سليمان من باريس: لبنان لن يسمح بحصول تسويات مع "اسرائيل" على حسابه
وكالات 17/03/2009
شدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان ان امام لبنان تحديات جمة تتطلب لمواجهتها مزيدا من "دعم فرنسا والمجتمع الدولي وتضامنهم معه" وفي طليعة تلك التحديات الانتهاكات الاسرائيلية اليومية لسيادتنا واستعادة ما تبقى من ارضنا تحت الاحتلال الاسرائيلي بالوسائل المشروعة كافة. لافتا الى "التهديدات الاسرائلية المتواصلة ضد لبنان وشعبه وبناه التحتية المدنية منها والعامة"، ومذكرا "بالتهديد الناجم عن الارهاب بكافة اشكاله اضافة الى خطر التوطين النهائي لللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
واكد سليمان ان "لبنان لن يسمح بأن تحصل تسويات مع اسرائيل على حسابه وان فرنسا لن تسمح بدورها لأي تسوية في المنطقة على حساب لبنان"، واضاف ان "كل المواضيع هي رهن تطبيق القرارين 425 و1701 مشيدا بالدعم الفرنسي للبنان"، مشيرا الى "التطابق الكامل في وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والعلاقات بين سوريا ولبنان.
وقال سليمان ان "الحل الذي طال انتظاره لازمة الشرق الاوسط وتحديدا للمسألة الفلسطينية لا يستدعي ضرورات العدالة فحسب ولكن ايضا واجب السلام والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي المستدام تجاه شعوبنا".
كلام الرئيس سليمان جاء خلال عشاء الدولة الذي اقامه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على شرف الرئيس سليمان وعقيلته والوفد المرافق في قصر الاليزيه والذي حضره الى الرئيسين وعقيلتيهما كبار المسؤولين الفرنسيين وشخصيات لبنانية.
واذ شكر سليمان "فرنسا على وقوفها الدائم الى جانب لبنان"، شدد على "تقدير الشعب اللبناني بأسره للجهود الكبيرة والتضحيات الجسام التي بذلتها فرنسا وابناؤها في الحقول المدنية والعسكرية دفاعا عن قضية السلام في جنوب لبنان"، لافتا ان "هذا التعاون يتم بتنسيق وتلازم مع الانتشار الاوسع للجيش اللبناني الذي اثبت انه القوة الضامنة للديموقراطية والوفاق الوطني.
واعتبر سليمان ان "حضوره في فرنسا اليوم شاهد على المسيرة المنجزة وعلى التقدم الذي تحقق منذ توقيع اتفاق الدوحة"، مشيرا ان "الاستقلال في لبنان يترسخ والحوار الوطني اعيد اطلاقه والمؤسسات استعادت مكانتها".
ومن جهته اشاد ساركوزي "بجهود الرئيس سليمان التي بذلها في سبيل استعادة لبنان عافيته وعودته الى الحياة بعد المصاعب التي اعترضته"، مشيرا الى "عودة المؤسسات الى العمل من جديد وحكومة الوحدة الوطنية تحكم والبرلمان يشرع"، مشددا على "وقوف فرنسا الى جانب كل لبنان وليس الى جانب فئة دون اخرى".
واشاد ساركوزي على "الدور المركزي للجيش اللبناني الذي كان يقوم بدوره كاملا لاعادة النهوض بلبنان حين كان البلد مهدد بالانهيار"، لافتا الى "المساهمة التي تقدمها القوات الفرنسية ضمن اليونيفيل في تنفيذ القرار 1701 كي لا يعيش لبنان بعد اليوم اياما سوداء كالتي عاشها في تموز عام 2006"، معتبرا ان "فرنسا تتابع اليوم ما تعتبره رسالة دعمها للدولة اللبنانية وجيشها وهي تفتخر بوجود وحداتها العسكرية المنتشرة داخل قوات اليونيفيل التي تقدم مساهمة اساسية في تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن".
واشار ساركوزي ان "فرنسا تبقى متابعة بإنتباه لاعداد استراتيجية الدفاع التي تعد في اطار الحوار الوطني اللبناني لكي يتاح للدولة اللبنانية تأمين الدفاع عن البلد"، كما اثنى ساركوزي على "تطور وتحسن العلاقة بين لبنان وسوريا"، داعيا الى "علاقة من الند الى الند قوامها الاحترام المتبادل وتفهم المصالح المشتركة لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والسوري".