المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

كرامي: الدولة تتقاعس عن تنفيذ المشاريع عمداً لتفسح المجال للمال السياسي ولن نرضى تصوير طرابلس أنها تشحد من أحد

وطنية - 15/3/2009
رعى الرئيس عمر كرامي "ترويقة" في مطعم هاني عبدالرزاق في سوق الصاغة في طرابلس، في حضور نجله فيصل، الدكتور خلدون الشريف، نقيب صائغي وجوهريي المدينة خالد النمل، أعضاء النقابة، وأصحاب المحال التجارية في الأسواق الداخلية، وحشد من أهالي المنطقة.


بداية، تحدث مروان صافي مرحبا بالرئيس كرامي والحضور، تلاه شمس حافظ الذي عرض لتاريخ طرابلس العروبي والوطني، ثم ألقى عبد الناصر زاهد قصيدة بالمناسبة. واشاد محمود عبد الرزاق بدور الرئيس كرامي وتاريخ العائلة الكرامية التي قدمت الشهداء. وتحدث عبدالرحيم عامودي (أبو زكي) عن الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأسواق الداخلية، داعيا الى "ضرورة النهوض بهذه الأسواق في إطار تفعيل الحركة الإقتصادية والإجتماعية في المدينة".


الرئيس كرامي
ثم، تحدث الرئيس كرامي، فقال: "يسعدني أن أكون معكم في هذه الصبيحة المباركة وان التقي بهذه الوجوه المحببة التي تعودت عليها في السراء والضراء، ولكم سعدت حين وجهت الي الدعوة للمشاركة في هذه "الترويقة" في سوق "الصاغة" وفي هذه الأسواق القديمة، أسواق العز والخير لوجودكم فيها. هذه طرابلس القديمة المحافظة على مبادئها والمحافظة على قيمها وتقاليدها ونحن نفاخر بطرابلس وتاريخ طرابلس ورجالاتها وبعروبة طرابلس التي لا يمكن أن نتخلى عنها مهما كانت التضحيات والصعاب والضغوط والمخاطر. وتأكدوا أيها الحضور أن العروبة ورثناها عن عبد الحميد وأكملها رشيد، ونحن معكم وإياكم ومع جميع المخلصين في هذه المدينة وفي هذا الوطن سنظل رافعين رايتها وسنقدم القرابين تلو القرابين لتبقى طرابلس قلعة الوطنية والعروبة".


وأضاف: "اليوم بدأ موسم الإنتخابات. وفي الإنتخابات تبدأ المزايدات ونحن وإياكم لم يكن بيننا في تاريخنا الطويل مع هذه المدينة أي مزايدات في إنتخابات، ففي إنتخابات وبلا إنتخابات نحن دائما وكل المؤسسات التي أنشأها عبد الحميد ورشيد وأنا؛ لم تقفل أبوابها في أي ظرف من الظروف من أجل إستغلال رخيص، وإنما بقيت في خدمة جميع أبناء المدينة والشمال من دون منية ومن دون طلب، فنحن اليوم عندما نشاهد ونلمس بأن الدولة تتخلى عن وظيفتها، وبسبب الإنقسامات والظروف والحروب التي مضت في هذا الوطن، أصبحت الخزينة عاجزة وكل السياسات التي وضعت بعد ذلك من أجل إنقاذ الوضع الإقتصادي والمالي والإجتماعي لم تفلح. وجميعنا نشاهد ونلمس كيف أن أرقام الدين العام تتصاعد حتى باتت تلامس الخمسين مليار دولار، وأمام هذا الواقع تتحجج الحكومة في التقاعس في تنفيذ المشاريع الفردية والمشاريع الإنمائية وخصوصا في طرابلس والشمال، وجميعنا نلمس الضائقة الإقتصادية والإجتماعية، وأنا أتحدث وأعرف أنكم تعرفون كل هذه الوقائع، ولكن لفت نظري أن هناك مشاريع هي من صلب واجبات الدولة أن تنفذها، منها المجارير، التزفيت، إنشاء المدارس، إنشاء المستشفيات..الخ. لكن بدأنا نشك وخصوصا على أبواب الإنتخابات أن الدولة تتقاعس عن تنفيذ هذه المشاريع عمدا من أجل أن تفسح المجال من أجل المال السياسي لأن يقوم بهذه المشاريع نيابة عنها".


