4/4/2009
رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال لقاء سياسي نظمه حزب الله في بلدة القصيبة، في حضور شخصيات سياسية وحزبية وإجتماعية أن "التغيير الذي ينشده أوباما في هذه المرحلة هو تغيير في أسلوب إحتواء حركات الممانعة، وفي طريقة التعاطي مع الدول التي تعترض على السياسات الأمريكية وتعيق مشروعها في المنطقة، الهدف يبقى هو الهدف وهو حفظ أمن الكيان الصهيوني وتأمين تدفق النفط العربي بأبخس الأسعار للمصالح المريكية والأوروبية" لافتا الى "انهما ثابتتان أساسيتان في السياة الخارجية الأمريكية مهما تغيرت الإدارات ومهما تبدلت جمهورية أو ديموقراطية أو ما شاكل إبقاء منطقتنا سوقا إستهلاكية لبضائعهم وانتاجهم".
وتطرق النائب رعد إلى الوضع الداخلي فقال: "عندما يتحدث البعض ان هذه الإنتخابات إنتخابات مصيرية دعونا لا نستمع للألفاظ ولا للشعارات، إذا كانت المصيرية بالنسبة لهؤلاء تعني أن تأتي نتائج الإنتخابات بسلطة تستطيع أن تقول للعدو الإسرائيلي نحن نقف لك بالمرصاد، فإذا هذه المسألة نتفق عليها جميعا، فلا داعي للقول بأنها مصيرية لأنها تحصيل حاصل".
أضاف:"وإذا كان القصد من المصيرية هو معالجة أزمة البطالة والفقر وتحقيق إنماء متوازن بين المواطنين في كل المناطق، فأيضا هذا أمر تحصيل حاصل يتوافق عليه جميع اللبنانيين موالاة ومعارضة، أين هي المصيرية في هذه الإنتخابات إذا لم تكن المصيرية لا هذا ولا ذاك أين تكمن، إذا كان القصد من المصيرية إضعاف لبنان وجعله مرتهنا للسياسات الأمريكية والإقليمية المتواطئة معها، بهدف تحقيق إستقرار عابر ومؤقت، إلتزاما بالتأدب أمام الشروط الإسرائيلية فهذا ليس أمرا مصيريا، بل أمرا تراجعيا وأمرا إنسحاقيا أمام الآخرين، ويرد البلد 100 سنة إلى الوراء، فإذا لماذا نطبل ونزمر للانتخابات المصيرية ونتائجها".ِّ
اضاف: "هناك احتمال ان الذين يتكلمون عن إنتخابات مصيرية إنما يرفعون هذا السقف خوفا على مصالحهم الفئوية والشخصية، وعلى شبكة إستثماراتهم التي هدرت المال العام طوال السنوات الماضية، وهذا يبدو أقرب التفسيرات للقول بمصيرية الإنتخابات اللبنانية".
وتابع:"نحن نخوض الإنتخابات باعتبارها محطة نضالية مهمة في تاريخ تطوير أوضاعنا الداخلية والوطنية بشكل عام، ونحن ندرك أن الإنتخابات ليست نهاية المطاف وليست خاتمة النضالات".
وشدد النائب رعد على ان "الإنتخابات محطة إنتقالية لمرحلة جديدة تتبعها مراحل ومحطات أخرى يمكن أن تسهم الإنتخابات ونتائجها، يتحقق إنجازات وفتح أبواب جديدة لتحقيق إنجازات بسرعة اكبر وجودة أكبر وبكلفة أقل ويمكن أن تكون نتائج الإنتخابات تأتي خلاف ما تشتهي فتوصد الأبواب أمام كل تقدم وكل إنجاز جديد، فنعود إلى مرحلة تحصين ما نحن عليه حتى لا نتراجع عما نحن فيه، بهذا المعنى الإنتخابات خطوة مهمة وكمحطة أساسية مهمة نتعاطى معها على هذا الأساس، من هنا نحن واثقون بأن الأكثرية ستكون من نصيب المعارضة والتنافس القائم حول نسبة هذه االزيادة في الأكثرية، وأيضا يجب مع وثوقنا بفوز المعارضة بالأكثرية أن نرفع من نسبة الإقتراع لخيارنا الوطني حتى نوجه رسالة قوية بأن شعبنا لن يتراجع ولن يتردد في انتصاره لخيار المقاومة، الذي أثبت جدواه في الدفاع عن الوطن وفي حفظ الوطن وفي رد كيد المعتدين الإسرائيليين وفي مواصلة النضال من أجل تحرير بقية الأراضي اللبنانية المحتلة".
وتابع رعد:"نحن عايشنا عقل حكومة أراد أن ينفرد بالسلطة وان يمارس الهيمنة على اللبنانيين، وبدل أن يعالج مشاكل اللبنانيين أوقعهم في كثير من الأزمات وأنا أذكر عندما اعتمدت هذه السياسات كان الدين العام على لبنان أقل من مليار دولار، فجأةً بقدرة قادر وخلال 16 سنة أصبح الدين على لبنان 48مليار دولار، ونحن نسأل كم صرف من هذه الأموال على الإنماء وعلى بناء المشاريع في لبنان ومجموع ما تم صرفه لا يتجاوز السبعة مليار دولار والباقي فوائد الدين وما بعرف إذا هناك شيء تم تهريبه بإسم الدين".
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أضاف:"الإنماء المتوازن وكل المناطق تشكو من قلة الإنماء في توزيع متوازن لأصحاب السلطة ضمن الفريق الواحد وليتم توزيع الأرباح فيما بينهم" مؤكدا اننا "نخوض الإنتخابات من أجل تصحيح هذا الوضع ويأتي من يخوِّف الناس ويقول إننا قادمون على كارثة إقتصادية في البلد إذا وصلت المعارضة للسلطة وإذا أصبح بيد المعارضة الأكثرية، ونحن نقول إن هذه الكارثة موجودة في ظل هذه السلطة وهذا الفريق الأكثري، فالبلد لم يعد قادرا على حمل الكارثة الموجودة على المستوى الإقتصادي إذا أتت المعارضة ببرنامجها الإقتصادي والإنمائي، بالتاكيد سيمارس ما يضع حدا لهذا الإنهيار الكارثي على المستوى الإقتصادي، المعارضة ستعالج أسباب الأزمة الإقتصادية الموجودة بفعل سياسات الفريق الأكثري الذي حكم البلد، ولذلك نحن واثقون أن الكارثة ستتضاعف إذا فازت الأكثرية مجددا في الإنتخابات النيابية، فإذا فازت الموالاة التي تلتزم برنامج الإستدانة للانفاق وستزداد الكارثة ويضعف البلد".
وختم:"لا يوجد حل الا ان تأتي المعارضة بالاكثرية التي تملك برنامجا، تعرف ان هذا البلد لا تستطيع أن تحكمه لوحدها، ولذلك ستصر على ان يشارك آخرون ممثلين للقوى الأخرى الموجودة في لبنان لكن ضمن البرنامج المعتمد للمعارضة إذا وافقوا فهذه أمنيتنا، وإذا لم يوافقوا فلا يتوهمن أحد أننا سنتخلى عن مسؤولياتنا سنتابع جهدنا من أجل إنقاذ البلد من الوضع الكارثي الذي هو فيه".