وهاب: مستعد لخوض معركة الشوف الانتخابية لو ارتأت المعارضة ذلك،وكل ما يعنينا هو الفوز بغضّ النظر عن الأسماء
موقع النشرة 21/03/2009
أكد رئيس تيار "التوحيد اللبناني" الوزير الأسبق وئام وهاب أنّ الانتخابات النيابية المقبلة ليست مصيرية ولكنها دون شك انتخابات مهمة مشيراً إلى أن "لا شيء اسمه آخر الدنيا".
وهاب، وفي حديث إلى موقع النشرة في إطار مواكبة الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، أعرب عن اعتقاده بأنّ التوافق العربي سينعكس على الانتخابات النيابية موضحاً أنّ الموضوع المالي برد قليلاً والدعم المالي بدأ يجفّ مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ هذا المال لم ينقطع كلياً ولكنه لم يعد بالحجم الذي كان مطروحاً في البداية "إذ أنّ ميزانية الستين مليون دولار التي كانت مخصّصة لكل قضاء تقلّصت لتصبح بحدود العشرة ملايين دولار وهو رقم ليس بالقليل".
وانطلاقاً من ذلك، لم يستبعد وهاب أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة مناسبة لاتفاق دوحة انتخابي شبيه باتفاق الدوحة الرئاسي متحدثاً عن احتمال حصول توافق غير منظور بأغلب المناطق اللبنانية وبينها تلك المتوقع أن تشهد معارك طاحنة.
ونفى وهاب كل الأنباء والتحليلات الصحافية التي تتحدث عن احتمال ترشحه في دائرة بعبدا موضحاً أنّ كلّ هذه الأنباء غير صحيحة بالمطلق لافتاً إلى أنه "ليس شحاذ مقعد نيابي لينقل من منطقته الشوف إلى منطقة أخرى حيث لآل الأعور مكانتهم وقيمتهم".
وهاب لفت إلى أنه، وفي حال قرّر الترشح، فإنه يفعل ذلك في الشوف كاشفاً أنّ قرار تيار "التوحيد اللبناني" يقضي حتى الآن بترشيح ثلاثة أشخاص هم أمين الداخلية في التيار هشام الأعور عن دائرة بعبدا، نائب رئيس التيار سليمان الصايغ عن دائرة عاليه وبهاء عبد الخالق عن دائرة الشوف.
وأكد وهاب أنّ ما يعنيه هو أن تربح المعارضة هذه الانتخابات بغضّ النظر عن الأسماء والأهم هو أن يكون لديها مشروع للحكم معلناً رفضه المطلق لأن يكون مشروع المعارضة هو "قم لأجلس مكانك" مشيراً إلى أنه، في هذه الحال، فلا فارق بين فوز المعارضة أو الموالاة بالانتخابات لأن القضية تصبح قضية أشخاص لا أكثر.
وإذ أكد وهاب، رداً على سؤال، أنه مستعد لمعركة الشوف فيما لو ارتأت المعارضة أن يخوض المعركة شخصياً، نفى أن يكون شرط ذلك هو توافر حظوظ النجاح أو ضمان الفوز مشيراً إلى أنّ المسألة هي مسألة إثبات وجود "فإذا تمكنا من الحصول على ثلث أصوات منطقة الشوف فهذا شيء جيد" موضحاً أنّ الخلل هو في قانون الانتخابات "فلو كان قانون النسبية هو المعمول به لكنا حصلنا على ثلاثة نواب بسهولة".
وتعليقاً على ما يقال عن "عدم رضى" الوزير وهاب على أداء المعارضة في هذه الفترة عشية الانتخابات النيابية، أوضح وهاب أن المسألة ليست مسألة عدم رضى لكنه سجّل على المعارضة أنها، وحتى اليوم، لم تطرح أي مشروع موحّد يجمع مختلف أفرقائها.
