وطنية19/3/2009
ادلى رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص، باسم منبر الوحدة الوطنية، بتصريح اليوم، جاء فيه: "حفلت بعض الصحف اليوم بأخبار وتوجهات هي بطبيعتها مثار لجدال عميق، وذلك انطلاقا من خطوط أخذت تتكون في الحوار السعودي- السوري، من ذلك، المناداة بالتشبث بمبدأ الحكومة الوفاقية، وهناك محاولات جدية لجر مجلس النواب الى العفو عن الجرائم التي ارتكبتها بعض الجهات التي كانت محسوبة على العدو الاسرائيلي في مراحل التأزم بين لبنان وبينه، لا بل وفي مراحل الاجتياحات التي نفذها العدو ضد لبنان ومراحل الحروب والاعتداءات المتفرقة التي شنها".
واكد "اننا لا نرى ان حكومة الوحدة الوطنية يجب ان تكون قدر لبنان الذي لا مناص منه بعد اجراء الانتخابات النيابية، وذلك لغير ما سبب، اولا: برهنت حكومة الوحدة الوطنية الحالية انها حكومة فاشلة، عجزت عن حسم قضايا كثيرة، فاذا بهذه القضايا تغدو مواد للتظاهر في الشارع والصدامات بين مختلف الفئات، والاهم من ذلك اذا كان لنا ان نأخذ بشيء من الديموقراطية، فالواقع ان الديموقراطية تتلازم اساسا مع مبدأ المسالة والمحاسبة من جهة ومبدأ التمثيل الشعبي الصحيح في الندوة النيابية من جهة اخرى. اما في ظل حكومة وحدة وطنية فستكون عملية المحاسبة شبه مفقودة او معطلة، فمبدأ المحاسبة يقوم على الفصل بين السلطات واما في ظل حكومة وحدة وطنية فالحكومة تكون عادة صورة مصغرة عن المجلس النيابي، فكيف يحاسب المجلس النيابي نفسه؟. ثم ان نظامنا المشوه يفتقد التمثيل النيابي الصحيح بمعنى ان الانتخابات النيابية يقرر نتائجها عاملان اساسيان كلاهما غير ديموقراطي هما: المال السياسي الذي يبذل هذه الايام على مستوى غير مسبوق في مشتري الذمم واجتذاب اللبنانيين المقيمين خارج لبنان على نفقة المرشحين، ثم العصبية المذهبية والطائفية.
واضاف: "ثمة اخبار تشير الى مجموعات ستأتينا من اوروبا واميركا لمراقبة عملية الانتخاب، الا ان السؤال يبقى، تستطيع هذه المجموعات مشكورة ان تراقب عملية الاقتراع امام صندوق الاقتراع وتشهد بسلامة العملية ولكنها كيف ستراقب وتواكب الاموال الطائلة التي تنصب على الساحة السياسية في شتى المجالات، منها الرشوة وتحويل الصوت الانتخابي الى سلعة تباع وتشرى ومسخ وسائل الاعلام الى ادوات سافرة للترويج الاعمى لهذا الفريق او ذاك؟، هذا مع العلم ان كثيرا من المال السياسي الذي يتدفق على الساحة الانتخابية انما ياتي من مصادر خارجية ذات مآرب معروفة".
وتابع: "اما العفو عن المتعاملين السابقين مع العدو الاسرائيلي فيجب بطبيعة الحال ان يكون مقرونا بالتوبة والندم والاقلاع نهائيا بعد اليوم عن تكرار شيء من تلك التجربة المشؤومة مستقبلا، ان لم يكن مثل هذا الحرص، فالنتيجة ستكون حتما بمثابة التشجيع على المزيد من الشذوذ والخيانة".