وطنية - 25/3/2009
شيعت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" وفصائل الثورة الفلسطينية، نائب سفير فلسطين اللواء كمال مدحت، واللواء اكرم ضاهر، والعقيد حسني شحادة والملازم خالد ضاهر، الذين سقطوا بانفجار سيارة مفخخة على طريق الميه وميه في الجنوب.
انطلق موكب التشييع من أمام جامع الإمام علي حيث صلي على الجثامين عقب صلاة الظهر، ثم وصل الموكب الى مقبرة الشهداء حيث ووري الشهداء في الثرى.
وتقدم المشيعين ممثل رئيس مجلس الوزراء السفير خليل مكاوي، سفير فلسطين عباس زكي، النائب محمد قباني ممثلا النائب سعد الحريري، الوزيران السابقان بشارة مرهج وطراد حمادة، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، ممثل "تيار المستقبل" احمد الحريري، عضو المكتب السياسي في "حزب الله" حسن حدرج، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي علاء الدين ترو، ممثل حركة "حماس" في لبنان اسامه حمدان، المسؤول عن العلاقات الخارجية في منظمة التحرير الفلسطينية اللواء خالد عارف، السيد محمد الأمين، ممثل حركة "الجهاد الأسلامي" ابو عماد الرفاعي، ممثل "الجبهة الشعبية" في لبنان مروان عبد العال، ممثل "الجبهة الديموقراطية" في لبنان علي فيصل، وشخصيات.
وألقى السفير زكي كلمة "فصائل الثورة الفلسطينية"، بدأها بالتذكير "بمآثر الشهيد مدحت الذي كان رجلا طموحا في تحصيل العلم فحاز شهادة الدكتوراة، وطموحا في احتراف العسكرية فوصل الى رتبة لواء". وقال: "لم أرد يوما أن أودعك الى دار البقاء، بل كنت أعد نفسي لأودعك وأنت ذاهب الى غزة لتكون جسر محبة بيننا وبين أهلنا هناك، ولكن يد الغدر طالتك ظنا منها أنها ستوقف محاولاتنا في تحقيق الوحدة الوطنية والإسلامية، ولكن خسئوا لأنك غادرت جسدا وبقيت فكرا".
وأضاف: "قتلوك لضرب مسيرة السلم الأهلي في لبنان وليفتحوا من جديد مسلسل الرعب، ولكن مضى الوقت على ذلك، وبوعينا، لبنانيين وفلسطينيين، سنرد الكيد في النحور وسنبقى جسور التواصل مع الأخوة اللبنانيين". وتوعد "القتلة بالقصاص"، وقال: "والله دمكم لن يذهب هدرا، وسنقتص من الخونة وكل من تسول له نفسه العبث بالسلم الأهلي والدم الفلسطيني، لأن الدم الفلسطيني ليس مشاعا، ويؤكد ذلك كل التضامن العربي والدولي معنا منذ لحظة الإغتيال". وختم: "وداعا يا كمال أنت ورفاقك الشهداء. لقد ترجلتم عن صهوة جوادكم ونحن بأمس الحاجة اليكم".
في صيدا
وكان الفلسطيني محمد شحادة، أحد مرافقي مدحت، شيع الى مثواه الأخير في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب. ووصل موكب التشييع الى صيدا بعيد الثالثة عصرا، بعد مشاركته في مراسم التشييع الرسمية للشهداء الأربعة في بيروت، وتوقف بعض الوقت عند مدخل مخيم عين الحلوة حيث أدت ثلة من الكفاح المسلح الفلسطيني وحركة "فتح" التحية، ثم نقل الجثمان الى مقبرة صيدا الجديدة التي لا تبعد سوى أمتار قليلة من المكان الذي وقع فيه الانفجار عند تخوم المية ومية. وتقدم المشيعين السفير زكي وعدد من قياديي حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية وممثلون لأحزاب وقوى لبنانية.
وفي تصريح له خلال تشييع شحادة، أعلن زكي عن "استنفار أمني فلسطيني -لبناني على أعلى مستوى بعد جريمة اغتيال مدحت ورفاقه، من أجل كشف من يقف وراءها وتقديمه الى العدالة"، كاشفا عن مشاركة جهات دولية للمرة الأولى في التحقيق.
وقال: "هؤلاء الشهداء الأربعة طريقة توديعهم أعطت رسالة أن الدم الفلسطيني دم غال جدا، لأن مستوى الحضور والمشاركة كان كبيرا ومتنوعا، وهم مثلوا برحيلهم وحدة الموقف اللبناني والفلسطيني، وأعادوا الى الشارع اللبناني الوهج الفلسطيني. ونحن نقول إن هذا الحشد هو رسالة حتى تتوقف الأعمال المخلة بالأمن التي تهدر دم الأبرياء وتقف في طريق المناضلين والتي تضرب الوحدة الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية-اللبنانية، وهذا دليل على أن الذين قاموا بهذا العمل سيلقون عقابهم".