وتابع: "نحن من هنا نلفت النظر الى أنه لا يجوز التأخير أبدا في تعيين المجلس الدستوري، لأن ما نص عليه قانون الإنتخاب من تحديد المال الذي يصرف على الإنتخابات، فإن ما نشاهده من صرف مال سياسي على هذه المشاريع يقع تحت طائلة إبطال النيابة إذا كان هناك مجلس دستوري، ونحن نشك كثيرا في أن تعطيل تشكيل هذا المجلس هو لهذه الأسباب ولهذه الغاية".


وقال: "نحن لسنا أبدا ضد مشاريع الخير، فليأتي الخير من أي مكان، فأهلا وسهلا به والناس بالفعل وبسبب الضائقة الإقتصادية والإجتماعية في حاجة الى هكذا مشاريع، ولكن ما قصدت قوله هو أن الدولة متقاعسة عن القيام بواجباتها ولا نقبل أبدا أن تتحجج أنه لا يوجد لديها أموالا، لأننا نشاهد أنها في بيروت الكبرى تسارع الى تنفيذ المشاريع كلها دون توقف. والشمال وطرابلس على الأخص محرومة حتى من تزفيت حفرة في الطريق".


وأضاف: "نحن لم يكن بيننا وبينكم في يوم من الأيام وفي كل تاريخنا السياسي الطويل مقعد إنتخابي أو أي مقعد مهما علا، نحن كنا ولا نزال وسنبقى نرث هذه القيم وهذه المبادئ والشمائل، علاقتنا بهذا الشعب علاقة محبة ومودة متبادلة، هم إخوتنا وهم مدينتنا وهم موطننا وهم مستقبلنا. لذلك عندما نأتي اليوم الى هذا المكان بالذات، ونلتقي بهذه الوجوه الطيبة والكريمة نأتي الى دارنا لا لنطلب منكم أن تنتخبونا، فكل واحد ينتخب من يقتنع به ضميره ويرتاح له قلبه، وقد جربناكم وجربتمونا ولسنا بحاجة لأن نعرف عن أنفسنا أو أن تعرفونا عن أنفسكم، فتاريخنا طويل وإياكم، تاريخ ممزوج بالدماء، ممزوج بالشهادة وهذا هو ما يفرض هذه المحبة بيننا وبينكم، ولا قضية زعامة ولا قضية دولة رئاسة ولا قضية نيابة ولا أي أمر آخر مهما كان عاليا يوازي عندنا محبتكم وثقتكم وإيمانكم بخطنا الوطني الذي قلت وأكرر أنه لا يمكن أن نحيد عنه مهما دفعنا من غوالي".


وقال: "نحن أبناء هذه المدينة، نحن في تاريخنا السياسي وفي كل المواقع التي تبوأناها لم نغير من مبادئنا لم نغير من نضالنا في سبيل خدمة هذه المدينة وهذا الشمال وهذا الوطن، ونحن دائما مرفوعي الرأس بوجودكم. نحن نعرف أن هناك أموالا سياسية ضخمة تصرف في هذه المدينة ومع ذلك فإن هذا لم يخيفنا ولم يضيرنا ونحن جل ما نتمناه من أولئك الذين يصرفون هذه الأموال انشاء المشاريع المنتجة التي تشغل الناس وتجعلها تعيش بكرامة وبدون منة من أحد، وهذا الذي يجعلنا إذا تم نرفع رؤوسنا ونتشكر الذين يقومون بهذه المشاريع. أما أن تكون الأموال السياسية وكأنها منة على أبناء هذا الشعب فنحن لن نرضى أبدا أن تصور طرابلس بلد الوطنية والشهادة والنضال بأنها في حاجة الى أن تشحد من أحد. حاشى طرابلس في تاريخها بدماء شهدائها أن تصبح كما يحاولون أن يصورونها مدينة الشحادة والشحادين، فبوجودكم أيها الأخوة وأنا أعرف تاريخ الكثير منكم، التاريخ النضالي النقي الذي آمن بمبادىء وعقيدة وضحى في سبيلها بدمائه وأمواله وأولاده".

وختم الرئيس كرامي: "عشتم وعاشت طرابلس مرفوعة الرأس بكم وعاشت طرابلس عبد الحميد كرامي ورشيد كرامي".

15-آذار-2009
استبيان