ورداً على سؤال عن البرنامج المشترك الذي طرحته الموالاة في الرابع عشر من آذار، اعتبر وهاب أن هذا البرنامج "لا طعم له وهو مجرد كلام" لافتاً إلى أنّ الخلافات داخل فريق الرابع عشر من آذار تبقى أكبر بكثير من تلك الموجودة لدى المعارضة مشيراً إلى أن "في المعارضة صمام أمان هو الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله" لافتاً إلى أنّ الأخير قادر على حلحلة كل الخلافات التي تنشأ داخل المعارضة "وإن كان يفعل ذلك على حساب الحزب".
وأكد وهاب أن الموالاة، في المقابل، مشتّتة غير قادرة على التوافق موضحاً أنّ البيان الذي أصدرته ليس له قيمة حتى أنّ نصف أركان هذا الفريق لم يقرأوه حتى.
وأعرب الوزير وهاب عن ثقته بنسبة 70 في المئة بأنّ المعارضة هي التي ستفوز بالأكثرية المطلقة بنتيجة الانتخابات النيابية مؤكداً في الوقت عينه أن فوز أي فريق، سواء أكانت الموالاة أو المعارضة، سيكون بفارق ثلاثة أو أربعة مقاعد على الأكثر.
من جهة أخرى، أكد الوزير وهاب أنه لا يؤيد مشروع الشراكة الذي تطرحه المعارضة لمرحلة ما بعد الانتخابات متسائلاً عن كيفية طرح الشراكة مع فريق تنتقده المعارضة على مجمل سياساته "وفي طليعتها تحويل الدولة لمزرعة منذ أن أتى (رئيس الحكومة الأسبق) رفيق الحريري إلى السلطة فضلاً عن الهدر والديون". وتساءل وهاب أين سيكون التمايز في حكم البلاد إذا كان الكل سيتشارك في الحكم مجدداً مشيراً إلى أنّ الأمر المنطقي يقضي بأن تحكم الموالاة وتعارض المعارضة.
ورداً على سؤال عن سبب خوض المعارضة معركة الشراكة طيلة المرحلة الماضية إذا كانت ستقف ضدها في النهاية، ذكّر وهاب بأن "الفريق الحاكم تحوّل لمتآمر على المعارضة وذلك خلال حرب تموز وما قبل السابع من أيار" موضحاً أنّ هذا الفريق حوّل نفسه لفريق ينفّذ مؤامرة على المعارضة "وبالتالي لم يعد لنا ثقة بهم لنتركهم يحكمون بأنفسهم وهذا لم يكن ليحصل لو مارسوا الحكم بشكل ديمقراطي".
وعلّق وهاب على قول رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري أنه سيأخذ "عطلة طويلة" في حال خسرت الأكثرية الانتخابات النيابية فلفت إلى أنه "أصلاً في عطلة منذ اللحظة التي أصبح فيها نائباً" متسائلاً عن "الجديد" في الموقف الأخير للحريري الذي "لم يعمل في السياسة يوماً". ونفى وهاب أن تكون المعارضة بوارد أخذ "عطلة" فيما لو خسرت الانتخابات مشيراً إلى أنها ستواصل القيام بواجباتها من أي موقع وجدت نفسها فيه.
وشدّد وهاب على أنّ الحضور السياسي ليس متعلقاً فقط بالنيابة متسائلاً "هل نستطيع أن نقول أنّ الحزب الشيوعي مثلاً، الذي ليس ممثلاً بأي مقعد في المجلس النيابي، في عطلة؟" لافتاً إلى وجود أكثر من ستين نائباً لا يعرفهم الناس فيما يعرفون آخرين من خارج الندوة البرلمانية جيداً.
وختم الوزير وهاب بالاشادة بإقرار المجلس النيابي لخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة باعتبارها "خطوة مهمة وإن كانت مؤجلة كالعادة" لافتاً إلى أنّ الأهم يبقى قانون النسبية الذي لم يقر للأسف "ودون هذا القانون ستبقى قوى السلطة والمال والاقطاع تحكم قبضتها على البلد".