فيلتمان بعد لقائه جعجع يضع شروطاً حول انتخاب الرئيس: لن نتدخل في لعبة اسماء المرشحين!!
وطنية - 29/9/2007
التقى قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب السفير الاميركي جيفري فيلتمان، وجرى البحث على مدى 90 دقيقة في مسألة الانتخابات الرئاسية وفي آخر المستجدات. وصرّح فيلتمان بعد اللقاء "ان الحديث مع الدكتور جعجع تناول التطورات الراهنة والمحادثات التي جرت بين المسؤولين الاميركيين ومسؤولين من بلدان اخرى في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العمومية في مجلس الأمن".
ورأى فيلتمان "ان بيان مجلس الامن الذي تلاه كوشنير يترجم الدعم القوي من قبل المجتمع الدولي للبنان لإجراء الانتخابات الرئاسية"، مؤكدا على "توافقه والدكتور جعجع على اقتران تلك الانتخابات بأمور مهمة منها ان يكون الرئيس المقبل للبنان هو خيار لبناني وليس قرار تتخذه الولايات المتحدة او اي دولة اقليمية او دولية بل قرار البرلمان والشعب اللبناني، الى جانب ان يتمتع هذا الرئيس بشخصية قوية يستطيع حماية سيادة لبنان واستقلاله ويعمل على تطبيق القرار الدولي 1701"، ومثنيا على "اهمية المحادثات اليوم والتي تندرج في اطار ايجابي وبناء". واعتبر "ان المشاورات اللبنانية الحاصلة اليوم مؤشر على ان عملية الانتخاب هي فعليا عملية لبنانية".
وعما اذا كانت الولايات المتحدة تقف مع مساعي التوافق وتؤمن بهذا التوافق الحاصل، اجاب: "السؤال المطروح اليوم من سيكون الرئيس؟ ان هذه المسألة يقررها اللبنانيون، ونحن ندعم انتخاب رئيس من قبل مجلس النواب، ولكن ما اتمناه حين نتحدث عن التوافق هو ان يكون مبنيا على مبادىء معينة من اجل ديمقراطية لبنان واستقلاله وتطبيق القرارات الدولية وابرزها القرار 1701، ونامل ان يكون التوافق لصالح مستقبل لبنان وليس على اسم".
سئل: وكأنكم تضعون شروطا وأطرا لهذا التوافق، ألا يعتبر ذلك تدخلا؟ أجاب: "ان قرار من سيكون رئيس لبنان المقبل عائد الى النواب اللبنانيين، ونحن نريد ان نرى المجلس اللبناني يمارس واجباته". واستشهد بنداء مجلس المطارنة الأخير الذي لحظ ان من يقاطع جلسة الانتخاب فهو يقاطع الوطن، معربا عن دعمه مجددا ل"عملية انتخاب لبنانية بعيدة عن التدخل الأجنبي". ورأى "أن الحاجة الى رئيس قوي ينفذ قرارات مجلس الأمن ولا سيما القرار 1701 ليس مطلب الولايات المتحدة فقط بل هو مطلب المجتمع الدولي".
وعن تفسيره لزيارة النائب سعد الحريري الى واشنطن وهل ان كلمة السر ستكون من هناك، قال: "هناك حركة دائمة لمسؤولين دوليين الى لبنان، كما أن هناك مسؤولين لبنانيين يزورون واشنطن وغيرها من عواصم الدول. وانا اعتبر أن زيارة النائب سعد الحريري الى واشنطن تأتي في هذا الاطار".
وعن سبب عدم دعوة أي رئيس كتلة أخرى، اجاب: "لدينا مشاورات جدية مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، والنائب سعد الحريري ليس المسؤول الوحيد الذي نتحدث معه. ومن هذا المنطلق كانت زيارتي اليوم الى الدكتور جعجع حيث أمضيت معه وقتا طويلا للتأكد من نقل أفكاره بشكل صحيح ودقيق".
وعما اذا كان يلمس خطوطا حمراء لدى الأفرقاء والتي من شأنها عرقلة التوافق وهل من خط أحمر أميركي على أي من المرشحين للرئاسة، رفض فلتمان "الدخول في لعبة تسويق أو عدم تشجيع أي من المرشحين الى الرئاسة"، مؤكدا "أن اللبنانيين هم في أفضل موقع لمعرفة من هو الشخص المناسب ليكون رئيسهم"، معلنا "اطلاعه على البرامج التي قدمها بعض المرشحين بحيث سجلنا ملاحظاتنا عليها لأننا نبحث، في أي برنامج ترشحي، عن ضمانات والتزام هؤلاء المرشحين بسيادة لبنان واستقلاله وديمقراطيته". أضاف: "أكرر أننا لن نتدخل في لعبة الأسماء وهذا خيار لبناني لكننا نلتزم بما صدر عن مجلس ألأمن بضرورة أن تتم هذه الأنتخابات في موعدها الدستوري".
وعن توقعاته لما سيحصل في جلسة 23 تشرين الأول اذا لم يتم التوافق قبل ذلك، قال: اتمنى حضور كل أعضاء مجلس النواب الى هذه الجلسة، لا يمكنني أن أتصور مسؤولية أكبر من انتخاب رئيس للجمهورية".
وردا على سؤال عما اذا كان متفائلل بذلك، اجاب: "أتمنى ذلك". واذا كان تفاؤله يأتي بعد لقائك الرئيس بري، اجاب: "انا متفائل لأن الجميع على المستوى المحلي والخارجي يعلنون المواقف ذاتها وهي أن الاستحقاق الرئاسي يجب أن يتم في لبنان ضمن المهل الدستورية ووفقا لما ينص عليه الدستور اللبناني وبعيدا عن أي تدخل خارجي".
وعما اذا كان يتوقع ان لا تتدخل سوريا في الاستحقاق الرئاسي، قال: "ان موقف الولايات المتحدة في هذه المسألة يأتي في اطار التزامها بموقف مجلس الأمن وهو أن لا يكون هناك أي تدخل خارجي واقليمي في الانتخابات الرئاسية". وتمنى على سوريا "أن تحذو حذونا في هذا السياق".