28/3/2009
اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن المنطقة تعيش منذ أكثر من ستين عاما التوتر والتهديد بسبب إصرار المستكبرين على زرع كيان غاصب قائم على اراضي الغير بالقوة وقائم على تشريد شعب وتهديد شعوب المنطقة كلها بهدف السيطرة على مصير الشعوب والتحكم باقتصادالمنطقة وجعل الكيان الصهيوني محورا تطبيعيا لكل ملاقاة المنطقة معه، على اساس انه يشكل الحارس للمصالح الاستكبارية الغربية في منطقتنا، صراعنا مع القوى الاستكبارية الداعمة للكيان الصهيوني هو صراع وجود وصراع هوية حضارية وصراع يقرر مصير شعبنا وأجيالنا المقبلة، الذين يطرحون شعارات السيادة والحرية والاستقلال" مستغربا "كيف تتناسب هذه الشعارات مع القبول بتسويات ستأتي حتما على حقوق الشعب اللبناني والفلسطيني وعلى حقوق كل شعوب المنطقة، وخصوصا ان المدخل الاساس الذي يريدونه لتسوية التي يراهنون عليها هو سحق سلاح المقاومة وإسقاط خيارها، ما فعلناه في لبنان ان الذين يتخوفون من مواجهة هذا العدو هم الجبناء هم المتقاعسون والمفرطون بحقوق الامة والمنطقة، نحن قلنا ان المقاومة تعيد التوازن في هذه المنطقة على الاقل وتمنع العدو من ان يتمادي في ان يفرض شروطه، بديل المقاومة هو الاستسلام ولا احد يخدع نفسه ان بديل المقاومة هو تحقيق السلام من خلال الديبلوماسية، الذي يصون في المنطقة ويحفظ الاستقرار هو بقاء المقاومة وشعوبها المؤيدة لها على الجهوزية التي يمكن ان تتصدى لاي اعتداءات اسرائيلية في المستقبل" لافتا الى "ان توازن الردع هو الذي يحقق الاستقرار".
وخلال احتفال تأبيني بمناسبة أسبوع الشهيد محمد عليق في بلدة يحمر، رأى رعد ان "العدو الآن أعجز من ان يقوم بأي عدوان على لبنان دون ان يتحمل التكاليف الباهظة لعدوانه، وهذا ما يجعله ينأى بنفسه عن الدخول بأي متاهة، لا يخيفنا التهويل وقرع الطبول لاننا اصبحنا في موقع القوة" لافتا الى اننا "نستطيع ان نواجه العدو الصهيوني، نقف له بالمرصاد ونلاحق خطواته، ولن يرهبنا او يثنينا عن مواصلة الاستعدادات والتجهيز لاننا لا نريد ان يكون وطننا او أهلنا لقمة سائغة امام العدوان، كل رهانات اميركا واوروبا كانت على انتصار اسرائيل في حرب تموز وتمكن العدو من إلحاق الهزيمة بالمقاومة وسحق سلاحها من اجل ان تفتح ابواب الشرق الاوسط الجديد، لكنهم جميعهم خابت آمالهم بانتصار المقاومة وبدأوا يعيدون النظر بحساباتهم وفي سياساتهم نتيجة هذا الانتصار".
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أضاف:"في لبنان المقاومة التي أثبتت وجودها في مواجهة العدو أنكر كل الآخرين ان يعترفوا بحضورها في مواجهة العدو وهم الآن يناقشون بعد ان هدأ روعهم وبعد ان ركنت انفعالاتهم ان يتوصلوا الى تفاهم مع المقاومة، وهم يعيدون النظر في حساباتهم واحدا تلو الآخر لكن هناك من هو أجرأ من الآخرين على إعادة النظر في حساباته، نحن ننتظر هذه المراجعات للحسابات لكن لن نتخلى عن جهوزيتنا على الاطلاق ، في الشأن الداخلي ما لدينا قدمناه فوق الطاولة نحن نريد الشراكة الوطنية، نحن نريد الديموقراطية التوافقية والحفاظ على العيش المشترك والميثاق الوطني والسلم الاهلي، نحن لا نريد اي تعديل في اتفاق الطائف بل نريد تطبيق اتفاق الطائف، بدءا من اول بند فيه الى آخر بند، نحن الذين حفظنا السيادة للوطن، وسنتابع مسيرة التحرير بكل الوسائل المتاحة ونعطي فرصة للديبلوماسية من اجل ان تستعيد بقية ارضنا التي لا تزال تحت الاحتلال، القسم اللبناني من قرية الغجر وصولا الى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ، لا لن تخدعنا المراهنات على الديبلوماسية وعلى الصداقات الدولية لاننا نؤمن بان هذا العرض لا توجد فيه صداقات، توجه فيه مصالح عندما تكون مصلحة لاوروبا او للولايات المتحدة الاميركية ان تنسحب اسرائيل من مزارع شبعا ستنسحب اسرائيل من مزارع شبعا، وعند ذلك المقاومة يجب ان تتصرف وفق المصلحة الوطنية اللبنانية اما ان تجامل الآخرين الذين لا يرون في هذا العالم الا مصالحهم على حساب مصالحنا الوطنية فهذا أمر لا نفعله على الاطلاق".
وقال النائب رعد" لقد انتمى شهيدنا محمد عليق الى مؤسسة تخدم الشعب وتساعده على تعزيز الصمود وإعادة إعمار ما امتدت اليه يد العدوان، من جهاد البناء الى معمار نفس المسار مسار المقاومة وتعزيز الصمود ودعم الناس ومساعدتهم على مواجهة التحديات والمخاطر لبناء موقع مميز يستعصي على العدو من ان ينال من رفعته، فكل مؤسسة تخدم هذا المسار هي عمل مقاوم ليست المقاومة حمل سلاح فحسب وان كان للمجاهدين الذين يحملون السلاح ويبذلون دمهم وأرواحهم في سبيل عزة الوطن وكرامة المواطنين الفضل الأكبر في حفظ الوجود والموقع والدور والهوية وحفظ الوطن".
اضاف:"هذا الوطن يجب ان يبقى عزيزا وقويا ومنيعا امام استهدافات الآخرين الذين يتربصون به شرا، مسيرة المقاومة مسيرة متشعبة لها وجه عسكري وأمني ووجه ثقافي وحضاري وإنمائي وسياسي واقتصادي، هكذا نفهم المقاومة، مسارها ومسيرتها ولولا المقاومين لما كان للبنان قيمة على المستوى السياسي، خصوصا وسط الصراعات والتجاذبات والاعتداءات والمعارك والحروب التي شهدتها منطقتنا".
كما ألقيت في الاحتفال كلمات لامام البلدة الشيخ نزار سعيد، وعباس موسى باسم جهاد البناء والاديب عماد عواضة ومجلس عزاء حسيني.