المسيحي لجهة الوضعية التي سيحتلها العماد ميشال عون من جهة، ومصير النفوذ القائم لمسيحيي 14 آذار.
وفيما انهمكت السفارة الأميركية في بيروت بوضع "جدول مهمات" للعاملين فيها، قرّرت سفارات غربية أخرى اعتماد استراتيجية أكثر حذراً، مثل الامتناع عن التواصل مع السياسيين اللبنانيين، وتقليص حجم الاتصالات مع الجهات الرسمية، ومنح إجازات للموظفين الذين يودّون زيارة أسرهم في بلدانهم.
لكن الجانب الأميركي عمد إلى تصنيف المهمات لفريقه، مكلّفاً مجموعة من الدبلوماسيين متابعة أوضاع فريق 14 آذار، ولا سيما الكتائب والقوات اللبنانية، مع ما تحتاج إليه المعركة من ضغوط على وليد جنبلاط وسعد الحريري لتقديم تنازلات للثنائي المسيحي. كذلك، كُلِّف دبلوماسيون أميركيون متابعة "الدوائر الساخنة" من بيروت الأولى وصيدا والمتن الشمالي وزحلة، إضافة إلى مراقبة نسب التصويت عند جمهور حزب الله، وحجم الأصوات التي سينالها منافسوه، ولا سيما أولئك الذين حصلوا على دعم مباشر من الولايات المتحدة.
وإذ يحرص دبلوماسيون من السفارة الأميركية على المشاركة في عملية التهويل، فإن "إحداهن" ـــــ وهي تتقدم إلى السياسيين على شكل "عارضة أزياء" ـــــ كانت مهتمة بإيصال رسائل تحتوي على قدر كبير من التوتر. وهي زارت قبل مدة شخصية مدنية يزعم الأميركيون إنها قريبة من حزب الله، وسألت: هل تعرف المعارضة أنه يصعب عليها تحمّل كلفة انتصارها في الانتخابات؟
وقالت "الدبلوماسية الجميلة": إن حكومة بلادي تدرس الخيارات والإجراءات الواجب اتخاذها للتعامل مع حكومة تقودها المعارضة، ومن ضمن هذه الإجراءات توجيه تحذيرات إلى المواطنين الغربيين لعدم زيارة لبنان، وتجميد التعاون الاقتصادي والتجاري.
وقالت الدبلوماسية إن الولايات المتحدة لن تتعاون مع حكومة يقودها حزب الله الذي "سيظل مصنّفاً منظمةً إرهابية حتى يُلقي سلاحه"على حدّ تعبير الامريكينن. ورداً على سؤال عن طريقة تصرّف الولايات المتحدة إذا رفض حزب الله أن يتمثّل مباشرة في الحكومة، ردت الدبلوماسية: ومَن سيقود الحكم؟ قيل لها شخصيات مستقلة والتيار الوطني الحر وقوى من المعارضة، فردت بأنه سيجري التعامل مع هؤلاء "بوصفهم واجهة لحزب الله".
إلا أن الجانب الأميركي مهتم بالوضع داخل تيار «المستقبل»، وبالدور الذي يمكن أن يؤديه السنيورة، ويظهر قلة مبالاة بالحديث عن انتقال جنبلاط إلى موقع يبعده عن 14 آذار.
هذا النقاش كان قد تبعه وسبقه نقاش آخر في مصير الحكومة الجديدة، وقال دبلوماسيون أميركيون إن واشنطن لا تحبّذ تكرار تجربة حكومة السنيورة الحالية "لأنها معطّلة وحزب الله والتيار الوطني الحر لا يريدان للحكومة أن تسير إلا وفق شروطهما"، وهناك محاولات لإعادة النفوذ السوري إلى لبنان عموماً، وإلى المؤسسات العسكرية والأمنية على وجه الخصوص، وإن هناك محاولة لخلق وقائع تعطّل ما بدأ العمل عليه قبل أكثر من ثلاث سنوات على "صعيد إصلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية".